دشن خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» في قصر الصفا مساء أمس السبت، 5 مشروعات ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول.
وفي البداية اطلع خادم الحرمين الشريفين على مجسم لكامل مشروع توسعة المسجد الحرام الثالثة بطاقة استيعابية تقدر بنحو 2 مليون مصل، كما اطلع على صور تتضمن عناصر ومكونات مشروع التوسعة، مستمعا إلى شرح وافٍ عنها.
ويعد هذا المشروع هو الأكبر في تاريخ المسجد الحرام، وتشمل هذه التوسعة والعناصر المرتبطة بها، 2 مليون و269 ألف متر مربع.
كما دشن العاهل السعودي أنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول خصص اربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية، ويبلغ إجمالي أطوال هذه الأنفاق حوالي 5300 متر.
وشمل التدشين أيضا مجمع الخدمات المركزية وتشمل محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى مشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية ويتمد بطول 4600 متر ويضم جسوراً وأنفاقا لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.
لا زحام إلى الأبد
من جانبه، قال الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور «عبدالرحمن السديس» إن «هذه التوسعة التاريخية تشمل بإجمالي المسطحات لكامل المشروع مليون وأربعمائة وسبعون ألف متر مربع ويتسع المسجد الحرام لأكثر من مليون وستمائة ألف مصل، وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 باباً بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة».
وبين أن «المشروع يحتوي على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي».
وأوضح أن «المبنى يحتوي كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة مياه زمزم المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، مما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد».
بداية التوسعات
وأوضح وزير المالية الدكتور «إبراهيم العساف» أن افتتاح التوسعة السعودية الثالثة تأتي امتداداً للتوسعات التاريخية السابقة التي بدأت بأمر الملك المؤسس، وأتمها الملك «سعود» والملك «فيصل»، ثم توسعة الساحات الشرقية التي تمت في عهد الملك «خالد»، ثم توسعة المسجد من الجانب الغربي التي تمت في عهد الملك فهد، ثم توسعة المسعى التي تمت في عهد الملك عبدالله، ثم هذه التوسعة الكبرى التي أمر بها الملك عبدالله، وتستكمل في عهد العاهل السعودي الملك «سلمان».
وقال «العساف» أن العام القادم في مثل هذا الوقت سيتم تدشين ما تبقى من مشروعات وهي: «مباني توسعة المطاف بكامل تجهيزاتها ومرافقها وكذلك مباني المساطب والمباني الأمنية والمستشفى ليقفز معها استيعاب المسجد الحرام ليصل بإذن الله إلى مليون و850 ألف مصل، مؤكدا على أن كل الأرقام والإحصاءات تدل على ضخامة الإنجاز التي تهدف في النهاية إلى راحة وطمأنينة الطائفين والعاكفين والمصلين».
الحضور
وحضر التدشين كل من الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير «فيصل بن نواف بن عبدالعزيز»، والأمير «عبدالعزيز بن فيصل بن عبدالمجيد»، والأمير «عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز»، والأمير «بندر بن سلمان بن عبدالعزيز»، وعدد من الأمراء.
كما حضر الحفل المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية والإسلامية والمنظمات الإسلامية وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.