مجلس الأمن يدين بالإجماع انقلاب الحوثيين ويمهلهم 15 يوما لسحب قواتهم وإنهاء الإجراءات الأحادية

الاثنين 16 فبراير 2015 09:02 ص

طالب مجلس الأمن الدولي أمس الأحد بانسحاب ميليشيات جماعة الحوثي اليمنية من المؤسسات الحكومية التي استولت عليها خلال أسبوعين، وإنهاء احتجاز الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» ورئيس الحكومة «خالد بحاح»، كما دعا إلى إنهاء التدخل الأجنبي وهدد «بمزيد من الخطوات» اذا لم يتوقف العنف.

وتبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2201 بالإجماع، والذي يدعو جميع الفرقاء، خاصة الحوثيين، إلى تسليم الأسلحة التي استولوا عليها. كما طالب الحوثيين بوقف أي اجراءات أحادية.

ووافق مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة على القرار الذي صاغته بريطانيا والأردن بشأن الأزمة، وحث مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجلس الأمن على تبني قرار بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات، بينما لم يصدر مشروع القرار الذي تبناه المجلس بموجب البند السابع.

وأعلن المجلس استعداده لاتخاذ «مزيد من الخطوات» إذا لم تنفذ الأطراف في اليمن القرار، وفي نوفمبر/تشرين الثاني فرض المجلس عقوبات على الرئيس اليمني السابق «علي عبد الله صالح» واثنين من زعماء الحوثيين.

وحذرت الأمم المتحدة من أن اليمن «ينهار»، منذ أن همش المقاتلون الحوثيون الحكومة المركزية بعدما سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول، وتوسعوا في أنحاء اليمن، ومنذ ذلك الحين كثف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من هجماته داخل الأراضي اليمنية.

هذا فيما تزداد الضغوط الإقليميّة والدوليّة على جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، بعد سيطرة مسلّحيها على صنعاء واستيلائهم على السلطة.

وفشلت كل من الأردن وبريطانيا من إقناع روسيا بالموافقة على أن يتبنى مجلس الأمن الدولي نص القرار الخليجي، رغم تضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن عبارات قوية تكاد تكون منقولة حرفياً من بيان دول مجلس التعاون الخليجي، الصادر يوم السبت الماضي، ولكن من دون أي إشارة لإجراءات عملية عاجلة، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ويطالب الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن ، الحوثيين، «بإبداء حسن النية والانخراط في الحوارات التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر»، فيما أجّل القرار الإجراءات العمليّة، مبدياً استعداد الدول الأعضاء لاتخاذ تدابير إضافية لاحقاً، ما يعني التهديد بفرض عقوبات، لم تنل إجماع أعضاء مجلس الأمن.

في غضون ذلك، نفى «جمال بن عمر» المزاعم عن أنّ البيان الانقلابي الذي أصدره الحوثيون جاء بالاتفاق معه، مؤكداً، في بيان، وقوفه «على نفس المسافة من جميع الأطراف السياسية»، واستمراره في القيام بمساعيه «لإخراج اليمن من المأزق الخطير الذي أوصله إليه عدم التزام المكونات والأحزاب السياسية بالمرجعية التي توافق عليها اليمنيون، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة».

نص القرار الدولي

إن مجلس الأمن إذ يشير إلى قراراته 2014 (2011)، 2051 (2012)، و2140 (2014)، والبيانات الرئاسية للمجلس في 15 فبراير (شباط) 2013، و29 أغسطس (آب) 2014.

وإذ يؤكد من جديد التزامه القوي ووحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن، والتزامه بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني، وإذ يؤكد أن تطور الأوضاع الأمنية الحالية في اليمن، يشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة ومصالح شعبها وإذ يؤكد أن الانقلاب الحوثي هو تصعيد خطير، وإذ يعرب عن انزعاجه من الأفعال المعادية التي ارتكبها الحوثيون وأنصارهم، والتي أسفرت عن تقويض العملية السياسية في اليمن، بما يهدد أمن واستقرار وسيادة ووحدة البلاد.

وإذ يؤكد أن العملية السياسية الانتقالية المتفق عليها من قبل الطرفين على مبادرة مجلس التعاون الخليجي واتفاقية آلية التنفيذ واتفاق السلام والشراكة قد انُتهكت، وإذ يعرب عن قلقه البالغ إزاء الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين من مسؤولي الحكومة، بمن فيهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد بحاح وأعضاء مجلس الوزراء.

