رأى محللون غربيون أن الخطوة الإماراتية غير المتوقعة، بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن؛ بغية إنقاذ صورتها عالميا؛ قد تؤشر بنتائج عكسية في هذا الصدد، بجانب أنها تزعزع علاقتها الوثيقة بالسعودية في مرحلة تشهد تصاعد في التوتر مع خصمهما الإقليمي إيران.
وقال "أندرياس كريغ" الباحث في "كينغز كولدج" بلندن، إنّ المخاطر المحدقة بسياسات الإمارات وصورتها وعمليّاتها على الأرض كانت بعيدة عن المكاسب التي توقّعتها أبوظبي من وجودها في اليمن.
وبحسب "كريغ"، فإنّ سمعة الإمارات المتحالفة مع الولايات المتّحدة والساعية لإبراز صورتها كشريك ليبرالي لواشنطن في المنطقة، تلقّت عدة ضربات بسبب حرب اليمن.
وأوضح "كريغ" أنّ الانتهاكات لحقوق الإنسان ومقرّات التعذيب.. أضرت بموقع الإمارات العربية المتّحدة في الولايات المتّحدة".
والعام الماضي تحدثت منظمة "العفو الدولية" عن انتهاكات في مجال حقوق الإنسان ترقى إلى جرائم حرب في سجون يمنية قالت إنّ الإمارات أدارتها، وهو ما نفته أبوظبي بشدّة.
من جانبه قال "جيمس دورسي" الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إنّ الخلافات المتزايدة مع إيران قد تكون ساهمت في قرار أبوظبي خفض قواتها.
وأوضح أنّه في حال أدّت هذه الاختلافات إلى نزاع عسكري، فإن الإمارات والسعودية ستكونان أرضا للمعركة.
وتابع: "أعتقد أنّ الإماراتيين يريدون أن يكونوا مستعدين لذلك، رغم أنّهم لا يريدون مواجهة عسكرية مع إيران".
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتّحدة وإيران بشكل كبير حين أسقطت طهران طائرة استطلاعية أمريكية فوق منطقة مضيق هرمز الاستراتيجي بعد سلسلة هجمات ضد ناقلات نفط قبالة الساحل الإماراتي اتّهمت واشنطن طهران بالوقوف خلفها.
بالنسبة لـ"إليزابيث ديكينسون" الباحثة في "مجموعة الأزمات الدولية" فإن "التوترات مع إيران لم تكن الدافع الأكبر لخفض عدد القوات، لكنّها تسبّبت بالتأكيد بتعقيد الأمور".
وتذكر أنّ أبوظبي شعرت بالقلق تجاه التصعيد الأخير في الأشهر الماضية، وقرّرت أنّ تحد من المخاطر عليها.
وبالنسبة إلى "كريغ"، فإن القرار الإماراتي يساعد على نقل القوات إلى الداخل في ظل التوترات مع إيران، علما بأنّ السعودية لن تستطيع التعامل بالطريقة ذاتها مع المستنقع اليمني.
واتفق الخبراء على أنّ خطوة الإمارات قد تؤثّر نوعا ما على العلاقات مع حليفتها السعودية، لكنّه من المستبعد أن تكون لها أي تداعيات على الحلف الإقليمي الاستراتيجي بينهما.
وأضاف "دورسي": "خلف الأبواب المغلقة، لن يكون السعوديون سعداء، لكنني لا أعتقد أنّ لدى السعودية أو الإمارات أي رغبة بإحداث شرخ"، مؤكدا أن لدى البلدين قواسم مشتركة كثيرة تحصّن علاقتهما من أي خلاف بسبب اليمن.
ورأت "ديكينسون" أنّ "لا أحد باستثناء هؤلاء الذين كانوا في الغرفة نفسها يدركون طبيعة العلاقة بين الطرفين، لكن يمكن تخيل أنّه كانت هناك محادثات صعبة في الأسابيع الماضية".
وقالت إن التحالف مع السعودية هو في صالح الإمارات، وخفض عدد القوات في صالحها، وبما أنّها مضت في قرارها الأخير هذا، فهذا يعني أنّها وصلت لتقييم بأنّ الخطوة لن تحدث ضررا كبيرا بالسعودية.