أعلن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، السفير «محمد العمادي»، أمس الثلاثاء عن بدء مشاريع إغاثية وتنموية جديدة، بقيمة 32 مليون دولار.
وقال «العمادي» خلال حفل توقيع عقود المشاريع الجديدة في «فندق المشتل» غرب مدينة غزة: «نعلن اليوم عن تدشين عدة مشاريع جديدة من مشاريع المنحة القطرية، بقيمة تصل إلى 32 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت ميزانية المشاريع المنفّذة والجاري تنفيذها مبلغ 180 مليون دولار أمريكي».
ووقع «العمادي» على عقود مجموعة من المشاريع، وتشمل «المرحلة الرابعة من إعادة تأهيل شارع صلاح الدين البالغ طوله 29 كيلومتر، وإعادة تأهيل بركة الشيخ رضوان، الخاصة بتصريف مياه الأمطار، ومشروع إعادة تأهيل مدرجات في ملعب اليرموك الرياضي، بالإضافة إلى ثلاثة مشاريع سكنية، تضم (300) وحدة».
وأكد «العمادي» أن اللجنة القطرية حصلت على الموافقة الإسرائيلية لإدخال مواد البناء اللازمة لكافة المشاريع القطرية، وتابع: «تمت الموافقة الإسرائيلية على إدخال مواد البناء اللازمة لكافة المشاريع التي تم طرحها، والمطروحة مسبقا».
وفي ذات السياق، أكّد «العمادي» أن قطر ستتيح وظائف لـ«200» مدرس، للعمل في المدارس القطرية، لافتاً إلى أن اللجنة القطرية وكّلت الجامعة الإسلامية بغزة، بالإشراف على إختيارهم.
وتابع: «تم التنسيق مع الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، لتسهيل مرور المعلمين الذين تم اختيارهم، بعد إنتهاء الإجراءات القانونية».
وعن أزمة الكهرباء بغزة، أوضح «العمادي» أنه سلّم رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية، «عمر كتانة»، برام الله، كتابا رسميا يتضمن موافقة «قطر» على تمويل مشروع مد خط غاز من الجانب الإسرائيلي لمحطة الكهرباء في غزة، لتوليد 340 ميغاواط من التيار الكهربائي.
وذكر أن تكلفة ذلك المشروع تبلغ 10 مليون دولار أمريكي، موضحا أن سلطة الطاقة الفلسطينية وعدت بالبدء بتنفيذ المشروع فور إستلامها لكتاب الموافقة القطرية.
وأشار كذلك إلى أنه اجتمع مع القطاع الخاص في «إسرائيل»، وحصل منه على موافقة على إنشاء شركة خاصة «بالشراكة بين القطاع الخاص الإسرائيلي واللجنة القطرية»، لتزويد غزة بـ«100» ميغاواط من الطاقة الشمسية.
ولفت «العمادي» في حديثه، إلى أنه اجتمع مع «نيكولاي ملادينوف»، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، مرتين في قطر، وأطلعه على معاناة قطاع غزة، مضيفا أن «ملادينوف» سيصل قطاع غزة، الخميس المقبل، للإطلاع على مشاريع المنحة القطرية.
ووصل رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير «محمد العمادي»، الخميس الماضي إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون «إيريز» الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، حسبما قال «ماهر أبو صبحة»، مدير هيئة المعابر.
وتعهدت دول عربية ودولية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب، يسير بوتيرة بطيئة جداً عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية.
وسبق أن تبرعت قطر في أكتوبر/تشرين أول 2012 بنحو 407 مليون دولار، لإعادة إعمار قطاع غزة عبر تنفيذ مشاريع إستراتيجية وحيوية.
وكان «العمادي» قد أكد في وقت سابق من الشهر الماضي، أن إيقاف القاهرة إدخال المواد الخام لمشاريع إعادة الإعمار القطرية عبر معبر رفح لم يتسبب في تأخير إنجاز المشاريع فحسب، بل زاد من كلفة المشاريع لتصل إلى ثلاثة أضعاف قيمتها بفعل اضطرار شرائها من إسرائيل.
كما أعرب عن تفاؤله بتحرك عجلة إعادة الإعمار بفعل بدء تجاوب المجتمع الدولي مع النداءات المطالبة بإعادة الإعمار، لافتا إلى أن التحرك الفعلي للدوحة على هذا الصعيد جاء لحث الدول العربية والغربية على الإسراع ببدء مشاريع إعادة الإعمار.
ورجح السفير القطري أن تنتهي الدوحة من مشاريع إعادة إعمارها لغزة في غضون عامين، لافتا إلى أن المشاريع القطرية ستغير وجه غزة، وسيلمس المواطن الفلسطيني بغزة مدى انعكاسها إيجابيا على حياته.