قالت مصادر أمريكية إن المملكة العربية السعودية تواصلت مع حليفتها باكستان للحصول على أسلحة نووية «جاهزة»، فيما يؤشر أن سباق التسلح النووي مع خصومها إيران الشيعية دخل مرحلة التبلور.
«بالنسبة للسعوديين فقد حان الوقت»،على حد قول مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأمريكية لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية. وأضاف «كان هناك اتفاق قائم منذ فترة طويلة بين الباكستانيين وآل سعود، وهو الذي سهل قرارا استراتيجيا ليمضي في طريقه».
وقال المسؤول السابق، الذي لم يرد ذكر اسمه، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن «أي أسلحة بالفعل قد تم نقلها»، لكنه أكد أن «السعوديين يقصدون ما يقولون، وأنهم سوف يفعلون ما يقولون».
وتزايدت التوترات بين طهران والمملكة في الأشهر القليلة الماضية، وتدخلت السعودية بحملة جوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. واعتذر الملك «سلمان» عن حضور القمة التاريخية التي استضافها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الأسبوع الماضي، وسط قلق مستمر حول المحادثات النووية التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران.
وقال الأمير «تركي الفيصل» رئيس المخابرات السعودية والسفير السعودي السابق لواشنطن ولندن الشهر الماضي صراحة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن «أي شيء يمتلكه الإيرانيون سيكون في حوزتنا أيضا»، معربا عن رغبات المملكة امتلاك سلاح نووي.
كما حذر «الفيصل» من أن الاتفاق النووي الإيراني «سوف يفتح الباب لانتشار الأسلحة النووية، ولا يغلقه، على عكس ما كان يعتقد في بداية الأمر».
وأشارت صحيفة «صنداي تايمز» أن هذه الخطوة من جانب السعودية، التي مولت جانبا كبيرا من البرنامج النووي لإسلام آباد على مدار العقود الثلاثة الماضية، تأتي وسط حالة من الغضب المتزايد بين الدول العربية السنية بسبب اتفاق يدعمه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، وتخشى هذه الدول من أن يتيح لعدوها اللدود، إيران الشيعية، تطوير قنبلة نووية.
«برامج الأسلحة النووية مكلفة للغاية، وليس هناك شك في أن الكثير من تمويل البرنامج النووي الباكستاني تم توفيرها من قبل المملكة العربية السعودية»، على حد ما كتبه اللورد «ديفيد أوين»، الذي شغل منصب وزير الخارجية البريطانية من 1977-1979في المجلة الأسبوعية.
وتابع «أوين»: «ونظرا لعلاقاتها وروابطها العسكرية الوثيقة، ومن المفترض أنه طالما أراد السعوديون وطلبوا، فإن باكستان ستزودها فورا برؤوس نووية».
وأضاف التقرير أنه مع ذلك فقد نفى الفريق الركن «خالد كيدواي»، الذي ساعد رائد البرنامج النووي الباكستاني «عبد القادر خان»، أن تكون باكستان قد منحت المملكة العربية السعودية أي تكنولوجيا نووية على الإطلاق.
وكان مصدر القلق الرئيسي الذي يتقاسمه مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أنه في حال حصول المملكة العربية السعودية على سلاح نووي، فإن هذا يمكن أن يحفز الدول السنية الأخرى على أن تحذو حذوها.
وقال مسؤول عسكري بريطاني، رفض الكشف عن هويته، أيضا لصحيفة «صنداي تايمز» إن القادة العسكريين الغربيين «يرون أن السعوديين قد اتخذوا قرارهم بدخول نادي الدول النووية».
وأضاف المسؤول أن «هناك مخاوف من أن انضمام السعودية إلى النادي النووي قد يدفع دولا في منطقة الشرق الأوسط على رأسها تركيا ومصر إلى الحذو حذوها. وهذا سوف يجعلنا نرى سباقا جديدًا أكثر خطورة».
وقد انعكس هذا الموقف أيضا من الدول الخليجية الأخرى، غير السعودية، في قمة الأسبوع الماضي بين الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية. وصرح قائد دولة خليجية، حضر قمة كامب ديفيد، لصحيفة نيويورك تايمز، «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أو نجلس فقط نشاهد وإيران تحتفظ بكثير من قدرتها وجمع كبير من أبحاثها».