«فورين بوليسي»: «الدولة الإسلامية» ينقل معركته إلى داخل الأراضي السعودية

الأحد 24 مايو 2015 12:05 م

قال تقرير لمجلة « فورين بوليسي» الأمريكية تعليقا على التفجير الذي وقع في مسجد شيعي بالمنطقة الشرقية السعودية (القطيف)، أن «تنظيم الدولة» (داعش) الذي أعلن مسئوليته عن التفجير يجلب بذلك ساحة المعركة إلى داخل السعودية. 

وقالت «إليزابيث ديكينسون» في بحثها عن الأسباب التي تقف وراء الهجوم الذي استهدف المسجد الشيعي أمس الجمعة أن هذا «دلالة ذلك على مدى تغلغل نفوذ تنظيم الدولة الذي تبنى الهجوم داخل المملكة»، مشيره لأن رسالة التنظيم لخصها المتحدث باسم الداخلية السعودية بقوله: «إن داعش تنقل الآن رسالة مفادها: نحن لا نحتاجكم أن تأتوا إلينا في العراق أو سوريا. فلتبقوا في بلادكم وتقوموا بالجهاد فيها».

ويشير تقرير «فورين بوليسي» إلى أن «حوالي 2500 مواطن سعودي سافروا بالفعل للاشتراك مع داعش في الحرب الدائرة في كل من العراق وسوريا في السنوات الأخيرة، لكن وزارة الداخلية السعودية بدأت في أواخر العام الماضي ترصد توجها جديدا يتمثل في تنامي نشاط داعش على نحو أكبر في تجنيد الشباب عبر شبكة الإنترنت، والعمل من داخل السعودية»، وفقا لتصريحات منصور سلطان التركي المتحد باسم وزارة الداخلية السعودية.

ويضيف: «ربما يوضح التفجير الذي استهدف مسجدا للشيعة أمس الجمعة في محافظة القطيف شرقي السعودية تأثير هذا التحول، فقد دخل انتحاري إلى مسجد الإمام على الكائن ببلدة القديح في القطيف الغنية بالنفط، أثناء تأدية شعائر صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابات العشرات، وهو الحادث الذي تبناه مسلحو داعش على حساب لهم على تويتر».

نماذج من «الداعشيين» بالداخل

وقد سعت «إليزابيث ديكينسون» لرصد أمثله من هؤلاء «الداعشيين» في الداخل، مشيرة لحالة شاب سعودي يُدعى «يزيد محمد عبد الرحمن أبو نيان» كان يدرس في أمريكا وتم ترحيله من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2012، بعد القاء القبض عليه لامتناعه عن وقف تدخين سيجارة إلكترونية على متن طائرة.

وقالت إن هذا الشاب كان يريد الذهاب للحرب في سوريا وأنه بعد ترحيله إلى وطنه، شعر باليأس والضياع، فقرر الاتصال بالجهاديين المتطرفين عبر الإنترنت، أملا منه أن يساعدوه في الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأشارت إلى أن عدم تمكن هذا الشاب من السفر خارج السعودية وحظر سفره بالنظر إلى السجل الجنائي له في الولايات المتحدة، جعل قضية سفره أو حتى تهريبه إلى سوريا معقدة للغاية، لكن اتصالاته بـ «داعش» ظلت مستمرة، وكان لها حسابات أخرى على ما يبدو في ذهن التنظيم تتمثل في أن يعمل هؤلاء الممنوعين من السفر من الداخل السعودي.

فقد أبلغه التنظيم أن «يبقى في البلاد وينفذ شيئا ما داخل المملكة»، وفقا لتصريحات «منصور سلطان التركي» المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية في حوار له بعد أيام قلائل من توقيف «أبو نيان» في 24 أبريل/نيسان الماضي لإطلاقه النار على الشرطة وقتله اثنين منهم في الرياض.

فبحسب المصادر الأمنية السعودية، نفذ «أبو نيان» الهجوم بإيعاز من عناصر تابعة لـ «داعش»، وربما تكون حالة «أبو نيان» مؤشرا قويا على بدء تنامي هذا التوجه العدواني تجاه السعودية، كما تري محللة «فورين بوليسي».

وقالت: «إن قصة أبو نيان توضح مدى التواجد الفاعل لتنظيم الدولة الإسلامية في السعودية، بحسب وزارة الداخلية التي تعتقد أن هذا الشاب لجأ إلى طريق التطرف بعد فشله في الولايات المتحدة وعدم وجود هدف لديه بعد ترحيله، لكن داعش أحيا الأمل لديه في المستقبل في الوقت الذي كانت الفرص المتاحة أمامه في بلاده محدودة إن لم تكن منعدمة».

