«ديفينس وان»: قوات «درع الجزيرة» صممت للقمع الداخلي وليس لخوض الحروب

الأربعاء 25 مارس 2015 02:03 ص

«لم تبن القوة العسكرية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي للحرب، بل لحماية الأنظمة من انتفاضات المدنيين العزل».

هذه خلاصة أما أوردته مجلة «ديفيس وان» المتخصصة في الشؤون العسكرية، في معرض تعليقها على المطالبات بتدخل قوات درع الجزيرة في اليمن من أجل ردع الحوثيين، وتمكين الرئيس «هادي» من البلاد والعاصمة صنعاء.

ووفقا للمجلة فإنه: «بينما تحاصر الفوضى السياسية والحرب الطائفية بلاده، دعا وزير الخارجية اليمني دول الخليج العربي لتقديم المساعدة العسكرية، وقال إن هناك حاجة لجيوش وقوات هذه الدول الجوية لوقف مسيرة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والمعروفة باسم الحوثيين»، وتأتي هذه المطالبات تزامنا مع تقارير تفيد بأن طهران زودت الحوثيين بأسلحة جديدة.

ووفقا للمجلة، فإن قدرات الجيش اليمني على وقع تقدم ميليشيات الحوثيين في تعز أو حتى في عدن لن يكون أفضل حالا من صنعاء،  التس سقطت في يد الحوثيين الذين الحكومة المنتخبة على الفرار إلى ميناء عدن، هاجم كما لا تبدو قدرة الجيش اليمني نفسه على وقف هذه المليشيا «أكبر مما كانت عليه قدرته في هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أو القاعدة في جزيرة العرب».

ووصفت المجلة وزير الخارجية اليمني أنه «يبكي وبشكل بائس اليمني للحصول على مساعدة»، إلا أنه من غير المرجح أن تحصل بلاده على أي شيء من الدول العربية الأخرى من غير مجلس التعاون الخليجي، أو حتى دول مجلس التعاون الخليجي».

ووصفت المجلة موقف دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية، بشأن تحركات الحوثيين بـ«المرتاب»، لأسباب ليس أقلها أن هذه الميليشيا شيعية ومدعومة من قبل نظام إيران، بينما أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي معظمهم من السنة ومعادين لطهران. ولكن، «وطالما تقوم قيادة المجلس بالكثير من فرك اليدين، فلا يجب أن نتوقع منها أن ترسل الفرسان إلى اليمن».

وحول قوة درع الجزيرة، القوة العسكرية المشتركة لدول الخليج المجهزة بتكلفة عالية، والتي من المفترض نظريا أن تقوم بحماية الدول الأعضاء من هذا النوع بالضبط من المشاكل التي يواجهها اليمن الآن، قالت المجلة إن «هذه القوة، حالها كحال معظم الجيوش العربية، بنيت لحماية الأنظمة الاستبدادية من انتفاضات المدنيين العزل، وليس لخوض الحروب الفعلية». معقبة بالقول: «بالتأكيد، ضرب الناشطين المؤيدين للديمقراطية هو أمر، ومحاربة ميليشيات قتالية مدعومة من إيران هو أمر آخر مختلف تماما».

وذكرت المجلة بما وصفته بتجربة «آخر جيش عربي في حرب أهلية يمنية»، في الستينات من القرن الماضي، حين تدخلت القوة العسكرية الأقوى في المنطقة وهي مصر. وفي عام 1963، وبعد عام من الانقلاب الذي أدى إلى إزالة الإمام الحاكم لشمال اليمن، محمد البدر، أرسل الرئيس المصري، «جمال عبد الناصر»، قوة التدخل السريع لدعم الحكم الجمهوري الجديد ضد القبائل الموالية للبدر، ولدعم المطالبين بالجمهورية بقيادة المشير عبد الله السلال

«كان من المفترض، كما هو الحال بالنسبة لمثل هذه الأمور في كثير من الأحيان، أن تكون الرحلة سهلة وسريعة. وكان يعتقد بأن “الملكيين” الموالين للإمام مجرد مجموعة ضعيفة بالمقارنة مع الجيش الأحدث والأفضل تجهيزًا في العالم العربي»، وفقًا للمجلة.

ولكن المصريين علقوا بسرعة في المستنقع. وحاصرهم الملكيون الذين كانوا يقاتلون على أرض وطنهم. وعلى الرغم من أن الإمام كان شيعيًا، اختارت المملكة العربية السعودية دعم الملكيين، وكذلك فعلت إيران بقيادة الشاه حينها، وكانت تلك اللحظة من اللحظات النادرة التي وقفت فيها الرياض وطهران على نفس الجانب من الصراع.

ووفقا للمجلة: «فقد بات ينظر إلى الحكم الجمهوري الموالي لناصر باعتباره دمية بيد مصر، وفقد الشرعية»، ومع استمرار القتال على مر السنين، تورطت مصر أكثر وأكثر وأرسلت المزيد من القوات التي وصل تعدادها عند نقطة واحدة إلى 70 ألفا.

وسميت الحرب الأهلية اليمنية فيما بعد بـ«فيتنام عبد الناصر»، حيث أدت إلى مقتل الآلاف من الجنود المصريين، ووضع البلاد على حافة الإفلاس، وكسر الرئيس المصري. ويرى بعض الباحثون بأن تلك الحرب أضعفت الجيش المصري، وضمنت هزيمته على أيدي إسرائيل في عام 1967.

وختمت المجلة تقرريها بالتعقيب: «سيتم استخدام هذه القصة كحكاية تحذيرية في قصور شبه الجزيرة العربية هذا الأسبوع، ومن المرجح أن تطغى على دعوة وزير الخارجية اليمني للتدخل المسلح. وفي مكان ما، سوف يكون شبح جمال عبد الناصر واقفًا يهز رأسه».

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الحوثيين درع الجزيرة

«الخليج الجديد» يرصد الساعات الأولى من «عاصفة الحزم»

السعودية ودول عربية وإسلامية تبدأ عملية «عاصفة الحزم» بقصف مواقع الحوثيين في اليمن

«هادي» يطالب مجلس الأمن بإجازة عمل عسكري والسعودية تحشد أسلحة ثقيلة على الحدود

«خالد الجارالله»: اليمن مازال يغلي وتدخل «درع الجزيرة» لم يحسم بعد

اليمن يطالب بتدخل «درع الجزيرة» ودول الخليج ترحب و تصعّد الضغط على «الحوثيين»

اتحاد علماء المسلمين يؤيد «عاصفة الحزم» ويؤكد: «ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة»