محللون: «حماس» لن تسمح بأي تمدد لـ«الدولة الإسلامية» في غزة

السبت 4 يوليو 2015 03:07 ص

قال محللون وكتاب فلسطينيون، إن القبضة الأمنية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» على قطاع غزة، ستمنع تنظيم «الدولة الاسلامية»، من السيطرة على القطاع، غير أنهم حذروا في الوقت ذاته من إمكانية قيام التنظيم بعمليات «إرهابية» للإخلال بالأمن.

وذهب المحللون، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، إلى أن  حركة «حماس» التي لا تزال تسيطر على مقاليد الحُكم في قطاع غزة، ستبقى هي الجهة المسيطرة، على الأوضاع الأمنية والداخلية على «المدى البعيد».

وكان مقطع مصور، بثته مواقع تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الثلاثاء الماضي، هدد بإسقاط حركة «حماس» في قطاع غزة، وجعله أحد مناطق نفوذهم، بسبب عدم تطبيق الحركة لـ«الشريعة الإسلامية»، وممارستها التضييق الأمني على أنصاره.

وتوعد عضو ملثم، في التنظيم الحركة بقوله: «إلى طواغيت حماس (..) بإذن الله سنقتلع دولة اليهود من جذورها وأنتم وفتح وكل العلمانيين.. أنتم  زبد زائل يذهب مع زحفنا وستحكم الشريعة في غزة رغما عنكم»، مضيفا: «نقسم برب الكعبة أننا قادمون وسيكون مصير القطاع كمخيم اليرموك». بحسب قوله.

وسبق أن هاجم التنظيم في أبريل/نيسان الماضي، مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، واحتل مساحات واسعة منه، لكن عاد وسحب قواته منه.

ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات كبيرة في العراق وسوريا، وأعلن مسؤوليته عن شن هجمات في تونس والكويت ومصر.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة «الأمة» الخاصة، في غزة، «عدنان أبو عامر»، إن قطاع غزة سيبقى تحت سيطرة حركة «حماس»، ولن تتمكن أي جهات أخرى من التحكم فيه بالقوة، أو عبر إحداث الفوضى والتوتر الأمني.

وأضاف «أبو عامر» أنه ما من احتمالية أن يحدث تغيير في الوضع السياسي والأمني في قطاع غزة في الوقت الراهن.

وتابع: «سيطرة جهات أخرى غير حماس في قطاع غزة، في ضوء قبضتها الأمنية المحكمة، غير وارد، كما أن حركة حماس تحظى بتوافق شعبي وجماهيري في مسألة الضبط الأمني، وعدم السماح لأي جهة كانت في بث الفوضى والعنف».

ولفت إلى أنه «على بالرغم من أن قطاع غزة منطقة جغرافية صغيرة، وتعيش وسط تهديدات من أكثر من جهة إلا أن ذلك لن يمنع حركة حماس من إحكام وتشديد قبضتها الأمنية، ومنع أي أحداث من شأنها أن تغير خارطة الوضع الأمني في غزة».

ولا تتوافر معلومات دقيقة حول حجم التأييد لتنظيم «الدولة الإسلامية» في قطاع غزة، ودأبت وزارة الداخلية على نفي أي وجود للتنظيم، لكنها تقول إنه «من الوارد والطبيعي كما في كل المجتمعات، أن يعتنق بعض الشباب الأفكار المتطرفة».

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، خرج نحو 200 شاب يناصرون «الدولة الإسلامية»، في مسيرة علنية جابت شوارع مدينة غزة الرئيسية، للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد في صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية.

وبررت الداخلية في قطاع غزة السماح للشبان بتنظيم المسيرة، بقولها، إن «حرية الرأي والتعبير مكفولة في إطار احترام القانون والمحافظة على الأمن والنظام العام والحفاظ على الممتلكات العامة».

وبين الفينة والأخرى، تعلن مصادر أمنية فلسطينية، ومواقع محلية عن مقتل أحد الشبان الفلسطينيين من قطاع غزة، أثناء قتاله في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، والعراق.

ولا تتوافر معلومات دقيقة حول أعداد الفلسطينيين، الذي يقاتلون في صفوف التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق.

غير أن صحيفة فلسطينية قالت في وقت سابق، إن نحو 100 شاب فلسطيني من قطاع غزة، يقاتلون في صفوف «الدولة الإسلامية».

لا خطر حقيقي

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، «مخيمر أبوسعدة»، إنه وعلى الرغم من حالة التوتر بين مناصرين لـ«الدولة الإسلامية»، وحركة «حماس»، إلا أن الأخيرة ستبقى هي الجهة المسيطرة على مقاليد الحكم.

ورأى «أبو سعدة»، أنه ما من خطر حقيقي على حركة حماس أو قطاع غزة، من قبل الجماعات السلفية الجهادية، أو مناصرين لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف: «موازين القوى تميل لحركة حماس، في كل شيء، سياسيا وأمنيا، لنفترض أننا نتحدث عن مئات المناصرين لداعش (الدولة الإسلامية) في قطاع غزة، في المقابل هناك آلاف العناصر من القسام والأجهزة الأمنية التابعة لها، ما يعني أن حركة حماس أقوى».

غير أن «أبو سعدة» لم يستبعد أن تقوم بعض الجهات المناصرة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، باللجوء إلى أعمال عنف أو أحداث إرهابية في غزة، وهو ما يستدعي «يقظة الأجهزة الأمنية بشكل كبير».

وشهد قطاع غزة، مؤخرا توترا كبيرا بين «حماس»، وجماعات متشددة تناصر «الدولة الإسلامية»، وتشن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، حملات اعتقال في صفوفه تلك الجماعات، وتقول إنها «خارجة عن القانون، وتعمل على زعزعة الأمن في القطاع، وتتبنى أفكارا تكفيرية».

ولا تزال حركة «حماس» تسيطر على مقاليد الحكم في قطاع غزة، رغم إعلان تشكيل حكومة وحدة فلسطينية في الثاني من يونيو/حزيران 2014، لم تتسلم مهامها في القطاع، بسبب استمرار الخلافات السياسية بين حركتي «حماس» و«فتح».

وأشار «أبو سعدة»، إلى أن حركة «حماس» مطالبة بتفعيل الحوار الفكري مع مناصرين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، ومنع أي تمدد لهم.

وكان «سالم سلامة»، النائب عن حركة «حماس» في المجلس التشريعي الفلسطيني، كشف عن إجراء «حوارات فكرية مع نشطاء متشددين، يناصرون تنظيم داعش في قطاع غزة».

وقال «سلامة» وهو رئيس رابطة علماء فلسطين (تجمع غير حكومي) في تصريحات سابقة: «حركة حماس ومن خلال العلماء والدعاة، قامت مؤخرا بمحاورة السلفيين الذين يتبنون أفكارا متطرفة، ويؤيدون تنظيم داعش( الدولة الإسلامية)».

وأضاف «سلامة»: «من يتم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية (لا تزال تسيطر عليها حركة حماس)، على خلفية ارتكابهم لأعمال تخل بالأمن، وتورطهم بفعل الفكر المتشدد، يتم محاورتهم فكريا، ودينيا، لثنيهم عن التطرف، والعدول عن ميولهم، والتأكيد عليهم أن الدين الإسلامي لا يؤخذ بالمغالبة».

تضخيم إعلامي

وفي وقت سابق نفى «خليل الحية»، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أي وجود واقعي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، في قطاع غزة.

وأضاف «الحية»، في تصريحات صحفية له إن الحديث عن وجود «الدولة الإسلامية» بغزة «مُضخم إعلاميا»، مشيرا إلى أن كافة المؤشرات والمعلومات الأمنية تدحض أي وجود للتنظيم على الأرض.

وتابع: «رصيد داعش لا يتعدى التأييد من بعض الشباب الذي يتنقلون كل عام من راية لراية».

وتقول وزارة الداخلية إنها لن تتهاون مع أي جهة أو أفراد تسعى لنشر الفوضى والمس بأمن قطاع غزة، ولن تسمح لأي جهة كانت بأن تتجاوز حدودها.

من جانبه، قال «مصطفى الصواف» الكاتب السياسي في صحيفة «الرسالة» المقربة من حركة «حماس»، إن تنظيم «الدولة الإسلامية»، لن يستطيع أن يجد له «موطئ قدم»، في قطاع غزة.

وأضاف: «لا وجود عملي، ولا هيكلي لهذا التنظيم، قد يوجد من يناصره، ويؤيده، من بعض الشبان، لكن على أرض الواقع، حركة حماس تسيطر أمنيا ولا تسمح لأي جهة كانت بأن تقوم بالإخلال في الأمن».

وأكد «الصواف»، أن الفلسطينيين في قطاع غزة، يعطون ثقتهم الكاملة لحركة حماس، في ضبطها للأمن، وهو ما يعطيها حافزا للقضاء على أي مظاهر من شأنها أن تنشر الفوضى والفلتان.

وعلى مدار سنوات حكمها لقطاع غزة (2007-2015) والذي لا تزال تسيطر عليه حتي اللحظة، دأبت حركة «حماس»على ملاحقة التنظيمات المعتنقة للفكر «الجهادي» المتشدد، أمنيا.

وفي الرابع عشر من أغسطس/ آب العام 2009 ، داهمت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» السابقة، مسجد ابن تيمية، في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، واشتبكت في معارك طويلة مع أتباع شيخ سلفي يُدعي «عبد اللطيف موسى»، الذي أعلن عقب صلاة الجمعة إنشاء «إمارة إسلامية» في أكناف بيت المقدس، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل الشيخ «موسى»، وقرابة 20 آخرين.

  كلمات مفتاحية

حماس الدولة الإسلامية غزة فلسطين مخيم اليرموك السلفية الجهادية

«حماس» تحاور ’’مناصرين‘‘ لـ«الدولة الإسلامية» وتنفي أي وجود للتنظيم في غزة

«هآرتس»: نشاط «الدولة الإسلامية» في غزة قد يدفع نحو تهدئة بين «حماس» و(إسرائيل)

«الدولة الإسلامية» يزعم اغتيال قيادي بحركة حماس في قطاع غزة

اتهامات متبادلة .. التوتر بين أنصار «الدولة الإسلامية» وأجهزة الأمن في غزة

«حماس»: لا وجود حقيقي لتنظيم الدولة في غزة .. ولن نحارب المتعاطفين معه على أفكارهم

«ستراتفور»: «حماس» تتبنى إجراءات صارمة ضد «الدولة الإسلامية» في غزة

وساطة بين «حماس» و«السلفية الجهادية» بغزة وتفاؤل بالتوصل لاتفاق قريب

تنظيم فلسطيني بغزة ذو امتداد شيعي ينفي حظره من قبل «حماس»

تفجير 6 سيارات لعناصر في «حماس» و«الجهاد» شمال قطاع غزة

«القسام» و«سرايا القدس»: لن نتهاون مع مرتكبي تفجيرات مركبات المجاهدين

إصدار لـ«الدولة الإسلامية»: لا نفرق في قتالنا بين «إسرائيل» و«حماس»

«الدولة الإسلامية» يبث فيديوهات تهاجم «حماس» وتشجع الهجمات ضد الإسرائيليين

«الدولة الإسلامية» يهدد «إسرائيل» باللغة العبرية لأول مرة