أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية» في تسجيل صوتي بثه عبر الإنترنت مسؤوليته عن الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية أمس الأربعاء والذي قتل فيه 23 سائحا أجنبيا، مهددا بمزيد من الهجمات.
وأشاد التنظيم بالمهاجمين اللذين قال التسجيل إنهما «فارسان من فرسان دولة الخلافة وهما أبو زكريا التونسي وأبو أنس التونسي» المددجين بأسلحتهم الرشاشة والقنابل اليدوية.
وأضاف التسجيل مؤكدا: «إن ما رأيتموه اليوم أول الغيث باذن الله، ولن تهنأوا بأمن أو تنعموا بسلام وفي الدولة الإسلامية رجال كهؤلاء لا ينامون على ضيم».
وكان مسلحان بلباس عسكري قد شنا هجومًا على مجمع يضم مبنى البرلمان والمتحف الوطني بمنطقة باردو، أسفر عن مقتل 23 شخصا أغلبهم سياح من بولونيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. وبين القتلى أيضا منفذا الهجوم ورجل أمن تونسي.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن المسلحين كانا بلباس عسكري وتسللا من سياج خلف مبنى البرلمان، ثم بادرا بإطلاق النار عشوائيا على مجموعتين من السياح، ولدى فرار السياح نحو المتحف لاحقهم المسلحان وواصلا إطلاق النار عليهم.
ويأتي الهجوم بعد عمليات -وصفتها السلطات بالنوعية- في حملتها ضد المسلحين، كان آخرها الكشف عن مخابئ كبيرة للأسلحة في جنوب البلاد على الحدود مع ليبيا، وإلقاء القبض على مجموعات وصفتها« بالتكفيرية والجهادية».
من جانبها، قالت الرئاسة التونسية اليوم الخميس إنها اعتقلت أربعة أشخاص لهم علاقة بالهجوم على متحف باردو، فيما تقرر نشر الجيش في مدن رئيسية لتعزيز الأمن.
وكانت تقارير إعلامية تونسية، أكدت في وقت سابق أن الشخصين اللذين نفذا عملية متحف باردو، هما «مهدي اليحياوي» و«جابر الخشناوي»، الأول من مواليد 1980 والثاني من مواليد 1994، وأنهما من معتمدية سبيطلة من محافظة القصرين، وينتميان لما يعرف بكتيبة «عقبة بن نافع»، المتمركزة بجبل الشعانبي.
ونقل موقع «تونيزي تيليغراف» أن منفذي عملية متحف باردو قدما من ليبيا قبل شهرين وخضعا لتدريبات في معسكر بدرنة.
وفي سياق متصل، أكّد دليل سياحي شاهد العملية أنّ الإرهابيين دخلا المتحف بالسلاح وبالزي المدني، مُضيفا أنّ مدخل المتحف غير مؤمن ولا يوجد فيه رقابة مما ساهم في تسهيل الهجوم، مشيرا إلى أنّ الإرهابيين لم يكونا ملتحيين ولم يقولا «الله أكبر» عند الشروع في إطلاق النار.
من جانبه، قال وزير الصحة التونسي في آخر تحديث لعدد القتلي بالهجوم، أن العدد ارتفع إلى 23 قتيلا بينهم 20 سائحا.