وأشارت إلي أن هذا ما قاله أيضا المتطرف السعودي السابق «خالد غنامي»، الذي خضع للتأهيل قبل عشرة أعوام حيث قال: «بعض من هؤلاء الشباب يريد أن يحقق ذاته، فلدى هؤلاء الشباب شيئا بداخلهم يريدون تحقيقه»، وهذا بخلاف «المشكلات الاجتماعية التي تمثل سببا آخر مشترك لتطرفهم».

الفتنة الطائفية لزعزعة استقرار السعودية

ويقول تقرير المجلة الأمريكية أن «الدولة الإسلامية» سبق أن هدد بأن السعودية ستكون في مرمى نيرانه، بعدما اتهمالمملكة وحكامها «بمساندة الغرب والإخفاق في الوقوف أمام الأنظمة الشيعية الغاشمة في دمشق وبغداد»"، مشيره لأن «داعش» والقاعدة ربما يرون «أن إشعال نار التوترات الطائفية في المملكة التي تتركز الأقلية الشيعية بها في شرقي البلاد، هو السبيل الوحيد لزعزعة استقرار أكبر مصدر للنفط في العالم».

ويؤكد التقرير أن هجوم القطيف هو المؤشر الأحدث على أن السعوديين، «حتى إذا ما حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا كجزء من التحالف الذي تقوده واشنطن، فإنهم ليسوا بمنأى عن نيران داعش في عقر دارهم».

ويشير تقرير «فورين بوليسي» إلى ما يسمي (هجمات الذئب الوحيد)، وهي هجمات محدودة النطاق تتبعها القاعدة كجزء من استراتيجيتها، يقول إن «داعش» بدأت تتبعها، ويتم تنسيقها إلكترونيا من جانب الشباب السعودي الذي لم ير أو يخض غمار الحرب، وهذه هجمات يصعب التنبؤ بها ومن المستحيل تقريبا إيقافها، رغم أن السلطات السعودية أعلنت مؤخرا القبض على نحو 100 شخص لهم صلة بـ«تنظيم الدولة».

لماذا يلجأون للتطرف؟

وتنقل «فورين بوليسي» عن «حميد الشيجي» الأستاذ في جامعة الملك سعود والمستشار الاجتماعي في برنامج إعادة تأهيل المتطرفين في السعودية قوله: «وجدنا أن بعض هؤلاء الشباب يهرب من منزله المتهدم أو من مشكلات اجتماعية أو سوابق جنائية أو حتى إدمان المخدرات».

وأضاف: «لا يجد هؤلاء الشباب مخرجا من المشكلات الاجتماعية سوى اللجوء إلى "الانتحار" أو "الاستشهاد"... ولهذا يروق لهم الانضمام إلى تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة الأخرى».

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية السعودية هجوم القديح

الملك «سلمان» يتوعد كل مشارك أو متعاطف مع «تفجير القطيف الإرهابي»

«ذي إيكونوميست»: حمى إراقة الدماء تنتقل إلى المملكة الهادئة

«رأي اليوم»: هجوم القطيف الانتحاري على مسجد شيعي يربك حسابات القيادة السعودية

نحو 90 قتيلا وجريحا في تفجير انتحاري بمسجد للشيعة في القطيف شرقي السعودية

«البغدادي» يدعو مسلمي العالم للانضمام إلى دولته ويشن هجوما على حكام السعودية

ما الذي تهدف إليه «الدولة الإسلامية» من هجماتها داخل السعودية؟

«ستراتفور»: تفجير القديح يهز الأمن السعودي ويهدد بنشوب صراع طائفي

تنظيم «الدولة الإسلامية» يواجه معركة في العراق وقصفا في سوريا

المسؤولية الخليجية في العراق

”المملكة“ و”الخلافة“: كفاح السعودية الداخلي ضد «الدولة الإسلامية»

«معهد الشرق الأوسط»: لماذا ستفشل «الدولة الإسلامية» في السعودية؟

مقتل رجل أمن في إطلاق نار بالقطيف واعتقال 44 متهما بالإرهاب في المملكة

«ستراتفور»: تقييم تكتيكي لعمليات «الدولة الإسلامية» التفجيرية

«ذي ديلي بيست»: نحن لا ندمر «الدولة الإسلامية» .. بل نجعلها أقوى