«إسرائيل» تشن حربا إلكترونية على إيران وتخترق هواتف المفاوضات النووية

الثلاثاء 23 يونيو 2015 01:06 ص

صراع من نوع جديد بدأت إيران تخوضه في إطار المفاوضات التي تجريها مع الأطراف الدولية والغربية بشأن برنامجها النووي، هو صراع يمكن أن نطلق عليه «صراعاً إلكترونياً» أو «حربا الكترونية» تتعلق بأسرار المشروع النووي الإيراني، وتعرضه للإفشاء نتيجة عمليات تجسس واختراق، ربما تصل إلى الهواتف الذكية للمسؤولين الإيرانيين في تلك المفاوضات، وتوجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل بشكل واضح بأنها وراء هذا الاختراق وعمليات التجسس، بعدما تكشف من حقائق في التحقيقات التي تجريها السلطات السويسرية.

وفتحت السلطات السويسرية والنمساوية تحقيقات منفصلة كشفت بالفعل عن وجود تجسس معلوماتي في الفنادق التي تجري فيها المفاوضات حول الملف النووي، فيما وجه خبراء في المعلوماتية أصابع الاتهام إلى إسرائيل.

من جانبه، أعلن «مايكل لاوبر»، المدعي العام السويسري، في 16 يونيو/حزيران الجاري أن سلطات بلاده فتشت عددا من المواقع في إطار التحقيق في مزاعم حول استهداف متسللين للأماكن التي تجري فيها المفاوضات الدولية الخاصة ببرنامج إيران النووي، وقال في مؤتمر صحافي «هناك تحقيق مفتوح بشأن التجسس السياسي في سويسرا»، مؤكدا أن مكتبه يحلل بيانات تم جمعها خلال عمليات البحث، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، في حين قال مساعد للمدعي العام أن الأماكن التي جرت فيها عمليات التفتيش هي فنادق.

الجاسوس «دوكو»

وبحسب ما أعلنته شركة كاسبرسكي لاب الروسية للأمن الالكتروني يوم 10 يونيو/ حزيران الجاري، فإن الفيروس المكتشف يتشابه في بعض صفاته مع برنامج تجسس اكتشف سابقا يسمى «دوكو»، ويعتقد خبراء الأمن أنه من تطوير خبراء إسرائيليين، وذكرت أنه تم استخدامه للتجسس على المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في عامي 2014 و2015.

 و«دوكو» الذي كان يعتقد أنه تم استئصاله منذ 2012، هو برنامج تجسس متطور مماثل لفيروس «ستاكسنت» الذي يقول عدد كبير من الخبراء أن مصدره إسرائيل، وهو ما عزز ماذهبت إليه صحيفة «وول ستريت جرنال» أن «إسرائيل» تجسست على المفاوضات حول النووي الإيراني.

وقالت شركة الأمن المعلوماتي كاسبيرسكي لاب إن فيروسا إلكترونيا استخدم لاختراق فنادق استضافت محادثات بين إيران والقوى العالمية الست، وأنها عثرت على برامج الكمبيوتر في ثلاث فنادق أوروبية، وتم الربط بين العدوى الفيروسية وأحداث ومواقع ذات صلة بالمفاوضات بين الدول العالمية الست، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيران، بشأن الحد من برنامج طهران النووي، وجرت هذه المحادثات في جنيف ولوزان ومونترو وميونيخ وفيينا.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في 12 يونيو/حزيران الجاري، فإن الفيروس المسؤول عن المئات من «الوحدات» وبمجرد دخوله في نظام الكمبيوتر لأحد الفنادق، فيمكنه الانتشار في كل مكان تقريبًا: في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالفندق وأيضًا في كاميرات المراقبة والخطوط الهاتفية وشبكة واي فاي، وحتى أنظمة الإنذار، ما يجعل هذا الفيروس قادرًا على التجسس على الضيوف المتواجدين داخل الفندق ومن كل زاوية.

اتهامات أمريكية لتل أبيب

 وفي فبراير/شباط  الماضي، اتهمت الولايات المتحدة إسرائيل باستخدام تسريبات منتقاة من المحادثات لتشويه الموقف الأمريكي. ونددت إسرائيل بالانفتاح الدبلوماسي على طهران قائلة إنها تشك في أن يؤدي أي اتفاق يتمخض عن المحادثات إلى كبح البرنامج النووي الإيراني بدرجة كافية، مما يؤكد صدقية الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بالتجسس على مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.

لكن مسؤولين إسرائيليين، أثناء جولات متعددة من المحادثات، قالوا إنهم على علم بمجريات المفاوضات من عدة مصادر بينها معلومات مخابرات ومعلومات نقلها حلفاء، ولم يذكر المسؤولون تفاصيل لكنهم أكدوا أن اسرائيل لم تتجسس قط على الولايات المتحدة حليفها الوثيق.

وتشعر دولة الاحتلال الصهيوني، المعروف عن خبرائها قدراتهم العالية في تطوير «الهاكنغ» في العالم واختراق أجهزة الحواسيب الآلية، بالقلق من ألا يقلل الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في نهاية المطاف مخاوفها بشأن إيران.

