أعلن البيت الأبيض أنه يدرس رفع السرية عن وثائق تتعلق بهجمات 11 سبتمبر/آيلول يزعم أعضاء في الكونجرس الأمريكي أنها تشير إلى تورط سعوديين في تمويل منفذي هذه الهجمات، بعد أن اعترف أحد المتهمين بالانضمام إلى تنظيم القاعدة بتلقيهم تمويل سعودي في فترة التسعينيات.

ويأتي الإعلان الأمريكي بعد أن طالبت المملكة السلطات الأمريكية بالكشف عن هذه الوثائق لإثبات براءتها ودحض هذه المزاعم الأمريكية التي لا أساس لها من الصحة.

وأثير الجدل مجددًا حول هذه الوثائق، وهي 28 صفحة في تقرير سري للكونجرس متعلق بالتحقيقات في أحداث سبتمبر/آيلول، بعد مزاعم واتهامات أثارها أحد المتهمين المنتمين إلى تنظيم القاعدة يدعى «زكريا موسوي»، قال فيها إن شخصيات سعودية قدمت تمويلًا لتنظيم القاعدة في فترة التسعينيات، وهي الاتهامات التي نفتها السعودية أيضًا، وقالت إنها مزاعم ليس لها أساس من الصحة، وإنها صادرة عن متهم يحاكم بتهم الإرهاب، مستغربة الاستناد إلى مصادر مشكوك في مصداقيتها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش أرنست»، الجمعة إن المخابرات الأمريكية بدأت في إعادة تقييم هذه الوثائق، لكن ليس هناك وقت محدد لرفع السرية عنها.

وقال «أرنست» إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يحافظان على علاقة قوية لمكافحة الإرهاب، كعنصر أساسي في شراكة استراتيجية واسعة.

وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، السبت إن المسؤولين الأمريكيين القريبين من الملف منقسمون حول جدوى رفع السرية عن الوثائق.

ويري البعض منهم أنه يجب أن تبقى هذه الوثائق سرية؛ لأنها متعلقة بأحداث لم يتم التحقيق فيها بدرجة كافية، لكن آخرين قالوا إنه لا يوجد سبب جيد لأن تظل هذه الوثائق طي الكتمان.

وقال أشخاص اطلعوا على التقرير السري إن معظم المواد التي ظلت سرية حتى الآن تعود لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي».

ومن جهته، قال «فيليب زيليكو» المدير التنفيذي السابق للجنة 11/9 وهي لجنة حكومية منفصلة للتحقيق في الهجمات- إنه «كان من الملائم تصنيف هذه الوثائق، وأعتقد أنه لا يزال هناك سبب لحجبها».

وأضاف: «لا أحد من المذكورين في هذه الوثائق قد تم استجوابه. وكثير من الوثائق لم تُراجَع حتى الآن».

وكانت شبكة «فوكس نيوز» نقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم: «ليس لدينا شيء لنخفيه، ونطالب أيضًا برفع السرية عن هذه الوثائق».

جدير بالذكر أن أحداث 11 من أيلول/سبتمبر 2001 هي مجموعة من الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001. حيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. الأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.