تسعى إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» جاهدة لطمأنة حلفائها العرب هذا الشهر في اجتماع قمة يعقد في كامب ديفيد، بأنها تدعمهم، على الرغم من صفقة نووية منتظرة مع إيران.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت إن مسئولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ووزارة الخارجية الأمريكية اجتمعوا لمناقشة كل شئ؛ بداية من بعثات التدريب المشتركة للجيوش العربية والأمريكية، ووصولا إلى زيادة مبيعات الأسلحة إلى جانب إبرام اتفاقية دفاع فضفاضة من شأنها أن تكون مؤشرا على أن الولايات المتحدة ستدعم هؤلاء الحلفاء حال تعرضهم لهجوم من إيران.
ولفتت الصحيفة إلى الاستطلاع الذي أجراه وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» خلال مأدبة عمل، لآراء مجموعة مختارة مع الخبراء في شؤون الشرق الأوسط قبل أسبوعين في البنتاجون، لاستشارتهم حول الكيفية التي يمكن بها للإدارة الأمريكية أن تهدئ من مخاوف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، الذين يخشون جميعا ذلك الاتفاق النووي.
ونسبت «نيويورك تايمز» إلى أحد خبراء الشرق الأوسط، القول أن «كارتر» كان يريد أن يعرف «كيف يمكن أن نوضح لدول مجلس التعاون الخليجي أن أمريكا لن تسلم إيران مفاتيح الخليج بالغ الأهمية لآسيا».
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن «أوباما» لم يستقر بعد بشأن ما سيقدمه، بيد أن هناك العديد من الخيارات المحتملة، والتي يصعب تحقيق أغلبها، وفقا لما أوردته الصحيفة.
واستبعدت الصحيفة احتمال التوصل إلى معاهدة أمنية مع السعودية ودول أخرى؛ حيث إنه يجب التصديق على مثل هذه الاتفاقيات من الكونجرس، وربما تواجه هذه الاتفاقات معارضة من «إسرائيل» ومؤيديها في الكونجرس الأمريكي.
وبدلا من معاهدة أمنية كاملة -مثل المعاهدة المبرمة بين واشنطن وطوكيو، والتي تقضي بأن تهب أمريكا للدفاع عن اليابان- تناقش الإدارة الأمريكية تقديم معاهدة دفاع أكثر مرونة وأقل إلزاما، وفي ظل هذه الصفقة المتصورة، سيضع المسؤولون الأمريكيون كتابة صيغة بالموافقة على الدفاع عن الحلفاء العرب إذا ما تعرضوا لهجوم من قوى خارجية، ولكنهم لن يرسلوا تلك الصيغة إلى الكونجرس، ومثل هذا الاتفاق لن ينطبق في حال تعرض الحكومات لهجوم من المعارضين السياسيين داخل بلدانهم؛ لأن آخر ما تريده الإدارة الأمريكية هو التورط في انتفاضات مستقبلية مثل الربيع العربي، حسبما ذكرت الصحيفة.
كما أفادت الصحيفة بأنه ليس هناك ما يكفي من الوقت للتوصل إلى حل معين، لافتة إلى أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، في الأسبوع المقبل، مع وزراء خارجية الدول العربية للتحضير لقمة كامب ديفيد والمزمع انعقادها في 14 مايو/أيار الجاري، ومن المتوقع أن يشير خلالها إلى نوع الاتفاق الذي تستعد الإدارة الأمريكية لتقديمه.. وإذا لم يكن لديه شيء يرضي الحلفاء في الخليج، فربما يخفضون مستوى حضورهم في قمة كامب ديفيد، وعلى سبيل المثال، من الممكن أن يمثل ولي العهد السعودي، «محمد بن نايف»، المملكة العربية السعودية، بدلا من الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الأمر الذي سيتم تفسيره على نطاق واسع بأنه رفض لـ«أوباما».
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن زيادة مبيعات الأسلحة من الممكن أن تساعد في تخفيف المخاوف العربية، بيد أن هناك عقبة كبرى؛ تتمثل في الحفاظ على التفوق العسكري لـ«إسرائيل»، مشيرة إلى بعض القيود التي فرضتها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على أنواع الأسلحة التي يمكن أن تبيعها شركات الدفاع الأمريكية للدول العربية، بهدف حفاظ «إسرائيل» على التفوق العسكري على خصومها التقليديين في المنطقة.
ويقول محللون عسكريون إنه في ظل التغير المستمر لميزان القوى في الشرق الأوسط، سيكون أحد الاحتمالات هو الانتظار ثلاث سنوات بعد تسليم طائرة من طراز «إف-35» إلى «إسرائيل» ثم الموافقة على بيعها إلى الإمارات العربية المتحدة الحليف العربي الأوفر حظا للحصول على أول فرصة لشراء هذه المقاتلة الشبح، مما قد يمنح «إسرائيل» تفوقا لثلاث سنوات قادمة.