دعا شيخ عشائري عراقي، رئيس الوزراء «حيدر العبادي» إلى تسليح ومشاركة أبناء العشائر (السنية)، في العملية العسكرية التي تقودها القوات الحكومية، المدعومة من «الحشد الشعبي» (قوات شيعية)، في تحرير مدنية الفلوجة، بمحافظة الأنبار غربي البلاد، مشيرا إلى أنهم لم يتحفظوا على إشراك «الحشد في العملية ولكنهم الأحق بها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن «عمر محمد الجميلي»، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، قوله إنه «في الوقت الذي نبارك فيه العملية العسكرية التي انطلقت منذ 4 أيام من قبل الجيش العراقي المسنود بالحشد الشعبي، نستنكر عدم إشراك أبناء المدينة في المعركة».
وأضاف: «لم نتحفظ على إشراك الحشد الشعبي في المعركة بل نجله ونكن له كل الاحترام للانتصارات التي حققها في تحرير مناطق متفرقة من البلاد ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) الإرهابي، لكن أبناء الفلوجة الأحق في تحرير منطقتهم والأخذ بالثأر من الإرهابيين الذين قتلوا أبناءهم واستباحوا ممتلكاتهم».
وأشار «الجميلي» إلى أن «عدم إشراك أبناء العشائر في تلك المعركة يخلق نوعا من الحساسية بين أبناء المحافظة»، داعيا القائد العام للقوات المسلحة رئيس وزراء البلاد «حيدر العبادي»، إلى إعادة النظر في هذه المسألة والعمل على تسليح وإشراك أبناء العشائر في تحرير الفلوجة.
وتخوض القوات الأمنية العراقية المدعومة بفصائل «الحشد الشعبي»، في مدينة الفلوجة وضواحيها الخارجية، منذ 4 أيام، معارك عنيفة ضد تنظيمات تصفها بـ«المتطرفة».
وكان القيادي في «الحشد الشعبي»، «كريم النوري»، أعلن أن الحشد بات يحاصر قضاء الفلوجة من كل الجهات، ليفصله بذلك عن مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار) والمدن المجاورة لها، مشيرا إلى أن العشرات من عناصر «الدولة الإسلامية»، بدأوا بالهروب من أطراف الفلوجة إلى داخل مركز المدينة، وذلك إثر تشديد الحصار من كل الجهات عليهم.
وتشهد مدينة الفلوجة منذ نحو شهرين قصفا عشوائيا مكثفا وبشكل متواصل بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ من قبل القوات العسكرية العراقية المتواجدة خارج محيط المدينة، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال بشكل يومي فضلا عن تدمير العديد من المنازل السكنية والمباني الحكومية داخل المدينة.
ويتهم أبناء العشائر السنية، عناصر «الحشد الشعبي»، بممارسة العديد من الانتهاكات في المناطق السنية التي يشاركون القوات العراقية في تحريرها من «الدولة الإسلامية».
وحذر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الأربعاء الماضي، من «تفجر» الأوضاع في مدينة الفلوجة، جراء الهجمات الأخيرة للقوات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي»، والتي أوقعت عشرات القتلى والمصابين من المدنيين السنة.
ودعا الاتحاد، في بيان نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت، الحكومة العراقية إلى «تحقيق الشراكة الحقيقية لأهل السنة العراقيين في الدفاع عن بلدهم، وتوفير جميع حقوق المواطنة الكريمة لهم».
كما استنكر «اتحاد القوى العراقية السنية»، استخدام البراميل المتفجرة بقصف مدينة الفلوجة ، محملا وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي» المسؤولية عن القصف، ومطالبا بإصدار الأوامر للكف عن استخدام البراميل المتفجرة، التي لا تميز بين المدني والإرهابي، بحسب بيان للاتحاد.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على الفلوجة منذ منتصف العام الماضي، مستغلا الخلافات الحادة بين أبناء المحافظة ووجهائها وبين الحكومة المركزية برئاسة «نوري المالكي» أعقبتها اعتصامات استمرت لعام كامل، ما جعل التنظيم يدخل المدينة بدون قتال ويسيطر على جميع مناطقها والمؤسسات الحكومية والقيام بالإفراج عن جميع السجناء.
وكان مصدر في الفرقة الأولى للجيش العراقي، قال مؤخرا، إن قائد «فيلق القدس»، في «الحرس الثوري» الإيراني، «قاسم سليماني»، وصل إلى قاعدة المزرعة (5 كلم شرقي الفلوجة)، لوضع الخطة النهائية، وتحديد ساعة الصفر، لاقتحام المدينة، مؤكدا أن قائد «فيلق القدس»، التقى عناصر «الحرس الثوري»، ومليشيا «الحشد الشعبي»، المتواجدين في القاعدة، وأخبرهم أن مسؤولية تحرير الفلوجة، ومدن محافظة الأنبار الأخرى، تقع على عاتقهم، بعد أن فشل الجيش العراقي في حماية هذه المدن، زاعما أنه سلم الأنبار لـ«الإرهابيين»، وقبلها الموصل (مركز محافظة نينوى) شمالي البلاد.
