التحالف السعودي التركي يقلق «السيسي» و«نتنياهو» و«أوباما»

الأربعاء 27 مايو 2015 09:05 ص

مع وضوح التقارب السعودي التركي منذ تربع الملك «سلمان» على العرش السعودي، وتم نشر معلومات مؤكدة عن تحالف وتنسيق بين الطرفين في قضايا تتعلق بسوريا أولا ثم مصر واليمن، شملت اتصالات وتنسيق كشف عنه المتحدث باسم الرئاسة التركية حول قضايا مثل إعدام الرئيس «محمد مرسي» في مصر، أو مصير «الأسد» في أي مفاوضات تتعلق بسوريا، بدأت صحف ومصادر مصرية وإسرائيلية وأمريكية تحذر من نتائج هذا التحالف، وتشير بوضوح لأن هذا التحالف يقلق كلا من «السيسي» و«نتنياهو» و«أوباما».

وفي تحليل نشرته صحيفة «هآرتس» اليوم الأربعاء 27 مايو/أيار الجاري للمحلل السياسي «تسفي برئيل » قال أن «نتائج التحالف السعودي التركي ضد نظام الأسد ستكون خطيرة جداً على إسرائيل»، كما كشف أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غاضب جدا هذه الأيام، بعد تشكيل بوادر تحالف تركي-سعودي للإطاحة بنظام الأسد، لأنه ينظر إلى تركيا باعتبارها عدوا كونها أحد الداعمين الرئيسيين للإخوان المسلمين في مصر».

ووفقا للصحيفة فقد ترددت معلومات أن «السيسي أرسل لولي عهد أبوظبي وحاكم دبي يحذرهما من خطورة مساعي أردوغان مع الملك سلمان والشيخ تميم أمير قطر لإقامة تحالف سني».

وقالت «هآرتس»: «يتبلور تحالف تركي- سعودي يسعى للإطاحة بالأسد من الحكم، إلى جانب شن حرب ضد الدولة الإسلامية، وتركيا التي كانت تعتبرها السعودية قبل شهور دولة "متهمة" وخصما سياسيا، باتت تحظى بوضع جديد بفضل سياسات الملك السعودي سلمان، الذي يطمح إلى إنشاء تحالف سني وتشكيل قوة تدخل عربية، يتوقع أن تشارك فيها أيضا تركيا لمواجهة الإرهاب».

وقال الصحفي الصهيوني «أن الصداقة الجديدة التي جرى بلورتها بين السعودية وتركيا تخرج الإخوان المسلمين من تعريف الإرهاب، على الرغم من أنهم يصنفون هكذا في السعودية».

وأضاف: «هذه الصداقة الجديدة تغضب مصر للغاية، والتي تعتبر الإخوان تنظيما إرهابيا، تدعمه تركيا، التي تحولت نفسها إلى دولة عدو في عيون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي».

 ولفتت الصحيفة إلى أن «جيش الفتح الذي يعمل في سوريا ضد الجيش السوري والدولة الإسلامية، مدعوم حاليا من قبل السعودية وقطر وتركيا، والوﻻيات المتحدة تخشى انتصاره، لأن مثل هذا الانتصار يمكن أن ينقل السيطرة في سوريا لتنظيمات راديكالية ومعادية للغرب قد توقف حربها على الدولة الإسلامية بعد توزيع الغنيمة بينهم» بحسب قول الصحيفة.

ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي أن الدرس الذي تعلمته الوﻻيات المتحدة من الحرب في العراق عام 2003، التي تركت فيها البلاد بلا جيش، جعل موقف واشنطن يفضل الإطاحة بـ«الأسد» دون التسبب في انهيار الجيش السوري، الذي يمكن أن يستخدم كبنية عسكرية لنظام جديد يتم تشكيله بعد الإطاحة بالرئيس، بعكس ما تتحرك بموجبه السعودية وتركيا.

مخاوف الإدارة الأمريكية

في ذات الصدد، أشار تقرير لوكالة الأنباء الأمريكية «آسوشيتد برس» إلى أن التقارب التركي السعودي الذى زاد في الفترة الأخيرة يثير مخاوف الإدارة الأمريكية بقيادة «أوباما» من تنامى الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا، والتي تميل أغلبها إلى التيارات الإسلامية المتشددة.

وفي تقرير لها، قالت الوكالة أن استراتيجية جديدة و«جريئة»، تم تبنيها مؤخرا لأسقاط نظام «بشار الأسد» في سوريا، من خلال التقارب بين تركيا والمملكة العربية السعودية التي تقوم بتجاهل المخاوف الأمريكية من دعم «الجماعات المتطرفة».

 وبحسب مسؤولين أتراك، فإن السعودية وتركيا كانا على خلاف، منذ سنوات، بشأن كيفية التعامل مع «الأسد»، العدو المشترك لكن حالة الإحباط التي انتابتهما مما يعتبرانه ترددا أمريكيا جمعتهما في تحالف استراتيجي أسهم في تحقيق مكاسب الثوار الأخيرة في شمال سوريا، وساعد على تعزيز تحالف جديد للمقاتلين المناهضين للأسد.

