مع تدهور الحالة الصحية لـ«خامنئي» .. من هو المرشد الأعلى الإيراني المُنتظر؟

الثلاثاء 3 مارس 2015 04:03 ص

كشفت معلومات حصلت عليها صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية من عدة مصادر في أجهزة الاستخبارات الغربية، أن المرشد الإيراني «علي خامنئي»، يعاني من سرطان بروستات في المرحلة الرابعة، أي أن الورم الخبيث انتشر في كل جسمه. وفي الوقت الذي يبلغ فيه المرشد الإيراني 76 عامًا، فإن الأطباء يقدّرون أنه لم يتبقّ له سوى سنتين على قيد الحياة.

وتضيف «لو فيغارو»، في مقال بقلم «فيليب جيلي»، أن تلك الخلاصة الطبية تأكدت بعد العملية الجراحية التي خضع لها «خامنئي» في شهر سبتمبر/أيلول الماضي من أجل استئصال جزئي للبروستات، وأن المرض الذي يعاني منه «خامنئي» منذ 10 سنوات، لم يكن سرا، مع أن المعلومات المتوفرة بشأنه ظلت خاضعة لرقابة متشددة. ولكن المعلومات السابقة كانت تفيد بأن مرضه منخفض الحدّة، وقد دهش الأطباء في شهر سبتمبر/أيلول حينما تبيّن لهم أن مرضه بلغ المرحلة النهائية.

ويقول تقرير «لو فيغارو» إن عددًا صغيرًا من الناس يعرف الوضع الحقيقي لصحّة المرشد، وعلاوة على المقربين منه، وخصوصًا ابنه «مجتبى خامنئي»، البالغ من العُمر 45 سنة، والذي يملك نفوذًا واسعًا في الأوساط الدينية والسياسية، ويستشيره والده كثيرًا، فالذين يعرفون السرّ يقتصرون على ديوان «خامنئي»، الذي يديره «محمد كولبايكاني».

ومع أن ديوان «خامنئي» يسعى لإبقاء الأمر سرّيًا، فمن المشكوك فيه ألا يكون رئيس الجمهورية «حسن روحاني» مطلعًا على الموضوع.

وتطرح الصحيفة تساؤلًا يقول «أي تأثير سيكون لمرض خامنئي على المفاوضات النووية الجارية حاليًا، والتي يرجع له القرار الأخير بشأنها؟ ومن الصعب تقييم ذلك التأثير. فهو يمكن أن يكون تأثيرًا جسمانيا، حسب انتشار السرطان ونوعية العلاجات، كما يمكن أن يكون نفسيًا».

ويسأل خبير غربي «هل يريد خامنئي أن يتذكره الإيرانيون زعيمًا سمح برفع العقوبات الغربية عن بلاده، أم زعيمًا حرص بالدرجة الأولى على صيانة تراث الثورة؟ في أي حال، لم تبدر حتى الآن أي بوادر ضعف واضحة، حتى أثناء تلاوة خامنئي خطاباً استمر لمدة نصف ساعة في يوم 11 فبراير».

وبالإشارة إلى إن أي تدهور مفاجئ لصحة المرشد يمكن أن يؤثر بحدة في معايير الخلافة، خصوصًا أن الروزنامة السياسية الإيرانية توفّر فرصًا لعدد من الطامحين.

ففي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي توفّي رئيس مجلس الخبراء، «آية الله رضا مهدوي-قاني» عن عمر بلغ 83 عامًا. ويضم المجلس 86 خبيرًا يتم اختيارهم في انتخابات عامة كل ثماني سنوات، ووظيفته الرئيسية هي اختيار المرشد الأعلى.  وقد تم تعيين آية الله «العظمي هاشمي شهرودي» البالغ 66 عامًا، رئيسًا مؤقتًا للمجلس.

ويُعَدّ «شهرودي» معتدلًا، رغم أنه مقرّب من «خامنئي»، وكان قد ترأس النظام القضائي الإيراني لمدة 10 سنوات، بين 1999 و2009. وهو يمتلك أرفع المؤهلات الدينية الشيعية، أي أنه «مرجع تقليد»، ما يخوّله إصدار الفتاوى.

