تقرير صحفي: قطر تحرم السلطة فرصة ”السمسرة“ على أموال إعمار غزة

الأحد 22 مارس 2015 07:03 ص

كشف تقرير صحفي عن إنزعاج السلطة الفلسطينية من بدء دولة قطر بتنفيذ مشاريع الإعمار بغزة، بعيدا عن إدارة السلطة، الأمر الذي أفقدها فرصة ما أسماه التقرير بـالسمسرة على الإعمار عبر اقتصاصها 50% من قيمة المنحة لميزانيتها الخاصة. 

وبحسب التقرير الذي نشرته «الرسالة نت» فإن سبب اتجاه قطر للعمل بشكل مباشر بإعمار غزة، هو رغبة قطرية على إنجاز المشروعات خلال أقصر مدة، عدا عن تخوفها ألا تصل الأموال لمستحقيها أو يتم استقطاع جزء منها لصالح ميزانيات الحكومة التي تعاني أزمة مالية خانقة؛ مما يطول أمد معاناة الغزيين المنكوبين.

وزعمت مصادر صحفية - بحسب التقرير - صدور أوامر من رأس السلطة «محمود عباس» لمقربيه بشن هجوم باسم حركة فتح على الدور القطري في غزة؛ بحجة أنه يعزز الانقسام بين غزة والضفة المحتلة، فيما يرى مراقبون أن التوجه القطري أنهى رغبة السلطة في العودة لغزة فوق كيس الإسمنت، فيما تفتح الخطوة القطرية الطريق أمام العديد من الدول للحذو حذوها وهذا أكثر ما يقلق السلطة.

وأعلنت قطر يوم الثلاثاء الماضي أنها بدأت مشروعا لإعادة بناء ألف وحدة سكنية كجزء من تعهداتها نهايات العام المنصرم بمساعدات تبلغ قيمتها مليار دولار تُوجّه للإعمار.

ووصل «محمد العمادي» - رئيس اللجنة القطرية لإعادة بناء غزة - إلى القطاع يوم الإثنين الماضي، ودخل إلى غزة عبر معبر «إيريز» (بيت حانون)، وهو المعبر الوحيد لدخول الزوار أو خروجهم منذ أن أغلقت مصر معبر رفح قبل بضعة أشهر إلا في حالات نادرة. (طالع المزيد)

حماس المنزعجة من تقصير الحكومة بحق غزة وأزماتها، رأت في الخطوة القطرية إثباتا لزيف ادعاء السلطة بأن عدم تسلمها للمعابر هو السبب في تأخير الإعمار.

ويقول «محمود فودة» من «الرسالة نت»، أن المشاريع القطرية المباشرة أثبتت إمكانية القفز عن هذه خطة «سيري»، فيما يثبت سماح الاحتلال لقطر بإدخال مواد البناء فشل الخطة الأممية لإعمار غزة.

وقد وافقت (إسرائيل) للمرة الأولى منذ سنوات على دخول مواد بناء أقوى بكثير من الإسمنت العادي، منها على سبيل المثال الإسمنت الأبيض.

المحلل السياسي «يوسف رزقة» قال إن قطر تدرك من هي الجهات الحقيقية التي تحاصر غزة، وعليه وجدت أن أسهل الطرق لتخفيف الحصار هو التواصل المباشر مع الاحتلال بصفته مسؤولا عن المناطق المحتلة، فيما لم يجد «رزقة» مبررًا لأحد لكي يُبدي انزعاجه من الدور القطري.

 وفي ذات الوقت، رأى «رزقة» في انزعاج أي طرف من الدور القطري رغبة منه في أن يدوم حصار غزة، فالطرف الاسرائيلي له شركاء كالسلطة وانظمة عربية أخرى، فيما ينم ربط السلطة للإعمار بملفات سياسية كالمصالحة عن سياسة خلط الأوراق عبر استخدامها حاجة المواطنين لأغراض سياسية.

وفي وجهة نظر أخرى، أرجع المحلل السياسي «طلال عوكل» انزعاج السلطة إلى أنها ترى نفسها الجهة المسؤولة بشكل فعلي عن الاعمار، في الوقت التي تعتبر نفسها غير مقصرة بحق غزة برغم الإجماع المحلي والدولي على تهمشيها لأزمات غزة المتراكمة.

 ويرى «عوكل» أن السلطة فهمت من قيام قطر بمباشرة الأعمال عبر صرف مليار دولار على إعادة الإعمار دون دور حيوي لها، محاولة لتشجيع حماس للخروج عن المتفق عليه دوليا في إعمار غزة عدا عن حجة تعميق الانقسام.

إلا أنه لم يستبعد أن يكون سبب الانزعاج ماديا، بناءً على أن نصف المبلغ المتبرع به خلال مؤتمر القاهرة هو لميزانية السلطة، وعليه قد ترى السلطة أنه يتوجب على قطر دفع نصف المليار لميزانيتها حسب قرار الدول المانحة.

الهجوم الفتحاوي على قطر ليس وليد اللحظة، بل إن لفتح والسلطة سوابق في ذلك، إلا أن عوكل قلل من إمكانية تأثير الكلام الفتحاوي على العمل القطري بغزة، مع إمكانية توتر العلاقات وتبادل الاتهامات بينهما.

وبين أن الخطوة القطرية قد فتحت المجال أمام الدول الاخرى للعمل بذات الطريقة، موضحا أن الأمر يحتاج لشجاعة ومغامرة، قد لا تتوفر لدى الاخرين كقطر، فيما لن تصمت السلطة لأن الأمر سيؤثر على منافعها الخاصة.

  كلمات مفتاحية

قطر السلطة الفلسطينية غزة فتح حماس إعمار غزة

مصر تسلمت 100 مليون دولار من قطر لدعم غزة بالكهرباء

قطر تسرّع من جهودها لإعادة إعمار غزة وتدعو دول العالم للوفاء بتعهداتها

«إسماعيل هنية»: قطر تجاوزت عقبات إعادة إعمار غزة

مؤتمر إعادة إعمار غزة يجمع 5.4 مليار دولار لدعم الفلسطينيين منها مليار من قطر

الأمير تميم بن حمد: غزة رفعت رؤوسنا.. ووضعنا الترتيبات لإعمار غزة

الاحتلال يسمح بدخول 630 شاحنة مساعدات قطرية إلي قطاع غزة

إعمار غزة.. أو حرب مقبلة!

الاحتلال يسمح بدخول 700 شاحنة مساعدات قطرية إلي قطاع غزة

زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة الفلسطينية إلى السعودية لبحث دعم إعمار غزة

مصر تمنع عبور مسؤول قطري لغزة وشركات مصرية خسرت عقودا بالمليارات

قطر تؤكد التزامها باستكمال كافة مشاريعها في غزة