صعدت أسعار النفط للعقود الاجلة يوم أمس الثلاثاء إلي أعلى مستوياتها منذ بداية العام الحالي بدعم من تعطل في صادرات الخام من ليبيا وزيادة أسعار بيع الخام السعودي وتراجع الدولار.
ومنذ موجة صعود أسعار النفط بنسبة تراوحت بين 20 و25 بالمئة في أبريل/ نيسان يدفع المراهنون على عودة السوق إلى الصعود اعتقادا منهم بأن تخمة المعروض تنحسر بفعل تراجع الإنتاج العالمي رغم استمرار نمو المخزونات الأمريكية.
وأنهى سعر الخام الأمريكي الجلسة مرتفعا 1.47 دولارا ليسجل عند التسوية 60.40 دولارا للبرميل بعدما قفز في وقت سابق من الجلسة الي 61.10 دولارا وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام.
وزاد سعر مزيج برنت 1.07 دولارا ليصل عند التسوية إلى 67.52 دولارا للبرميل بعدما سجل أيضا أعلى مستوى هذا العام عند 68.40 دولارا.
غير أن البعض ما زالوا غير مقتنعين بأن النفط لديه قدرة كبيرة على الاحتفاظ بمكاسبه التي حققها مؤخرا.
وأظهر مسح أجرته رويترز ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمعدل 1.6 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى مستويات قياسية للأسبوع السابع عشر على التوالي.
ومن المقرر أن يكشف معهد البترول الأمريكي عن توقعاته لمخزونات الخام في الساعة 1630 بتوقيت شرق الولايات المتحدة قبل صدور بيانات رسمية من الحكومة اليوم الأربعاء.
وقفزت أسعار الخام 50 بالمئة في ما يزيد قليلا على ثلاثة أشهر بعد موجة هبوط في الفترة بين يونيو /حزيران ويناير /كانون الأول، حيث نزلت الأسعار في السوق إلي حوالي 40 دولارا للبرميل من مستوياتها المرتفعة في الصيف الماضي فوق 100 دولار.
وأوقف محتجون تدفقات النفط في ميناء الزويتينة بشرق ليبيا يوم أمس الثلاثاء. ويقل الإنتاج الليبي عن 500 ألف برميل يوميا وهو ثلث ما كانت البلاد تنتجه قبل 2010.
وتراجع الدولار بفعل بيانات اقتصادية أمريكية متباينة وهو ما عزز السلع الأولية المقومة بالعملة.
ورفعت السعودية أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف إلى شمال غرب أوروبا بما يتماشى مع صعود أسعار خامات منافسة في الأسابيع الأخيرة.
ويقول البعض إن السوق ما زالت تشهد وفرة في المعروض مع ضخ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) نحو مليوني برميل يوميا فوق حجم الطلب.
ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعا في الشهر المقبل لبحث سياسة الإنتاج. ولا يرى محللون فرصة تذكر لخفض المنظمة إنتاجها مع سعي بعض الدول الأعضاء جاهدة لحماية حصتها في السوق.