ومن المفترض أن يعقد مجلس الخبراء اجتماعًا في 15 مارس/آذار بغية تثبيت «شهرودي» في منصب الرئاسة حتى نهاية دورة المجلس التي تنتهي خلال سنة. ففي العام 2016، سيكون على أعضاء المجلس أن يقدّموا ترشيحاتهم مجددًا. وسيكون ذلك الاختبار الحقيقي لـ«شهرودي»، فإذا ما احتفظ بمنصبه رئيسا لمجلس الخبراء، فإنه سيكون في وضع يسمح له بالسعي لخلافة «خامنئي»، ولكنه سيواجه الكثير من المنافسين.

فمجلس الخبراء يضم آية الله «أحمد خاتمي» البالغ 55 عامًا، وهو ليس من أقارب الرئيس الأسبق «محمد خاتمي»، الذي يلقي خطبة الجمعة في جامع طهران الكبير، الأمر الذي يؤمن له تغطية إعلامية واسعة. وهنالك كذلك آية الله «أحمد جنتي» البالغ من العُمر 88 عامًا الذي يعدّ من كبار المتشددين، ويرأس مجلس صيانة الدستور، الذي يصادق على أي قوانين صادرة عن مجلس النواب. ويعتقد أن مساعده آية الله «مصباح يزدي» البالغ 80 عامًا، مرشّح كذلك لخلافة «خامنئي».

وبين المرشحين أيضاً آية الله «صادق آمولي لاريجاني»، وعُمره 54 عامًا، وهو شقيق رئيس المجلس «علي لاريجاني».

وبحسب الصحُف، فإنه من الممكن أن يكون المنصب مغريًاً لكل من «هاشمي رفسنجاني» البالغ 81 عامًا، والرئيس الحالي «حسن روحاني» البالغ 66 عامًا. ولكن فرص روحاني يمكن أن تكون ضعيفة بسبب سمعته معتدلا، وكذلك لأن مؤهلاته الدينية قد لا تُعدّ كافية. وهذا مع أن مؤهلات «خامنئي» الدينية عُدّت غير كافية حينما تم تعيينه في العام 1989، ما اضطره للاعتماد على دعم الحرس الثوري، وإلى تعديلٍ دستوري سمح له بتبوء منصب المرشد الأعلى.

وبالإشارة إلى إذا ما وقع انقلاب مماثل عند انتخاب خليفة «خامنئي»، فإن بعض المصادر لا تستبعد تعيين «مجتبى خامنئي» نفسه، الذي يدير حاليًا ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري.

في هذه الأثناء، يتابع الغربيون المناورات التي ستجري في طهران خلال الأشهر المقبلة، باعتبار كذلك أن هناك عدد من الملفات الحاسمة ترتبط بالمرشد، وأبرزها: السعي لامتلاك قنبلة ذرية، والنزاع العراقي/السوري، والعداء المعلن لإسرائيل، والمنافسة مع السعودية، والانفتاح على الغرب.

  كلمات مفتاحية

إيران علي خامنئي الحرس الثوري المرشد الأعلى الخلافة

عندما تتوفر مؤشرات على إقرار «خامنئي» للاتفاق .. سنعرف أن الصفقة تمت

مسؤول إيراني: «خامنئي» طلب من «المالكي» التنحي حفاظا على «المصالح الشيعية»

أوباما وخامنئي وأفكارهما المُؤسِّسة

«وول ستريت جورنال»: رسالة سرية من «خامنئي» إلى «أوباما»

«خامنئي» يبارك اتفاقا بين إيران وفنزويلا لتنسيق حملة ضد انخفاض أسعار النفط

«خامنئي»: «التشيع» البريطاني و«التسنن» الأميركي كلاهما ضد الإسلام

البرلمان الإيراني يتخذ خطوات لمحاسبة أجهزة يشرف عليها خامنئي ضريبيا

«خامنئي»: لا ثقة عندي في إخلاص التحالف ضد «الدولة الاسلامية» ونريد حلا إقليميا

ترتيبات الخلافة في إيران إذ تتسارع

من سيخلف «خامنئي»؟ السيناريوهات المحتملة وأهم المرشحين

إيران.. هل بدأت معركة خلافة «خامنئي»؟