سكان الفلوجة يدعمون تنظيم «الدولة الإسلامية» للتصدي للقوات الحكومية

الأحد 26 يوليو 2015 07:07 ص

أعلنت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي بدء حملة عسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة، ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار، والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ يناير/كانون الثاني 2014، وتعد المعقل الرئيسي للتنظيم.

وقد تعرضت القوات المهاجمة، والمكونة من ميليشيا «الحشد الشعبي»، والجيش الحكومي، ومقاتلي الصحوات، لخسائر فادحة في الساعات الأولى لبدء المعركة أثناء محاولتها التقدم باتجاه أطراف مدينة الفلوجة، الأمر الذي أجبر القيادة الأمريكية للتصريح بأن معارك استعادة الرمادي والفلوجة لا تسير بشكل مشجع.

وقال ضابط في الجيش العراقي مشارك في حملة استعادة الفلوجة، رفض الكشف عن اسمه: «إن الأوامر صدرت بتنفيذ هجوم سريع وعنيف على مناطق شمال الفلوجة، وجنوبها، وفي الصقلاوية، والنعيمية تحديدا، ويكون الهجوم من محورين في الوقت نفسه، إذ يهاجم الحشد الشعبي مسنودا بالجيش والشرطة من شمال وجنوب المدينة، بدعم من طائرات القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي، وبعد اجتماع للقيادة ودراسة الخطة، وبإقرار أغلب الضباط أن نسبة فشلها كبيرة، طلبنا تأجيل الهجوم لوضع خطة تناسب المعركة ووضع الفلوجة، وكالعادة قوبل طلبنا بالمعارضة من قبل الحشد الشعبي، وخصوصا ميليشيا بدر، وتم ترويج كلام عن أن الجيش لا يريد المشاركة، ويريد فقط القيادة معتمدا على الحشد في بدء الهجوم».

وأضاف: «حذرنا من محرقة تنتظر القوات المهاجمة، لأن حملة القصف التي استهدفت مواقع التنظيم أنذرت ببدء الحملة، كما أن التصريحات الرسمية منحت التنظيم إنذارا بموعد الهجوم فوق حذره وترقبه».

وتابع الضابط: «لا يمكن للطيران مساعدتنا على التقدم في معركة كمعركة الفلوجة، إلا إن كانت هناك خطة مدروسة ومحسوبة، ولو أوكل الأمر للجيش لكان الأمر مختلفا»، موضحا أن: «هذا الهجوم جلب نتائج عكسية حيث كانت ردة فعل التنظيم عنيفة، فتقدم لمواقع في شرق الفلوجة، وسيطر على عدة ثكنات، وكانت طائرات التنظيم المسيرة تحدد مواقعنا ونتعرض للقصف المستمر، مما اضطر أغلب القطعات للتراجع، وبسبب تسرع الحشد واندفاعه غير المحسوب بدل أن نتقدم تراجعنا في أغلب المحاور في المعركة التي تعتبرها وزارة الدفاع أهم معركة مع التنظيم في الأنبار».

وعن المدة الزمنية المتوقعة لمعركة الفلوجة قال الضابط: «إلى الآن الحملة لا تسير كما نريد، لكن إن تُركت قيادة المعركة للضباط ستكون نتائج مختلفة. وأغلب المعارك لم تحقق أهدافها بسبب قلة الخبرة، وكثرة القيادات من الحشد، ومحاولة كسب نصر، ولو إعلامي، على حساب المعركة».

من جهة أخرى، قال مصدر مقرب من تنظيم «الدولة»: «إن سكان الأنبار عموما، عانوا كثيرا من ممارسات الحكومة، مما أدى لشعور سكان الفلوجة بقيمة المجاهدين الذين وبمجرد سيطرتهم على المدينة وفروا الخدمات للناس، وأنشأوا قضاء عادلا وعاملوا الناس بإحسان، وعلى الرغم من أن المدينة محاصرة استطاع المجاهدون توفير جميع السلع الغذائية للناس، وبأسعار أقل بكثير من التي كانت في السابق».

