دعا المعلق الصهيوني «أمير أورن»، في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس الإثنين لتسليح السعودية بالسلاح النووي، داعيا الحكومة الصهيونية تغيير استراتيجية التعامل بين السعودية وإيران عبر تسليح السعودية بالسلاح النووي بدل أن تضغط تل أبيب فقط من أجل فرض عقوبات على إيران.
وقال الكاتب الصهيوني، الذي سبق له أن ذكر يوم 5 مايو/أيار الجاري أن «من مصلحتنا التعاون مع إيران للحفاظ على نظام الأسد في سوريا، إذا خرقت إيران بنود الاتفاق النووي الذي تتم بلورته مع الدول العظمى حاليا وصممت على الحصول على سلاح نووي، فيجب أن يكون الرد الإسرائيلي بعكس الخط السائد، وهو عدم الاستمرار بالتهديد بشن هجوم قليل التأثير على برنامج إيران النووي، بل التحذير من أن «إسرائيل ستضيق علي إيران ولن تسمح لها باحتكار النووي في الخليج العربي وستساعد السعودية بالحصول أيضا على سلاح نووي».
وأضاف: «هذه الفكرة مناقضة للنهج القائم، الذي يخيف إسرائيل من ردة فعل متسلسلة تتعلق بحصول مصر على نووي، وكذلك السعودية وتركيا على إثر حصول إيران على النووي، الأمر الذي يشكل كابوسا للمخططين الاستراتيجيين في القدس وتل أبيب وفي واشنطن أيضا».
وقال إن ما يقنع الإيرانيين، هو القول لهم إنه من الأفضل لهم الامتناع عن الحصول على سلاح نووي مقابل سلة من الفوائد أو المحفزات الاقتصادية وإلغاء الحظر الاقتصادي، لأن هناك إشكالية في مصداقية التهديد الإسرائيلي والأمريكي للقيام بعملية عسكرية ضد ايران.
وأشار إلي أن رغبة الإيرانيين بالحصول على سلاح نووي، بدأت في عصر الشاه، نتيجة عدة أسباب منها، التحرك بموجب خصائصها كإمبراطورية عريقة وهامة، ورمز نفوذ، والخوف من التخلف في هذا السباق، وأن مخاوف الإيرانيين لم تكن فقط من «إسرائيل، بل ومن العراق والتي كانت تسعى للحصول على النووي هي أيضا، وكان أول هجوم إيراني فاشل علي منشاة نووية عراقية هو غارة شنتها طائرات فانتوم إيرانية ضد المفاعل النووي، على أطراف بغداد، في أكتوبر/تشرين الأول عام 1980.
كيفية دعم السعودية نوويا
وتقول «هآرتس» إنه تم إفشال مشاريع التسلح النووي الإقليمية حتى الآن من خلال طريقتين: اتفاق بين دولتين متنافستين متعادلتين بالقوة (البرازيل والأرجنتين) أو ضمان أمريكي لحماية دولة حليفة (اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان) ضد أي هجوم نووي (من قبل كوريا الشمالية أو الصين)، إضافة لالتزام عام تجاه دول حلف الناتو التي تنازلت عن الحصول على نووي، وعلى رأسها ألمانيا.
وأنه دون مظلة أمريكية موثوقة، تتضمن حماية المملكة من أكبر دولة إقليمية عدوة لها؛ قد تقوم السعودية، وهناك دلالات على ذلك في السنوات السابقة، بقفزة في هذا المجال المعقد وهو الحصول على سلاح نووي وشرائه كمنتج جاهز، وتحديدا من باكستان، وهو تطور تعتبره «إسرائيل» سلبيا، ولكن، الأفضل قلب العدسة ورؤية أن الضرورة هي التي تحتم ذلك.
وزعمت الصحيفة أن «إسرائيل»، كعضو مراقب في لجنة متابعة معاهدة منع انتشار السلاح النووي، المجتمعة في نيويورك لمناقشة مشاريعها، يمكنها أن تقول إنها لن تسمح لإيران باحتكار النووي بشكل فردي (أو بشكل ثنائي معها، كما يقول وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف)، بل ستساهم في توسيع ذلك ومساعدة السعودية بالوصول إلى وضع مواز، أي دون العمل ضد قرار سعودي بالحصول علي النووي.