ووفقا للتقرير فإن هذا التقارب بينهما أثار القلق في الولايات المتحدة، والتي لا تريد للجماعات المسلحة المعارضة، بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، أن تتوحد لإسقاط «الأسد»، مشيرا إلى أن إدارة «أوباما» قلقة من أن إحياء تحالف بين الثوار قد يأتي بنظام إسلامي راديكالي أكثر خطورة مكان الأسد، في وقت تركز فيه واشنطن على هزيمة تنظيم الدولة.

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع، قوله «إن إدارة أوباما قلقة من أن التحالف الجديد يساعد النصرة (جيش الفتح) على كسب أراض في سوريا».

وقال أنه كانت هناك خلافات سابقة بين السعودية وتركيا حول دور الإخوان المسلمين في المعارضة السورية، ففي حين تدعم تركيا الجماعة، يعتبر النظام الملكي السعودي الإخوان مصدر تهديد لحكمهم، وكان لهذه الخلافات، حتى وقت قريب، تأثيرا في أرض الواقع، ولكن المسؤول الأمريكي قال في حديثه مع الوكالة، إن «مفتاح التغير الآن أن السعوديين ما عادوا يعملون ضد المعارضة».

وقال التقرير إن التنسيق بين تركيا والسعودية يعكس الحاجة الملحة ونفاد الصبر تجاه سياسة إدارة «أوباما» في المنطقة، فقد كانت المملكة في السابق تباعد بينها وبين بعض الجماعات الإسلامية المناهضة للأسد وتمتنع عن تمويلها بناء على إلحاح من واشنطن، وفقا لمسؤولين أتراك.

وأوضح المسؤولون الأتراك أن إدارة «أوباما» قد تخلت عن التزامها تجاه سوريا وتركز على التقارب مع إيران وفي الوقت الذي تتجه فيه لإضعاف تنظيم الدولة في سوريا والعراق، كما يقول مسؤولون أتراك، فإنها تفتقد لأي استراتيجية متماسكة لإنهاء حكم «الأسد»، حليف إيران الرئيس في المنطقة.

ورأى التقرير أن الدفع التركي والسعودي الجديد يوحي بأنهما يعتبران «الأسد» أكبر تهديد للمنطقة، حيث ينقل التقرير أن المسؤولين الأتراك يشككون في احتمال أن تكون النصرة، وأكثر من أي وقت مضى، في وضع يمكنها من بسط سيطرتها على جزء كبير من سوريا.

ووفقا للوكالة الأمريكية، فإن التحول السعودي يعتبر جزءا من حرب بالوكالة، على نطاق واسع، ضد إيران، بما في ذلك الغارات الجوية السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

 وأكد التقرير إن الاتفاق التركي السعودي أدى إلى تشكيل مركز قيادة مشترك جديد في المحافظة الشمالية الشرقية السورية، إدلب، حيث يضم تحالف الثوار، إلى جانب المجموعات الإسلامية، أيضا مقاتلين أكثر اعتدالا من الجيش السوري الحر الذي حصل على دعم الولايات المتحدة في الماضي.

وسبق أن قالت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي إن الطريق لتنفيذ حكم الإعدام بحق الرئيس المصري «محمد مرسي» مازال بعيدا، فبخلاف إمكانية الطعن على الحكم والتي قد تستغرق وقتا طويلا، فإن الملك السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، الذي يسلك اتجاها مغايرا لسلفه الراحل «عبد الله» تجاه الإخوان المسلمين قد يضغط لمنع إعدام «مرسي».

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا أردوغان السيسي أوباما الملك سلمان نتنياهو

«الإندبندنت»: تركيا والسعودية يصدمان الدول الغربية بدعمهما الجهاديين المحاربين للأسد

مصادر: السعودية وتركيا وباكستان تحضر لاتفاق إستراتيجي عسكري ”غير مسبوق“

«هيرست»: نجاح السعودية في اليمن سيشجع تحالفها مع تركيا .. لكنه يثير توجس الإمارات

«معهد الشرق الأوسط»: الإحباط يقرب المسافة بين تركيا والسعودية

السعودية تقبل بعلاقات مصرية ”فاترة“ في سبيل تحالفها مع تركيا ضد إيران و«الأسد»

وثيقة: السعودية تعمّق اتصالاتها بتركيا وقطر وتجمّد خطط ملاحقة «الإخوان»

السعودية وتركيا وأسئلة المستقبل

”حرب المؤتمرات“ السعودية المصرية واقتسام المعارضة السورية

«أردوغان»: اتفقنا مع السعودية وقطر علي إنشاء منطقة عازلة في سوريا

شطرنج «أوباما» الخليجي

أمريكا تراهن على إيران .. والخليج يحاول استعادة اليمن

«إسرائيل» و«السيسي»: تعاظم قيمة الكنز الإستراتيجي

كيف ينظر التحالف «السعودي-التركي» إلى صراعات الشرق الأوسط؟

معايير «أوباما» النووية مزدوجة ومنحازة وانتقائية..!!

مصادر إيرانية: اتفاق «سعودي ـ تركي ـ قطري» على خطة لمواجهة إيران

صحيفة: «أردوغان» يزور السعودية 29 ديسمبر

«الجبير» يبحث مع نظيره التركي هاتفيا آخر المستجدات في المنطقة

مجلس التنسيق السعودي التركي يعقد أولى دوراته بأنقرة اليوم