خبراء عرب ودوليون: دولة الاحتلال الإسرائيلي تشهر إنذارا نوويا لجيرانها

السبت 13 يونيو 2015 11:06 ص

اعتبر خبراء عرب ودوليون التجارب التي أجرتها دولة الاحتلال الإسرائيلي حول استخدام القنبلة الإشعاعية، على مدى السنوات الأربع الماضية، وأعلنت عنها  صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مؤخراً، بمثابة «بطاقة صفراء» أو إنذاراً نوويا، ترفعه تل أبيب بوجه جيرانها في المنطقة، فضلاً عن كونه «استعراضا للقوة، وقياساً لمدى فاعلية هذه القوة النووية، وإمكانية استخدامها لمواجهة أي خطر يهددها مستقبلاً».

ونشرت «هآرتس» المحسوبة على اليسار (الإسرائيلي) تقريراً قالت فيه إن تل أبيب أجرت سلسلة تجارب لفحص آثار وأضرار استخدام القنبلة الإشعاعية، في إطار مشروع أطلق عليه «الحقل الأخضر»، نُفّذ على مدى أربع سنوات، بأيدي باحثين في مفاعل ديمونا النووي جنوب إسرائيل، ونقلت عن العلماء الذين شاركوا في البحث أن «التجارب جاءت لأهداف دفاعية، ولم تقم على فرضية تعنى بإمكانية الهجوم باستخدام عبوات متفجرة من هذا النوع».

وعقب «موردخاي كيدار»، عضو معهد بيجن للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، على الموضوع بقوله «ليس هناك أي دافع لتطوير السلاح النووي الإسرائيلي»، رافضاً تأكيد أو نفي ما ذكرته «هآرتس»: «لا نغير سياسة استمرت على مدار 50 عاماً من عدم التعليق على  أي شيء يمس أمن إسرائيل».

«كيدار» المقرب من الدوائر الأمنية الإسرائيلية تحدث في السياق ذاته عما وصفه بـ«محاولات تبرير الاتفاقات مع إيران بالحديث عن امتلاك إسرائيل لسلاح نووي، رغم أن إسرائيل لا تتكلم عن التجارب النووية، حتى أنها لم تعلن وجود نية لذلك، وكل ما هنالك مفاعل نووي وحيد يستخدم للأغراض البيئية والزراعية، بإشراف الأمم المتحدة».

ويتزامن الإعلان عن قيام (إسرائيل) بهذه التجارب، مع مساع دول مجموعة (5+1)، الدول الخمس الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن وألمانيا، على الوصول إلى اتفاق نهائي مع طهران حول الملف النووي لها، بحلول نهاية يونيو/حزيران الحالي.

وحول توقيت الإعلان عن هذه التجارب، رأى «أحمد سعيد نوفل» أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك الأردنية أنه «مرتبط بلا شك بالاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، وهذا يحمل رسالتين؛ أولاهما ألا تشعر إيران ودول إقليمية بأن إسرائيل بعيدة عما يحدث، وبما أن الملف النووي خرج عن سيطرتها، فهي تسعى للدخول على الخط بالإعلان عن وجودها في هذا الملف، أما الثانية فهي أن إسرائيل تريد أن تشعر الرأي العام الداخلي أنها تمتلك القوة للدفاع عنه، خاصة أن الناحية الأمنية تشكل أولوية لدى الإسرائيليين».

وبالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في مارس/ آذار الماضي، شن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» هجوما على الولايات المتحدة ودولا أخرى بسبب ما قال إنه «تخلي» عن محاولة منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من رئيس الوزراء حينها لـ«توظيف المخاوف من تسلح إيران نووياً ضمن حملته الانتخابية».

وفي تقريرها الأخير كشفت «هآرتس» أن التجارب التي حملت عنوان «الحقل الأخضر» استخدمت فيها 20 عبوة متفجرة، بأوزان تتراوح بين ربع كيلوغرام، و25 كيلوغرام، تضمنت المادة الإشعاعية تكنسيوم M99، المستخدمة في الصناعات الطبية.

من جهته، قال «منذر سليمان»، مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية (غير حكومي) في واشنطن إن «نتنياهو وحلفاءه كانوا يجعلون الملف النووي الإيراني في الصدارة الإعلامية، كي ينحو الضوء عن قضايا أخرى، لكن لا نستطيع أن نغفل أيضاً أن الإعلان عن هذه التجارب يحمل رسالة استعراض للقوى، مفادها أن إسرائيل تستطيع تدمير منطقة الشرق الأوسط بالأسلحة النووية إذا أرادت، حتى وإن كان هذا غير حقيقي».

وتداولت تقارير إعلامية غربية وأخرى عربية، احتمال قيام السعودية بصنع قنبلة نووية لمواجهة إيران، في حال قامت الأخيرة بالتسلح نوويا، وهو الأمر الذي لم يؤكده أو ينفيه وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، حينما كان سفيراً لدى واشنطن، مكتفياً بالقول «المملكة العربية السعودية، سوف تتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية أمنها»، موضحا أن «هناك أمران لا نفاوض عليهما.. وهما إيماننا وأمننا».

  كلمات مفتاحية

إسرائيل النووي إيران الاتفاق النووي الاحتلال

وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران أخطر من «الدولة الإسلامية» والاتفاق النووي معها هو الأسوأ

الجيش الإسرائيلي يقول التهديد النووي الإيراني قد يتراجع مع الاتفاق المحتمل

«نتنياهو» يشكر أمريكا على «عرقلة» حملة تقودها مصر لحظر «النووي» بالمنطقة

واشنطن تبحث منح «إسرائيل» طائرات «إف-35» حال توقيع الاتفاق النووي مع إيران

«هارتس»: «إسرائيل» قد تسلح السعودية بالنووي لمواجهة إيران

«نتنياهو» يعتبر الاتفاق النووي تهديدا للعالم .. و«كيري» ينتقد التعامل معه بـ”هستيريا“

وزير المخابرات الإسرائيلي: راضون عن الحل الوسط للكونغرس بشأن ملف إيران النووي

«إسرائيل» تشن حربا إلكترونية على إيران وتخترق هواتف المفاوضات النووية

«واشنطن تايمز»: ضغوط أوروبية على أمريكا لتمديد الموعد النهائي للاتفاق النووي