منعت السلطات السعودية الأربعاء، الناشطة الحقوقية «سمر بدوي» من السفر خارج البلاد لمدة غير محددة. حيث أخبر موظفو الجوازات في مطار الملك عبدالعزيز بجدة الناشطة السعودية بصدور أمر من وزارة الداخلية بمنعها من السفر لمدة لم يتم تحديدها. وذلك دون أعطاء أي سبب معين و بدون تحقيقات سابقة.

وذكرت «بدوي» على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الدافع وراء قرار المنع هو مشاركتها في اجتماعات الدورة 27 لمجلس حقوق الإنسان، والتي عقدت في جنيف شهر أيلول/سبتمبر الماضي. والذي ألقت فيه «بدوي» كلمة سلطت فيها الضوء على وضع حقوق الإنسان في المملكة، وطالبت كذلك بالإفراج عن زوجها الحقوقي البارز المعتقل «وليد أبو الخير» وباقي معتقلي الرأي في المملكة.

وكانت الناشطة الحقوقية في طريقها إلى بروكسل تلبية لدعوة رسمية من المنتدى الأوروبي لحقوق الإنسان.

وسبق للسلطات السعودية أن اعتقلت الناشطة «سمر بدوي» لعدة أشهر، فيما أصدرت السلطات أحكاما مطولة بالسجن بحق زوجها المحامي والحقوقي البارز «وليد أبو الخير» وأخيها «رائف بدوي».

ودعت الأكاديمية والمعارضة السعودية «مضاوي الرشيد» إلى وقفة تضامن مع الحقوقية «سمر بدوي».

وكتبت «مضاوي» عبر حسابها على تويتر  قائلة: «وقفة صمود مع سمر بدوي ممنوعة من السفر والزوج والاخ معتقلان .. لا حدود لقمع النظام السعودي».

فيما قال الناشط «مهند نجار» تعليقا على منع الناشطة من السفر: «سمر بدوي في المطار اكتشفت منعها من السفر من الداخلية.. قبل قرون كانت العقوبة الطرد من البلد، دحين صارت الحبس فيها».

أما «حامد الخالدي» فقال معقّبًا: «سمر بدوي ممنوعة من السفر ! يالله ابي اللي صجونا صج بمنع قيادة لجين الهذلول للسيارة ! بحجة حقوق المرأة وينهم الحين ؟!؟!».

ليلفت الناشط «عبدالرحمن بن يوسف» قائلا: «عندما يكون #منع_سمر_بدوي_من_السفر عقوبة فهو اعتراف ضمني ان البلد كئيب. ال سعود يعرفون اننا نعاني، ويعرفون كذلك اننا سنقبل ونسكت».

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد ذكرت، في تقريرها الأخير الذي أصدرته عن حقوق الإنسان، بأن السعودية قد صعّدت من حدة حملات توقيف ومحاكمة المعارضين السلميين.

وأضافت أنه على غرار الأعوام الماضية، خضع آلاف الأشخاص لمحاكمات غير عادلة وتعرض آخرون للاحتجاز التعسفي وللمنع من السفر.

بدوره، استنكر مركز «الخليج لحقوق الإنسان»، والذي تم حجب موقعه قبل أيام عن المملكة، منع الناشطة «سمر بدوي» من السفر. حيث قال في بيانه أن مركز الخليج لحقوق الإنسان «قلق للغاية بعد حظر السفر الذي فرض على مدافعة حقوق الإنسان سمر بدوي، التي تعمل على الدفاع عن حقوق المواطنين في المملكة العربية السعودية، وعلى وجه الخصوص حقوق سجناء الرأي».

وتؤكد التقارير بحسب المركز الحقوقي، أن حظر السفر قد صدر بأمرٍ من وزارة الداخلية بعد خطاب لها في سبتمبر /أيلول الماضي عن حالة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية ألقته في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف. تكلمت بدوي أمام المجلس ودعت للإفراج عن زوجها، محامي حقوق الإنسان البارز وليد أبو الخير، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما في السجن بوقتٍ سابق من هذا العام.

كلمة بدوي لدى مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة (باللغة العربية)، يرجى متابعة الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=VVo3L-UdgVs

وأكد المركز أن حظر السفر الذي فرض على «سمر بدوي» هو نتيجة لنشاطاتها في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما عملها للدفاع عن حرية التعبير في المملكة العربية السعودية، مختتما بالقول أن المنع يُعد «محاولة سافرة لمنعها من القيام بتحشيد التأييد مع الهيئات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة».