هل تحققت المصالحة الخليجية؟

السبت 29 نوفمبر 2014 10:11 ص

تفاجأ المتابعون للشأن الخليجي بزيارة ولي العهد الإماراتي الشيخ «محمد بن زايد» للدوحة أمس الجمعة، وذلك على خلفية تأزم العلاقات واعتقال الإمارات لمواطنين قطريين وانسحابها من المشاركة من منافسات رياضية في الدوحة تحت مبررات واهية، كما بدت أبوظبي الأكثر تشددا في موضوع المصالحة مع قطر.

أشارات زيارات أمير الكويت المكوكية إلى أبوظبي والدوحة إلى تحديد مكان الإشكالية خاصة بخصوص انعقاد قمة «مجلس التعاون الخليجي» التي دار الجدل بشأنها وتأجيل انعقاد المجلس التحضيري للقمة الخليجية.

تشير تقارير صحفية عديدة أن زيارة «بن زايد» للدوحة تعد نقطة تحول بعد التراشق الإعلامي الذي تم خلال الأشهر الماضية منذ مارس/آذار 2014 الذي تمت فيه عملية سحب السفراء.

بالتأكيد أن هناك توجه من الجميع في الخليج على تهدئة الأوضاع لكن الدوافع التي ينطلق منها كل طرف تبدو مختلفة تماما، لكن التوافق على تجنب الخلافات على الساحة الخليجية يبدو أنه مطلب الجميع بالرغم من عدم وجود توافق على عدد من القضايا الخارجية.

وربما نرى في الأيام القادمة إطلاق سراح مسجونين قطريين في الإمارات وتهدئة من قبل وسائل الإعلام الخليجية وقد بدا هذا في كتابات رؤساء تحرير الصحف الخليجية في الأيام القليلة القادمة بالرغم من وجود حالات متشددة.

ينبغي الإشارة إلى حقيقية مهمة وهي أن الخلاف الخليجي لم يبدأ بعد الانقلاب فحسب لكنه وصل إلى ذروته بعد تعارض الإرادات الثلاثة للسعودية والبحرين والإمارات مع قطر التي أصرت على عدم تقبل الانقلاب واستمرت الجزيرة في فضح ممارساته.

وفيما ما زال الخلاف موجودا على ساحة التنافس بين دول الخليج وتحديدا في مصر فان مصر ستبقى تيرمومترا لتحقق المصالحة الخليجية، لكن إلى حد الأمس ما زالت الجزيرة تستضيف الناطق باسم التحالف لدعم الشرعية وتركز على تعرية نظام الانقلاب.

لقد عودتنا قطر من خلال علاقاتها السابقة مع «إسرائيل» وإيران و«طالبان» والولايات المتحدة و«حماس» والسلطة والأطراف المتصارعة في اليمن والسودان ولبنان على نوع من البراغماتية التي تتحرك قطر من خلالها بأريحية لكن يبقى السؤال مطروحا خاصة في ظل تهدئة مصرية مؤخرا تجاه قطر هل يتقارب قطر مع مصر.

ربما يحدث هذا بأشكال مختلفة لكنه سيكون بشكل ظاهري فحسب واستباقا لعزلة قطرية تجاه الانقلاب حيث يبدو أن الانقلاب يسير باتجاه ايجابي في علاقاته مع الدول الأوروبية ولم يبق يعارضه بقوة وبشكل مباشر سوى تركيا , وبشكل مباشر عن طريق قناة «الجزيرة».

تحتاج قطر القائم اقتصادها على حالة الاستقرار والمقبلة على تنظيم فعاليات عالمية كبرى أن تهدئ الأوضاع  كما أن قطر لا تستطيع مواجهة ضغوط شديدة من الخليج ومصر وأوربا في أن واحد بدون القيام بتنفيس هذه الضغوط وتخفيفها وربما نشهد في الأيام القادمة خطوات غير متوقعة من أجل تحقيق المصلحة القومية لقطر لكن هذا لا يعني تخلي الدوحة عن مواقفها وإنما ستحاول مواصلتها بأشكال غير معلنة.

وبهذا قد نقول إن هناك سير باتجاه عودة الأمور إلى ما قبل سحب السفراء وليس إلى مصالحة خليجية فالتنافس في الخليج هو تنافس على استقلالية السياسة الخارجية، فالمصالحة هناك تعني أن لا يكون هناك قرار مستقل عن الرياض إلا في هوامش محددة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر تميم بن حمد الإمارات محمد بن زايد المصالحة الخليجية الجزيرة اتفاق الرياض التكميلي

الأمير «تميم» يستقبل الشيخ «محمد بن زايد» في زيارة ”أخوية“ لتعزيز المصالحة الخليجية

الملك عبدالله: اتفاق الرياض أكد على دعم الأشقاء لمصر .. وسنضع إطارا شاملا لوحدة الصف

اتفاق الرياض .. محاولة لتوحيد الصفوف في الخليج وسط غليان المنطقة

قادة الخليج يبدأون صفحة جديدة ویتفقون على عودة السفراء إلى الدوحة

قرقاش: نجاح قطر في مشروعها الوطني هو نجاح للإمارات

دول الخليج تطلق قيادة مشتركة لمواجهة «الدولة الإسلامية» و«إيران»

«عتاب» قطري للأردن والعلاقات الثنائية تحت «الاختبار»

أبو ظبي تعين سفيرا لها في الدوحة وأمير قطر يتسلم أوراق اعتماده

رئيس وزراء البحرين يحذر من محاولات «الإعلام المعادي» لتعكير صفو المصالحة الخليجية

قطر لم تغير استراتيجيتها .. فقط علاقات عامة جديدة