أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» صد هجوم للجيش العراقي ومليشيات «الحشد الشعبي» غرب الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، بينما نفذ التنظيم قصفا شمال الفلوجة بعد قتله عشرات من أفراد الجيش و«الحشد» بعدة تفجيرات.
وقال تنظيم «الدولة» في بيان له إنه أفشل هجوما للجيش ومليشيات «الحشد الشعبي» في منطقة الكيلو 18 (غرب الرمادي)، وأضاف أنه دمر عشر عربات للجيش، وقتل من كان فيها من جنود.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مؤيدين للتنظيم قولهم إن مقاتليه أوقفوا تقدم القوات العراقية صوب الرمادي من الغرب والجنوب.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت بدء عملية لاستعادة محافظة الأنبار (غرب بغداد) من قبضة تنظيم «الدولة»، وقال مصدر في عمليات محافظة الأنبار إن استعادة الفلوجة انطلقت بمشاركة عشرة آلاف مقاتل.
وذكرت مصادر أن تنظيم «الدولة» يقصف بكثافة وحدات الجيش العراقي ومليشيات «الحشد» شمال الفلوجة، مستخدما الصواريخ شديدة الانفجار والمدفعية الثقيلة.
جاء ذلك بعد أن أفادت مصادر عسكرية عراقية بأن ستين من جنود الجيش ومسلحي «الحشد الشعبي» قتلوا وأصيب عشرات في تفجير خمس عربات ملغومة نفذها تنظيم «الدولة» على مواقع عسكرية في الصقلاوية (شمال الفلوجة)، بينما أعلن التنظيم إسقاط مروحية عسكرية قرب الصقلاوية.
من ناحيتها، اعترفت هيئة «الحشد الشعبي» بمقتل وإصابة عدد من أفرادها في معارك شمال الفلوجة، بينهم قادة في مليشيا بدر.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في قيادة عمليات الأنبار أن القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة من مسلحي التنظيم الذين نشروا سيارات ملغومة، وأطلقوا صواريخ لصد تقدم القوات صوب الفلوجة.
وكان 13 من أفراد الجيش ومليشيات «الحشد» قتلوا وأصيب خمسة آخرون في هجوم لتنظيم «الدولة» شمال شرقي الفلوجة، وأسفر الهجوم كذلك عن تدمير دبابة ومدرعتين وثلاث عربات من نوع همر.
في سياق متصل، قالت مصادر أمنية إن أربعة جنود قتلوا وأصيب تسعة آخرون، بعد دخول قوة من الجيش حقل ألغام في منطقة الطراح (شمال الفلوجة).
في المقابل، نقلت «وكالة أنباء الأناضول» عن مصادر عسكرية عراقية قولها إن القوات الحكومة ومليشيات «الحشد الشعبي» تمكنت من استعادة السيطرة على منطقتي البوشجل والشحية الحيويتين والواقعتين بين ناحية الصقلاوية (شمال الفلوجة) وجزيرة الخالدية (شرق الرمادي مركز المحافظة).
وقال العقيد «يحيى المحمدي» الضابط في شرطة الأنبار إن القوات الأمنية فرضت سيطرتها أيضا على منطقة السجر الحيوية المحاذية للطريق السريع الدولي الرابط بين مدينة الرمادي وبغداد.
من ناحية أخرى، قال الأمين العام لمجلس العشائر العراقية «يحيى السنبل» إن الحكومة العراقية تعلن للمرة الرابعة على التوالي خلال شهر رمضان بدء عملية عسكرية في الأنبار.
وأضاف أن القوات العراقية ومليشيات «الحشد الشعبي» لم تستطع التقدم إلى داخل الفلوجة شبرا واحدا حتى الآن.
وفي تطورات ميدانية أخرى، تشهد مناطق غرب محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) الواقعة في محيط بحيرة الثرثار، مواجهات مستمرة منذ نحو شهرين بين القوات العراقية ومليشيات «الحشد الشعبي» من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى.
في غضون ذلك، أفاد أحد وجهاء الأنبار الشيخ «عبد القادر النايل»، أن قوات «الحشد الشعبي» اضطرت إلى الانسحاب إلى مواقعها السابقة، بعد أن فشلت في تحقيق أي تقدم باتجاه مدينة الفلوجة شمالا.
وقال «نايل» في تصريح صحافي إن قوات «الحشد الشعبي» فشلت من اقتحام ناحية الصقلاوية، واضطرت إلى الانسحاب إلى مواقعها السابقة، مشيرا إلى سقوط مروحيتين للقوات العراقية في منطقة ذراع الاثنين.
وكان «النايل» أشار إلى أن المعارك تبعد عن مدينة الفلوجة حوالي 25 كلم، لافتا إلى أن القوات المشتركة تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الكمائن التي نصبت من قبل المسلحين ومباغتتهم بسيارات ملغومة.
وأضاف «النايل» أن المعارك تتركز في ناظم الثرثار؛ حيث تدور معارك ومواجهات عنيفة لم تحقق القوات المهاجمة أي تقدم باتجاه مدينة الفلوجة.
وكانت العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة كبرى مناطق محافظة الأنبار قد أعلنت عنها فجر الثلاثاء.
وكانت القوات الحكومية أعلنت في وقت سابق استعادة السيطرة على ثلاث مناطق حيوية من قبضة تنظيم «الدولة» بمحافظة الأنبار غربي البلاد، فيما لفتت المصادر إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم خلال عملية استعادة تلك المناطق.