وردا على الاتهامات الإيرانية الموجهة إلى دولة الاحتلال الصهيوني، قالت شركة كلير سكاي الإسرائيلية لأمن الإنترنت في 15 يونيو/ حزيران الجاري أن إيران تشن حملة مستمرة عبر الإنترنت تستهدف إسرائيل والشرق الأوسط بهدف «التجسس أو أهداف أخرى»، وكشفت الشركة عن أن 44% من الأهداف التي استهدفها الإيرانيون كانت في السعودية و14% في إسرائيل و11% باليمن.

ونقلت صحيفة  «تايمز أوف إسرائيل» أن القراصنة الإيرانيين استخدموا وسائل مختلفة للتجسس والقرصنة استهدفوا من خلالها 40 هدفا في إسرائيل و500 هدفا حول العالم، لافتة إلى قيام القراصنة باستهداف  إسرائيل وجنرالات متقاعدين وموظفين في شركات استشارات أمنية وباحثين وأكاديميين.

رفض إيراني لتوسيع التفتيش

 من جانبه قال الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون بمناسبة مرور عامين على انتخابه في 12 يونيو/حزيران الجاري: «إيران لن تسمح أبدا بسقوط أسرار الدولة في أيدي أجانب عن طريق البروتوكول الإضافي أو أي وسائل أخرى»، في إشارة إلى آلية ستسمح بعمليات تفتيش أكثر دقة داخل المواقع الإيرانية، حسبما نقلت وكالة «رويترز».

و نقلت وكالة الأنباء الإيرانية في 13 يونيو/ حزيران الجاري ، عن رئيس منظمة الدفاع المدني العميد «غلام رضا جلالي»، قوله عن تمكن «العدو الصهيوني» من التجسس على أماكن الإقامة والمفاوضات. وأعلن «غلام رضا جلالي»، ، انه تقرر منع المسؤولين الذين يطلعون على معلومات سرية من استخدام هاتفهم الذكي خلال العمل بهدف تفادي مخاطر التجسس.

ويخوض الخبراء السياسيون والتقنيون من الجانبين في فيينا، مفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة  5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا إضافة إلى ألمانيا) بدأت جولاته منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

ووافقت إيران في الاتفاق الإطار، بحسب الولايات المتحدة، على نظام تفتيش مكثف لمواقعها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً وفق البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار (النووي) الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة، ولكن وفقا لطهران، فان البروتوكول الإضافي يسمح «بالوصول المحدود» إلى مواقع عسكرية وليس بالتفتيش، بهدف حماية «الأسرار العسكرية والاقتصادية» للبلاد.

وتسعى دول الاتفاق على إخفاء بنود الاتفاق عن ثلاث جماعات، المعارضين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، ودول الاحتلال الصهيوني، ودول الخليج العربية، حيث أسدت عملية التسريب خدمة عظيمة بكشف أسرار تفاهم إطار الاتفاق النووي إلى اضطرار الفريقين إلى تعديل خططهما، وحتى بعد الإفشاء والصدمة لا تزال هناك شكوك ومخاوف إن بقيت أسرار أفلح الفريقان في إخفائها، ورغم أن إدارة الرئيس باراك أوباما حرصت على تصحيح العلاقة وتقديم الكثير من التطمينات والتعهدات، إلا أن في الخليج من لا يزال متشككا، فالزوج لا يخون مرة واحدة، عندما يفعل بحسب ما كتبه «عبد الرحمن الراشد» بصحيفة الشرق الأوسط نقلا عن أحدهم.

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل تجسس البرنامج النووي

«واشنطن تايمز»: ضغوط أوروبية على أمريكا لتمديد الموعد النهائي للاتفاق النووي

إيران تتجسس على السعودية و(إسرائيل) في حرب إنترنت كبيرة

خبراء عرب ودوليون: دولة الاحتلال الإسرائيلي تشهر إنذارا نوويا لجيرانها

وزير الدفاع الإسرائيلي: إيران أخطر من «الدولة الإسلامية» والاتفاق النووي معها هو الأسوأ

الجيش الإسرائيلي يقول التهديد النووي الإيراني قد يتراجع مع الاتفاق المحتمل

«كاسبرسكي لاب»: «جرابيت» حملة تجسس إلكتروني تستهدف شركات من عشر دول

«وول ستريت جورنال»: (إسرائيل) تجسست على مفاوضات الملف النووي الإيراني

«واشنطن تايمز»: ضغوط أوروبية على أمريكا لتمديد الموعد النهائي للاتفاق النووي

«يعالون» يتهم إيران باستهداف «إسرائيل» عبر «الفضاء الإلكتروني» خلال حربها على غزة

إيران والسعودية ربما يتجهان لحرب إليكترونية

«نتنياهو» يجدد هجومه على إيران ويصفها بـ«أكبر راعي للإرهاب»

«البنتاغون» تنتهي من إنشاء جيش إلكتروني بحلول 2018

«البنتاغون» تبني قوة مهام سيبرانية بتكلفة 1.9 مليار دولار

«الحرس الثوري الإيراني» يكثف هجماته الإلكترونية على مسؤولين أمريكيين