اليونان و«اليورو».. مصاعب الخروج

الثلاثاء 13 يناير 2015 04:01 ص

لم يتبق إلا أسبوعان تقريباً على انتخابات اليونان التي من المرجح أن يفوز بها حزب «سيريزا» اليساري الذي يريد أن ينهي نظام التقشف المفروض على اليونان. لكن نظام التقشف هو شرط لاستمرار مساعدات منطقة «اليورو». وإذا فاز «سيريزا» بالانتخابات وحاول الوفاء بوعوده فقد تُجبر اليونان على الخروج من منطقة «اليورو».

وهنا بعض الأفكار بشأن هذا الموضوع. أولاً: تستغرق الأزمات المالية وقتاً أكثر مما نعتقد. ولـ«روديجير دورنبوش» مقولة ذات صلة وهي «الأزمة تستغرق وقتاً في قدومها أطول مما يعتقد المرء ثم تحدث بطريقة أسرع مما اعتقد».

والتكيف مع الأزمة الأخيرة لا يعني أن «اليورو» في مأمن، وحتى لو أحسنت اليونان التفاوض في هذه الجولة، فهذا لا يعني أن اليونان لن تترك «اليورو» في نهاية المطاف. فهناك مشكلة هيكلية أساسية خطيرة في اليورو بين الأعضاء الأغنياء الذين يشترطون نوعاً معيناً من السياسة النقدية والأعضاء الأفقر الذين قد يكونون في أفضل حال في ظل سياسة نقدية مختلفة تماماً. وهذا الانشقاق في النظام لم يحسم بعد.

وثانياً: الصفقة التي تم التوصل إليها قبل سنوات لم تعد جيدة لليونان. وفي ذاك الوقت، فإن ترك «اليورو» كان سيترك البلاد في حال مبهمة أسوأ لأنها كانت تعاني من عجز أولي في الميزانية، أي أن اليونان حتى لو لم تسدد كل الفوائد على السندات لظلت مدينة. وهذا يعني أن العجز عن السداد على الفور يعني تقشف أشد من ذاك المفروض في ظل البقاء في اليورو. واليونان الآن تتمتع بفائض أساسي أو هذا ما تقوله على الأقل. وهذا يعني أن العجز عن السداد خيار أكثر جاذبية.

وثالثاً، لكل طرف نقطة جيدة. فالمعاناة في اليونان عميقة والبلاد والناس أكثر فقراً من دائنيهم الأجانب. والألمان قلقون أيضاً من المخاطرة بالسماح لليونان باقتراض الأموال على ما يعتبر في الأساس رصيد ألمانيا ثم يطالبون بانقاذ على أساس شروط سهلة للبقاء في اليورو. وللأسف لا سبيل للتوفيق بين وجهتي النظر هاتين.

ورابعاً، القومية مازالت عاملاً قوياً وحقيقياً. وهناك دافع إنساني عميق لمقاومة برامج الإنقاذ الإقليمية خاصة عندما يؤدي الالتزام بخطة تقشف إلى تضحية كبيرة. وفي الأسابيع القليلة المقبلة ستظهر الكثير من التحليلات الجادة والمفضلة والصحيحة تماماً والمترعة بالحقائق والأرقام أنه لا شك في أن اليونان ستكون أحسن حالاً إذا أذعنت لخطة التقشف وبقيت في منطقة «اليورو»، لكن هذا قد لا يكون صواباً إلى حد كبير.

وخامساً، سيكون الخروج كارثة إذا حدث، فآليات خروج اليونان من «اليورو» ستكون مضنية للغاية. فلا بد من تجميد النظام المالي لمنع الناس من سحب أموالهم بـ«اليورو» على الفور والبحث عن ملاذ آمن في الخارج. وما العملة التي يستعملها الناس حينئذ؟

وعلى المدى الطويل قد تتحسن أحوال اليونان لكن في المدى القصيرة ستكون هناك معاناة هائلة. والعدوى قد تنتقل خارج اليونان. فإيطاليا وإسبانيا والبرتغال مازال جميعها في موقع هش.

وأخيراً، قد يتحقق الخروج من «اليورو» ذاتياً. فإذا اعتقد الناس أن هذا سيحدث سيهرعون لسحب أموالهم. والانهيار الناجم عن هذا سيجبر ألمانيا على ضخ المزيد من المال بشروط أيسر أو يدفع اليونان لترك «اليورو».

 

* ميجان مكاردل محللة اقتصادية أميركية

المصدر | ميغان مكاردل، خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرغ نيوز سيرفس» - ترجمة الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

اليونان حزب سيريزا اليساري إنهاء نظام التقشف منطقة اليورو الأزمة الاقتصادية التقشف إيطاليا إسبانيا البرتغال

اليونان تهز منطقة اليورو لكنها لن تفككها

خطة بريطانية لإخراج اليونان من منطقة اليورو

اليونان متشبثة بموقفها قبيل قمة الاتحاد الأوروبي

ماذا يعني فوز اليسار اليوناني؟

انهيار محادثات الديون بين اليونان ومنطقة اليورو

اليونان بين الوعود الانتخابية والقبول بالأمر الواقع

اليورو يعيش التجربة الأميركية 

بعد رضوخه ... امنحوا حزب «سيريزا» فرصة ادعاء النصر أمام جمهوره في اليونان

اليونان تطالب ألمانيا بـ279 مليار يورو كتعويض ودول اليورو تمهلها 6 أيام لتعديل إصلاحات