بث «العرب» متوقف حتى التوفيق بين اشتراطات سلطات البحرين و«زعل صاحبها»

الأحد 8 فبراير 2015 06:02 ص

حتى يوم أمس السبت كان بث قناة «العرب» الفضائية ما زال متوقفا منذ ان أوقفته السلطات البحرينية في اليوم الأول من الشهر الجاري بعد ساعات قليلة من بدء القناة السعودية بثها الرسمي. 

وأوقفت السلطات البحرينية بث القناة لانها قدمت في أول نشرة أخبار لها مقابلة مع نائب أمين عام حركة الوفاق الشيعية المعارضة، مثلما أشارت إلى ذلك صحيفة «أخبار الخليج» - المقربة من رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان – وذكرت «ان السلطات البحرينية قررت وقف قناة العرب  الفضائية لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية، ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها»، على حد وصف الصحيفة التي هاجم رئيس تحريرها، أنور عبد الرحمن بشدة قناة «العرب» في مقال افتتاحي. 

بعد ذلك أخذت مصادر إعلامية بحرينية رسمية تنفي وبشكل غريب ولا يصدق، ان سلطات المنامة أوقفت بث القناة، وتؤكد ان إيقافها تم لمشاكل فنية وانها ستعود للبث خلال «ساعات». 

ولكن قناة «العرب» لم تعد للبث حتى يوم أمس، ومديرها العام جمال خاشقجي لا يريد التعليق، وانما أصدقاؤه يرددون ان الأمر بيد صاحب القناة الأمير الوليد بن طلال.

ولاشك ان الأمير الوليد هو أكثر الغاضبين من قيام السلطات البحرينية بوقف بث القناة، فالأمير الوليد ترك كل العروض التي قدمت له لكي يتخذ من القاهرة أو دبي أو حتى بيروت مقرا لقناته، وأصر على ان يكون مقر إدارة ومكان بث تلفزيون «العرب» البحرين، وذلك لحبه للبحرين، وتقديره لعاهلها الملك حمد بن عيسى، وحتى يساهم بان تستعيد البحرين بعضا من وهجها الإعلامي الذي فقدته بعد هجرة المكاتب الاقليمية لوكالات الأنباء والصحف العالمية من المنامة إلى دبي، بسبب المضايقات الكثيرة التي كانوا يتعرضون لها من قبل وزارة الإعلام البحرينية.

ولا شك ان الأمير الوليد اعتبر أن وقف بث قناته كان قرارا مسيئا له شخصيا، حتى ولو قامت قناة «العرب» بخطوة رأت فيها سلطات البحرين انها خطأ، فان معالجة «الخطأ» لا يكون بهذه الحدة. وبالفعل فان إيقاف بث قناة «العرب» الفضائية بهذه الطريقة أساء للبحرين أكثر مما أساء للقناة. بعض الإعلاميين العرب «الأصدقاء» للبحرين - ومنهم كاتب عامود يومي في صحيفة عربية سعودية - وصفوا ماقامت به القناة بانه «حمق» ولكنهم لم يستطيعوا الدفاع عن قرار وقف بثها. واذا ما قرر الأمير الوليد ان ينقل مقر القناة، فان هذا سيضر بالبحرين أكثر. 

وتقول مصادر إعلامية في البحـــرين ان السلطات البحرينية أدركت خطأ قرار وقف البث، وهي مستعدة فورا لاعادته، ولكنها تريد الاتـــفاق على «مدونة سلوك» مع إدارة القناة فيها بعض الاشتراطات التي تحد من حرية القناة، وهذا ما تم رفضه - وفق مصادر إدارة القناة - التي تشير إلى ان صاحب القناة الأمير الوليد ليس مستعدا للتفاوض مع أحد بشأن سياسة قناته أو بشأن إدارتها التي هي موضع ثقته.

ولوحظ ان العديد من المصادر الإعلامية في السعودية تناولت موضوع وقف بث قناة «العرب» بشكل يحمل القناة المسؤولية أو بشكل «شامت» بما حصل للقناة، وأحدى الصحف الالكترونية السعودية الهامة عنونت خبرا عن «العرب» بالقول: «قناة «العرب تعود إلى البث لكنها لن تعود إلى الحرية».

ولوحظ إنه لم يكتب أحد من الإعلاميين السعوديين أي مقال حول وقف بث القناة مدافعا أو مهاجما، مثلما يحصل حـين يحدث أي شيء في احدى القنوات الفضائية التابعة لمجموعة «ام بي سي»، لا سيما قناة «العربية» التي تسلم مديرها السابق الإعلامي الكفء عادل الطريفي منصب وزير الإعلام في  الحكومة السعودية الجديدة، وعين مكانه لإدارة قناة «العربية» الإعلامي السعودي الشهير تركي الدخيل الذي رحب بقرار تعيينه أكثر الكتاب الصحافيين السعوديين، بينما لم يقرأ أي مقال يرحب بـ«قناة العرب» رغم انها سعودية مئة في المئة تمويلا وإدارة. 

 

المصدر | سليمان نمر، القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فضائية البحرين الوليد بن طلال وقف البث جمال خاشقجي سلطات المنامة

البحرين تعلن رسميا وقف قناة «العرب» لعدم حصولها على «التراخيص اللازمة»

إعلاميون ليبراليون يسخرون من وقف قناة «العرب» الإخبارية

مراسلات بين «الوليد بن طلال» والعاهل البحريني تكشف عن تمويل بحريني كبير لقناة «العرب»

وزير الداخلية البحريني يتهم قناة «العرب» بالتعبير عن «نهج إعلامي متطرف»

مصادر إعلامية تؤكد استئناف بث قناة «العرب» من قبرص قريبا

البحرين تمنع 6 عاملين في «قناة العرب» من السفر بسبب «قروض بنكية»

«الوليد بن طلال» يلتقي «أردوغان» .. وتكهنات حول إعادة بث قناة «العرب» من تركيا

«خاشقجي»: استئناف بث قناة «العرب» .. مسألة وقت