وأضاف المصدر المقرب من التنظيم: «صمود الفلوجة لا شك أن الفضل فيه يعود لله سبحانه وتعالى، ثم لالتفاف سكانها حول أبنائهم، فأهل الفلوجة يعلمون أن دخول القوات الحكومية، والميليشيات الشيعية، سيعني كارثة لأهل المدينة، خصوصا بعد التصعيد الإعلامي الذي أظهر حقد الحكومة، وميلشياتها، على المدينة، وحتى في حملتهم أشاروا بوضوح لتغيير اسم المدينة، الأمر الذي جعل الأمر يصبح مسألة وجود أو عدمه بالنسبة لأهالي المدينة، كما ساهم محيط مدينة الفلوجة بصمودها أمام هذه الهجمات المتكررة، فمدينة الفلوجة محاطة بمناطق عشائرية كثيفة، وسكان تلك المناطق يشعرون بالانتماء لها، ويعتبرونها عاصمتهم. وانتصارات الفلوجة المتكررة نابعة من تلاحم محيطها معها، ولم تبخل عشائر الفلوجة بأبنائها دفاعا عن المدينة، إضافة إلى أن الدولة الإسلامية تعامل أهل الفلوجة أفضل معاملة، وتُشعرهم انهم الأقرب لها، وأن الدولة مستعدة لخسارة كل جنودها دفاعا عن المدينة، وأهلها، وهذا الأمر زاد من التفاف سكان الفلوجة حول الدولة الإسلامية، ولا ننسى أن أهل الفلوجة أول من احتضن نواة الدولة، جماعة التوحيد والجهاد، بقيادة الزرقاوي، كما أن الحكومة العراقية والحزب الإسلامي إبان سيطرتهم على المدينة نكلوا بأهلها وكان أهل الفلوجة وعلى مدار سنوات يعيشون تحت تضييق أمني رهيب، وملاحقات واعتقالات، فقد تم اعتقال العشرات من رجال وشباب الفلوجة تحت فقرة أربعة إرهاب، كل هذه الأسباب تعتبر أساسية في صمود الفلوجة، إضافة إلى خبرة الدولة الإسلامية العسكرية، وحنكتها في الدفاع عن المدن، ونصب الكمائن، وزرع الخوف لدى العدو».

أما في ما يخص مشاركة «الحشد الشعبي»، فقد قال القيادي في صحوات البو عيسى «أبو علي العيساوي»: «لم نكن بحاجة لمشاركة الحشد الشعبي، لكن بعض شيوخ العشائر جاؤوا بهم لتقوية نفوذهم، رغم معرفتهم أن السكان لا يرحبون بالحشد، ورفضوا دخوله للناحية، لسببين الأول أن دخولهم سيكون سببا آخرا للتنظيم لتكثيف القصف، والثاني سمعة الحشد الشعبي السيئة».

وأضاف: «عند دخول الحشد، اعتدى عناصره على موظفي منشأة النحاس، وحاولوا فرض سيطرتهم وأنفسهم كقادة، وهذا ما رفضناه، بل هدد بعض وجهاء وشيوخ المنطقة، بأن الحشد إن تولى القيادة، سيتوجهون لعقد صلح مع تنظيم الدولة».

وأضاف «العيساوي«: «أحد أهم أسباب صمود التنظيم، وقوته في الفلوجة، هو جعل آخر قوة تقف ضده في المنطقة بموضع دفاعي، وتحت حصار يضيق كل يوم، وسنكون لقمة سائغة له متى ما قرر اقتحام المنطقة بشكل جدي».

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة الدولة الإسلامية الحشد الشعبي القوات العراقية

القوات العراقية تعلق قصف الفلوجة والرمادي و«ديمبسي» يحذر «العبادي» من الدور الإيراني

«استعادة الفلوجة» .. صيد ثمين شرط ألا تصبح «معركة استنزاف»

«الدولة الإسلامية» يتصدى للقوات العراقية بالأنبار وأنباء عن انسحاب «الحشد» من الفلوجة

مليشيات «الحشد الشعبي» تحاصر عائلات غادرت الفلوجة داخل المقابر وتهددهم بالاعتقال

هيئة علماء المسلمين في العراق: قصف الفلوجة إبادة جماعية وعمل إجرامي تمارسه الحكومة

شيخ عشائري عراقي يدعو «العبادي» لتسليح السنة وإشراكهم في معركة الفلوجة

مقتل 14 من الجيش العراقي والحشد الشعبي في هجوم للدولة الإسلامية بالفلوجة

مصادر عراقية: قوة قتالية أمريكية تتمركز في معسكر شرق الفلوجة

لئلا ننسى.. في ذكرى الفلوجة المقاومة

توقف الاشتباكات في الفلوجة بعد اعتقال «الدولة الإسلامية» للعشرات من أبناء العشائر

«الفلوجة تقتل جوعا».. فهل من مجيب؟

السفير السعودي لدى العراق: ما يحدث في الفلوجة نتيجة التهميش والتشرذم