أفادت وسائل إعلام محلية تركية، بأن الشرطة اعتقلت العشرات ممن يشتبه بأنهم ينتمون لتنظيم «الدولة الإسلامية» أوالجماعات المسلحة الكردية في مداهمات صباح اليوم الإثنين.

وقالت صحيفة «يني شفق»، الموالية للحكومة إن نحو 500 شرطي داهموا منطقة حجي بيرم في العاصمة أنقرة واعتقلوا 15 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم 11 أجنبيا.

كما شملت المداهمات أيضا، وفق الصحيفة، مدينة أديامان في جنوب شرق البلاد وأسفرت عن اعتقال 19 شخصا يعتقد أنهم على صلة بـ«حزب العمال الكردستاني».

فيما اكتفت وكالة الأناضول التركية الرسمية، بالقول في خبر مقتضب، إن قوات الأمن ألقت اليوم، القبض على  15 شخصا، معظمهم أجانب، في عملية أمنية ضد مشتبهين بإنتمائهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» في العاصمة أنقرة.

وقالت محطة «سي. إن. إن»، الناطقة باللغة التركية إن أكثر من 800 شخص يشتبه بانتمائهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقلوا الأسبوع الماضي في حملة محلية تزامنت مع الغارات الجوية في العراق وسوريا.

وتشن تركيا غارات على معسكرات «حزب العمال الكردستاني» في العراق على الرغم من مفاوضات السلام التي أطلقتها عام 2012 لإنهاء حركة تمرد للحزب استمرت نحو 30 عاما.

وإثر تلك الغارات، أعلن الحزب الكردي أن هذه الخطوات أفرغت عملية السلام من مضمونها.

بدورها أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أن الجيش التركي قصف بالمدفعية مواقعها على مشارف بلدة جرابلس التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية».

وترتبط الوحدات بصلات مع «حزب العمال الكردستاني» وتنسق مع الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في شمال سوريا ضد «الدولة الإسلامية».

وأمس الأحد، دعا «ينس شتولتينبيرغ»، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى اجتماع طارئ، غدا الثلاثاء؛ لبحث المسألة الأمنية بناءً على طلب من تركيا بعد تفجير انتحاري وقع في مدينة سوروج التركية الأسبوع الماضي وأودى بحياة 32 شخصا، وبعد عمليات أمنية تركية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب العمال الكردستاني».

وغيرت تركيا من موقفها بشكل مفاجئ هذا الأسبوع بعد أن احتفظت لوقت طويل بموقف متردد حيال التحالف الأمريكي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وأقدمت على فتح قواعدها العسكرية الجوية للتحالف، وشنت غارات بدورها على التنظيم، و«حزب العمال الكردستاني» بالإضافة إلى حملات اعتقال في المدن التركية لمن يشتبه بانتمائه لهذه التنظيمات.

كما شنت المقاتلات التركية غارات لليلة الثانية على التوالي أمس، استهدفت معسكرات للأكراد في العراق في حملة قد تنهي عملية السلام بين أنقرة و«حزب العمال الكردستاني».

وخلال الأيام الأخيرة، شددت تركيا تدابيرها الأمنية، في إطار الحد من عبور المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق للمشاركة في القتال الدائر هناك.

واستجوبت الجهات الأمنية حوالي 4500 مشتبه في مراكز تحليل الأخطار، ومنعت نحو 1000 منهم من دخول البلاد، فيما وضعت حظرا على  دخول 16 ألفا آخرين.

وبحسب مسؤولين في منسقية الدبلوماسية العامة التابعة لرئاسة الوزراء التركية، فإن مراكز تحليل الأخطار تأسست، في المطارات ومحطات الحافلات في عموم البلاد، بتعاون مشترك بين فروع الاستخبارات ومكافحة الإرهاب والتهريب في مديريات الأمن.

ويقدر المسؤولون عدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا بحوالي 24 ألفا، أما العدد الإجمالي لمقاتلي التنظيم فيتراوح ما بين 40 و70 ألفا.