خطة بريطانية لإخراج اليونان من منطقة اليورو

الثلاثاء 10 فبراير 2015 05:02 ص

ناقش رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس الاثنين، مع كبار المسؤولين الاقتصاديين احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في إطار الإعداد لخطة طارئة، في حين أعلن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله أنه «اذا أراد (اليونان) مساعدتنا، فيتعين وضع خطة متكاملة مقابل التمويل العاجل الذي تطالب به آثينا».

وعقد مسؤولون رفيعو المستوى، من بينهم مسؤولون من وزارة الخارجية ومصرف انكلترا (البنك المركزي البريطاني) اجتماعاً استمر ساعة وسط هبوط الأسواق، عقب إعلان رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس تمسكه بعدم تمديد برنامج المساعدات المالية.

وقال متحدث رسمي باسم كاميرون إن «هناك مخاطر من انتشار عدوى (ما يحدث في اليونان) وحدوث اضطرابات» في الأسواق. ورداً على سؤال حول ما إذا تمت مناقشة خروج اليونان من منطقة اليورو، قال المتحدث «عليك أن تنظر إلى مخاطر الضغوط على الأسواق المالية مع تزايد حالة الاضطراب المحتملة» في الأسواق، مضيفاً أن «في هذا السياق عليك أن تنظر إلى مجموعة كاملة من المسائل». وأكد أن «الحكومة قامت بمستوى عال من التخطيط للطوارئ خلال العام 2012 عندما ظهرت ضغوط معينة في منطقة اليورو تتعلق باليونان»، مشيراً الى أن وجود حكومة يونانية جديدة، بجعل الوقت مناسباً لمراجعة هذه الخطط.

وفي سياق متصل، قال شويبله، لدى وصوله إلى اسطنبول لحضور لقاء مع نظرائه في مجموعة العشرين، انه «إذا أردوا مساعدتنا، فيتعين وضع خطة» بالاتفاق مع الجهات الدائنة بهدف التوصل خصوصاً إلى صرف تمويلات البنك المركزي الأوروبي وأضاف، على هامش هذه القمة لمجموعة العشرين التي يشارك فيها خصوصا حكام المصارف المركزية ورؤساء كبريات المؤسسات المالية: «لم أفهم حتى الآن كيف تريد الحكومة اليونانية أن تفعل ذلك».

وقال الوزير الألماني: «لسنا من نحتاج إلى خطة. ألمانيا لا تحتاج إلى خطة. أنا على استعداد لتقديم كل مساعدة يريدونها، لكن إذا كانوا لا يريدون مساعدتي، فهذا أمر جيد». وأضاف ساخراً، أن اليونان تخضع «لخطة حتى نهاية شباط. لا اعرف ماذا ستفعل الأسواق من دون خطة، لكن ربما (رئيس الوزراء اليوناني) يعرف أفضل مني». ولفت أيضاً الانتباه باستياء إلى أن رئيس الحكومة التي يهيمن عليها حزب سيريزا اليساري يعتزم «تسوية مشاكله المالية عبر إعادة التفاوض حول اتفاقات لندن. لكن ذلك حصل في العام 1953».

وشدد تسيبراس أمس، في خطاب أمام البرلمان عن السياسة العامة لحكومته، على «الالتزام المعنوي والتاريخي» لمطالبة ألمانيا بتسديد تعويضات حرب لم تسددها في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما وقعت هذه الاتفاقات في العاصمة البريطانية.

واليوم، رفض وزير الاقتصاد الألماني مساعد المستشارة أنجيلا ميركل، زيغمار غابرييل مرة أخرى قيام ألمانيا بتسديد تعويضات حرب لليونان، كما يطالبها رئيس الوزراء اليوناني، مؤكداً أنه تمت تسوية المسألة قبل 25 عاماً.

وتجري اليونان اليوم محادثات مكثفة مع شركائها الأوروبيين بعد إصرار رئيس حكومتها على موقفه الرافض لإجراءات التقشف واقتراب المهلة للتوصل إلى صفقة لتجنب مخاطر عدم تمكن اليونان من تسديد ديونها وخروجها من اليورو.

ويجري ممثل المفوضية الأوروبية من ترويكا الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، ورئيس مجموعة العمل «يوروغروب» محادثات في آثينا مع وزارة المال سعياً للتوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة قبيل اجتماع طارئ لوزراء مالية منطقة اليورو بعد غد الأربعاء.