وإذ يعرب عن قلقه البالغ إزاء تقارير عن استخدام الأطفال كجنود من قبل قوات الحوثي، وإذ يشير إلى التحديات الهائلة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تواجه اليمن، والتي تركت الكثير من اليمنيين في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وإذ يشدد على ضرورة العودة إلى تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية التنفيذ لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني والأمني في اليمن.

وإذ يؤكد من جديد ضرورة إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة ومحايدة بما يتفق مع المعايير الدولية في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والانتهاكات تماشيا مع نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآلية التنفيذ، لضمان المساءلة التامة.

وإذ يؤكد أن حل الوضع في اليمن هو من خلال عملية انتقال سياسية سلمية وشاملة ومنظمة وبقيادة اليمنية تلبي المطالب والتطلعات المشروعة للشعب اليمني من أجل التغيير السلمي والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الهادف، على النحو المبين في مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآلية التنفيذ، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلام والشراكة.

وفي هذا الصدد، يعرب المجلس عن تأييده لجهود المستشار الخاص للأمين العام بشأن اليمن، جمال بنعمر، وإذ يلاحظ بقلق بالغ الزيادة المقلقة لعدد من الحوادث التي تنطوي على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وإذ يعرب عن قلقه إزاء قدرة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب للاستفادة من تدهور الوضع الأمني في اليمن.

وإذ يقرر أن الحالة في اليمن يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وإذ يتصرف بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، يقرر ما يلي:

1- يدين المجلس بشدة انقلاب الحوثيين والاستيلاء غير المشروع على السلطة، بما في ذلك جميع استخدام العنف والعداء والاستيلاء على جميع المؤسسات الحكومية في اليمن والبنية التحتية للدولة

2- يؤكد المجلس رفضه لجميع الأعمال أحادية الجانب، بما في ذلك محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة، أو تغيير مكونات وطبيعة المجتمع في اليمن

3- يدين الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد المساكن الخاصة ودور العبادة والمدارس والمراكز الصحية، والبنية التحتية والمعدات الطبية

4- يعرب عن قلقه الشديد إزاء استيلاء الحوثيين علي وسائل الإعلام واستخدامها للتحريض على العنف، وإحباط التطلعات المشروعة للتغيير السلمي للشعب اليمني

5- يطالب جميع الأطراف، وبخاصة الحوثيين، الالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة، والتي تنص جميعها علي التحول الديمقراطي بقيادة يمنية

6- يطالب جماعة الحوثي فورا وبدون قيد أو شرط بما يلي:

(أ) سحب قواتهم من المؤسسات الحكومية، ومن جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك في العاصمة صنعاء

(ب) تطبيع الوضع الأمني في العاصمة والعودة المؤسسات الحكومية والأمن لسلطة الدولة

(ج) إطلاق سراح جميع الأفراد تحت الإقامة الجبرية أو من اعتقلوا

(د) وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة والشعب اليمني وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية

(ه) الامتناع عن الإصرار على اتخاذ إجراءات من جانب واحد يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في يمن آمن وجديد

ويدعو القرار جميع الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار، كما يطلب من الأمين العام أن يواصل مساعيه الحميدة ،مشددا على أهمية التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الشركاء الدوليين.

كما يطلب القرار من الأمين العام أن يواصل تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار في غضون 15 يومًا وكل 15 يومًا بعد ذلك.

ويؤكد المجلس استعداده لاتخاذ المزيد من الخطوات في حالة عدم الامتثال لهذا القرار، وأن تبقي المسألة قيد نظره.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن مجلس الأمن الدولي الحوثيين الانقلاب الحوثي

دول الخليج تجدد دعمها للسلطة الشرعية في اليمن وتطالب بقرار أممي تحت الفصل السابع ضد الحوثيين

«عبدالملك الحوثي»: «الإعلان الدستوري» خطوة شرعية وسنتصدي لأي محاولة ضدها

الأحزاب اليمنية ترفض «الإعلان الدستوري» .. ومجلس الأمن يهدد بعقوبات ما لم تستأنف المفاوضات

مجلس الأمن يفرض عقوبات على الرئيس اليمني المخلوع «علي صالح» وقائدين حوثيين

التعاون الخليجي يطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات علي كيانات يمنية

مسلحون معارضون للحوثيين يسيطرون على مؤسسات حكومية في عدن .. واليابان تغلق سفارتها

«الإصلاح» يصف «الحوثيين» بـ«الجماعة الانقلابية» ويطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين

«الحوثي» يدعو مجلس الأمن لاحترام إرادة الشعب اليمني ويصف موقف دول التعاون بـ«المتشدد والسلبي»

مصادر: رئيس التمرد الحوثي يرفض قرار إقالته