ليديا سميث، انترناشيونال بيزينس تايمز 7/7/2014 - ترجمة: الخليج الجديد

حكمت محكمة سعودية على محامي حقوقي بارز بالسجن 15 عاما ومنعه من السفر لمدة 15 عاما أخرى، بتهم تتعلق بنشاطه الحقوقي.

المحكمة الجزائية المتخصصة في مدينة جده، التي أُنشئت عام 2008 للنظر في قضايا الإرهاب، وجدت «وليد أبو الخير» مذنبُا بتهمة "تقويض النظام"، و"تحريض الرأي العام" و"إهانة القضاء"، كما تم تغريمه أيضا 200 ألف ريال، وفقا لقناة الجزيرة.

وقالت زوجة أبو الخير، «سمر بدوي»، لوكالة «أسوشيتد برس» أن زوجها رفض حقه في استئناف الحكم. وقالت، «رفض الحكم ورفض تقديم الاستئناف لأنه يقول إن تلك المحاكمة غير شرعية، وهو لا يرى شرعية لهذه المحكمة».  

«أبو الخير»، المدرج من قبل مجلة فوربس كواحد من أفضل 100عربي الأكثر تأثيرا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ساهم في إنشاء المرصد السعودي لحقوق الإنسان. اعتقل أبو الخير في أبريل وحوكم بموجب قانون جديد لمكافحة الإرهاب الذي يستهدف النشطاء ويحظر كل شكل من أشكال المعارضة السياسية أو دعوات الإصلاح.  

وأكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إغلاق منظمته وأي من المواقع المرتبطة بها.

من هو وليد أبو الخير؟

ولد «أبو الخير» في جدة في عام 1979، وبدأ مسيرته كمحام في عام 2007 عندما انضم لمكتب «عصام بصراوي». أسس المرصد السعودي لحقوق الإنسان بعد انتهائه من درجة الماجستير في جامعة اليرموك. الجمعية المسجلة في كندا عام 2012 هي أول مؤسسة سعودية حقوقية مسجلة.  

في عام 2007، أصدر «أبو الخير» وغيره من النشطاء عريضة تطالب بالإصلاح حملت عنوان «معالم في طريق الملكية الدستورية». وتطالب تلك العريضة بأن تغير الأسرة الحاكمة في السعودية النظام الحاكم الحالي من الملكية المطلقة إلى نظام ديمقراطي، كما تطالب بضمان مشاركة الشعب من خلال انتخابات حرة.  

وبعد مرور عام، نظم «أبو الخير» إضرابا عن الطعام تضامنا مع سجناء الرأي في السعودية لمدة 48 ساعة، وهو الاضراب الأول من نوعه لحالة حقوق الإنسان في البلاد.  

التمثيل الدولي

في 2010، بدأ «أبو الخير» بناء سمعته الدولية كمصدر موثوق به لتمثيل المملكة العربية السعودية دوليا في قضايا حقوق الإنسان.  شارك في اجتماعين نظمتهما المنظمة الهولندية (Bridging the Gulf): أحدهما في البرلمان الأوروبي حول حالة حقوق الإنسان في دول الخليج، والآخر في الكويت عن نشطاء حقوق الإنسان في مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

تم تعيين «أبو الخير» من قبل السفارة البريطانية كمحامي مخصص لسجين بريطاني في نفس العام.  

سمر بدوي

دافع أبو الخير عن «سمر بدوي» عندما كانت في السجن بتهمة العقوق بموجب نظام وصاية ولي الأمر في السعودية وهي التهمة التي رفعها ضدها والدها.  وقد تبادلت الدعاوي القضائية مع والدها الذي أساء معاملتها جسديا لمدة 15 عاما، وقدما دعاوى قضائية ضد بعضهما البعض.

اتهمها والدها بالعقوق بموجب نظام الوصاية المعمول به في المملكة وقاضت «سمر» والدها بتهمة عضله إياها ورفضه تزويجها. وسجنت في أبريل 2010 وأفرج عنها في أكتوبر 2010 بعد حملة الدعم الدولي باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، وبعد ذلك تم نقل وصايتها إلى أحد أعمامها.

وتعتبر حملة «أطلقوا سراح سمر» هي الحملة الأولى على تويتر التي يكون لها تأثير فعلي في الواقع. «بدوي» و«أبو الخير» تزوجا في وقت لاحق.

الحركات الإجتماعية

كان لأبو الخير دورا في العديد من الحركات الإجتماعية السعودية في عام 2011، وكتب العديد من الإلتماسات للمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك حق المرأة في قيادة السيارة.  

في تلك السنة، وضعته مجلة «فوربس» الشرق الأوسط ضمن قائمة أفضل 100 ناشط عربي على تويتر مع أكثر 40 ألف متابع.  

محاكمة أبو الخير

منذ يونيو عام 2013، يحاكم «أبو الخير» بسبب عمله في مجال حقوق الإنسان، وتشمل التهم الموجهة إليه: "إهانة القضاء"؛ و"التواصل مع الوكالات الأجنبية"؛ و"السؤال عن الملكية الدستورية"؛ و"المشاركة في [برامج] إعلامية لتشويه سمعة البلاد"؛ و"تحريض الرأي العام ضد النظام العام للبلاد".