وقال «كريستيان شولتز» من مؤسسة «بيرنبرغ» المالية «وسط نفاد الوقت اغتنم تسيبراس فرصة لطمأنة اليونانيين والشركاء الأوروبيين والأسواق بأن حكومته ستبذل كل ما بوسعها لإبقاء اليونان في اليورو».

وسجلت البورصة اليونانية اليوم، تراجعاً بأكثر من 5%، في مؤشر على توتر المستثمرين بعد خطاب تسيبراس الذي تعهد فيه تطبيق سلسلة من الإصلاحات الإجتماعية والاقتصادية التي تحظرها صفقة الإنقاذ المالي. 

وتراجعت الأسهم في أنحاء أوروبا، فيما دقت أجراس الإنذار في القطاع المالي حيث غردت «بيرنبرغ» على «تويتر»، أن  اليونان على طريق التصادم قبيل اجتماعات الاتحاد الأوروبي. فرص خروج اليونان 35%.

ولخص وزير المال الفرنسي ميشال سابان مأزق زملائه الأوروبيين، لدى وصوله الى اجتماع مجموعة العشرين في اسطنبول، أمس، بالقول إنه يتعين أن تكون هناك وسيلة لضمان ألا تكون اليونان «تحت رحمة أي شكل من أشكال الذعر في الأسواق المالية»

غير أنه أضاف «لا يمكننا القول ببساطة، سنقوم بتمويل، سنقوم بتمويل» آثينا من دون «احترام للقواعد الأوروبية» في المقابل.

وحذر وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس، في وقت سابق، من مخاطر خروج اليونان من اليورو، وقال في مقابلة مع التلفزيون الايطالي الرسمي إن ذلك قد يؤدي إلى انهيار منطقة اليورو مثل بيت من ورق. وقال "إن خروج اليونان من اليورو ليس ضمن مخططاتنا لأننا بساطة نعتقد أن ذلك يشبه بناء منزل من ورق. إذا نزعت الورقة اليونانية تنهار الأخرى".

كما حذر فاروفاكيس أوروبا، من أن ايطاليا (الحليف المحتمل في المعركة ضد إجراءات التقشف). ليست بمنأى عن المشكلات المالية رغم وعودها الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالإصلاحات حسب شروط بروكسل، ومن أن ايطاليا لديها أيضاً دين كبير.

وآثار ذلك رداً على «تويتر» من وزير المالي الإيطالي «بيير كارلو بادوان» بتغريدة قال فيها إن ايطاليا قادرة على ”إدارة ديونها.

في هذه الأثناء، يواصل تسيبراس جولته الأوروبية، التي قادته إلى روما وباريس الأسبوع الماضي، حيث التقى اليوم المستشار النمساوي فيرنر فايمان.

وسيعقد أيضاً أول محادثات مباشرة له مع المستشارة الألمانية خلال قمة أوروبية الخميس المقبل.

ولغاية الآن تواجه مطالب اليونان بمزيد من الوقت لإعادة التفاوض حول صفقة إنقاذها الضخمة البالغة 240 مليار يورو، حائطاً مسدوداً وسط المعارضة الشديدة لبرلين.

وتنتهي مهلة سداد الجزء الأوروبي من الصفقة بنهاية الشهر مما يضع آثينا تحت ضغوط للتوصل إلى صفقة سريعة.

وناشدت الحكومة الحصول على تمويل مؤقت من شركائها الأوروبيين لتجاوز الفترة الصعبة مع مواصلة المفاوضات.

وينظر الى اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو الاثنين المقبل، كفرصة أخيرة لليونان للتراجع عن موقفها وطلب تمديد صفقة الإنقاذ الحالية، أو التوصل إلى صفقة تمويل موقتة ضرورية مع انتهاء مهلة الصفقة الحالية نهاية الشهر.

 

المصدر | رويترز + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

اليونان منطقة اليورو ألمانيا بريطانيا ألكسيس تسيبراس

اليونان تهز منطقة اليورو لكنها لن تفككها

اليونان تنتفض على التقشف: هبوط ناعم في أحضان اليسار

اليونان و«اليورو».. مصاعب الخروج

اليونان متشبثة بموقفها قبيل قمة الاتحاد الأوروبي

ماذا يعني فوز اليسار اليوناني؟

انهيار محادثات الديون بين اليونان ومنطقة اليورو

اليونان بين الوعود الانتخابية والقبول بالأمر الواقع

من الفائز: اليونان أم أوروبا؟

عندما يُعرض الاتحاد الأوروبي وجوده للخطر

اليورو يعيش التجربة الأميركية 

اليونان تطالب ألمانيا بـ279 مليار يورو كتعويض ودول اليورو تمهلها 6 أيام لتعديل إصلاحات