التقي مسؤولون بشأن مناقشة خطة قطر لإنفاق مبلغ مليار دولار أمريكي، تتمثل مرحلتها الأولى في إعادة بناء 1000 وحدة سكنية في قطاع غزة، وتشير تقارير إلى أن هذا الاتفاق من شأنه أن يُعجّل بتسريع توريد مواد البناء، في الوقت الذي لا تزال فيه الأموال التي وصلت أو تصل إلى القطاع شحيحة للغاية.
واجتمع مسؤولون من (إسرائيل) وقطر هذا الأسبوع لمناقشة إعادة إعمار قطاع غزة، وفقا لمصدر فلسطيني مُطلع على اللقاء.
وأعلنت قطر يوم الثلاثاء أنها بدأت مشروعا لإعادة بناء ألف وحدة سكنية كجزء من تعهداتها نهايات العام المنصرم بمساعدات تبلغ قيمتها مليار دولار تُوجّه للإعمار.
وتجدر الإشارة إلى عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين قطر و(إسرائيل).
وتزايدت حدة انتقاد قطر داخل إسرائيل منذ نهاية عملية «الجرف الصامد»؛ نظرا لمساندتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، علاوة على استضافتها لقيادات بالحركة، وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي «خالد مشعل».
ووصل «محمد العمادي» - رئيس اللجنة القطرية لإعادة بناء غزة - إلى القطاع يوم الإثنين، ودخل إلى غزة عبر معبر «إيريز» (بيت حانون)، وهو المعبر الوحيد لدخول الزوار أو خروجهم منذ أن أغلقت مصر معبر رفح قبل بضعة أشهر إلا في حالات نادرة.
وزار «العمادي» مواقع المشاريع القطرية في غزة خلال جولته. والتقى منسق أعمال الحكومة في الضفة الغربية «يوآف مردخاي» قبل وصوله إلى قطاع غزة؛ بحسب ما ذكره المصدر الفلسطيني الآنف الذكر. وتشير تقارير إلى التوصل إلى اتفاق لتسريع توريد مواد البناء لإعادة بناء غزة عبر معبر «كرم أبوسالم» الحدودي.
وعقد المبعوث القطري مؤتمرا صحفيا في غزة بعد ساعات قليلة من الاجتماع؛ حيث أعلن عن مشروع إعادة الإعمار الذي تموله الحكومة القطرية.
وفي الوقت نفسه، وافقت (إسرائيل) للمرة الأولى منذ سنوات على دخول مواد بناء أقوى بكثير من الإسمنت العادي، منها على سبيل المثال الإسمنت الأبيض.
وفي مؤتمر للمانحين في القاهرة في أكتوبر، قالت قطر إنها ستقدم مليار دولار كمساعدات في عملية إعادة الإعمار لقطاع غزة بعد نحو شهرين من انتهاء النزاع الأخير بوساطة مصرية.
وإجمالا، تمّ التعهد بحوالي 5.4 مليار دولار خلال الاجتماع، ولكن القليل منها وصل إلى قطاع غزة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن الانقسامات الفلسطينية الداخلية أعاقت الرقابة من قبل السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب - منافسة حماس - على استيراد مواد البناء اللازمة للإعمار.
قطر تدعو الدول للوفاء بتعهداتها
من جانبه، قال السفير «محمد العمادي»، رئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، في مقابلة خاصة مع وكالة «الأناضول» للأنباء، أمس السبت إن دولا كثيرا تعهدت مرارا بتقديم مساعدات بغرض إعادة إعمار قطاع غزة، لكنها لم تفِ بوعودها.
وأكد «العمادي» الذي يزور قطاع غزة، في هذه الأثناء أن دولة قطر، تبذل جهودا كبيرا، لحث تلك الدول، على تحمّل مسؤولياتها تجاه قطاع غزة. مضيفا: «في السابق لم يلتزموا، ونحاول الآن جلب المجتمع الدول معنا، وهناك بوادر جيدة فواشنطن تبرعت بـ10 مليون دولار، وهناك دول أوربية ستقدم مساعدات، بالإضافة إلى السعودية والكويت، كما أن النرويج تحاول إنشاء مكتب خاص بها هنا على غرار المكتب القطري لإعمار القطاع».
وأكد المسؤول القطري، أن دولته أوفت بكافة وعودها التي قطعتها على نفسها، تجاه قطاع غزة، وأضاف:«قطر قدمت الكثير لقطاع غزة، بل قدمت أكثر مما وعدت به، وهذه ليس منّة على غزة، لكنه واجب وطني وديني، ومهما قدمنا فهو قليل، لأن الاحتياجات هنا كثيرة».
ولفت «العمادي»، إنه وصل إلى قطاع غزة، عبر معبر «بيت حانون»، بسبب إغلاق معبر رفح الواصل بين غزة ومصر.
وأضاف: «المنحة القطرية الأولى، البالغة 407 مليون دولار ما تزال سارية، حيث لم ننفق منها سوى ثلثها تقريبا بسبب قلة مواد البناء، وهناك منحة جديدة قدرها مليار دولار، وفي حال استمر فتح المعابر ودخول مواد البناء، فسيشهد القطاع نقلة نوعية».