واشنطن وأنقرة لم يتفقا بعد على هوية المعارضة السورية التي يمكن دعهما

الأربعاء 29 يوليو 2015 09:07 ص

كشف مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أن الولايات المتحدة وتركيا لم تتفقا بعد على هوية جماعات المعارضة السورية التي يمكن تقديم الدعم لها، حسب ما نقلت عنهم وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها.

وقال مسؤول كبير بإدارة «باراك أوباما»، مشترطا عدم نشر اسمه: «علينا أن نجلس مع الأتراك لنقرر ذلك»، مشيرا إلى أن هناك جماعات معارضة في سوريا «لن نعمل معها بالقطع».

في السياق ذاته، قال «ديريك تشوليت»، الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في إدارة «أوباما»، إن القرارات بشأن أي جماعات تتلقى الدعم لن تكون سهلة أبدا، لافتا إلى أن الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين واشنطن وأنقرة بشأن إستراتيجية العمل بسوريا.

وأضاف «تشوليت»: «في حين تحسن تعاوننا على نحو مطرد، يبدو أن الأزمة الملحة دفعتنا إلى تعاون أوثق، وسيجري التغاضي عن خلافاتنا على الأرجح بدلا من حلها بالكامل».

وتركز واشنطن على القتال في سوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما تهتم أنقرة أكثر بالإطاحة بنظام «بشار الأسد».

وبينما توسع واشنطن من دائرة الجماعات المسلحة في سوريا، التي تعتبرها متطرفة، وترفض التعامل معها، مثل «جبهة النصرة»، لا ترى أنقرة مشكلة في التعامل مع هذه الجماعة في سبيل تحقيق هدف إسقاط «الأسد».

أيضا، تنظر تركيا بريبة إلى مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذين تمكنوا، مؤخرا، من تحقيق انتصارات على تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمالي سوريا، بمساعدة الضربات الجوية، التي تقودها الولايات المتحدة؛ حيث تتخوف تركيا من أن يكون ذلك مقدمه لإنشاء دولة كردية في شمالي سوريا؛ ما قد يشجع الأكراد لديها على خطوة مماثلة.

ولم يدرب الجيش الأمريكي حتى الآن سوى نحو 60 من مقاتلي ما يسميهم بـ«المعارضة السورية المعتدلة»، وهو عدد أقل بكثير من التوقعات، ويرجع ذلك جزئيا إلى متطلبات التدقيق الصارمة التي تستبعد على سبيل المثال المقاتلين الذين هدفهم الأساسي إسقاط «الأسد».

من جانبه، قال «روبرت فورد»، السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، إن تركيا «سيكون لها قول أكبر على الأرجح بشأن الترتيبات الأمنية في المنطقة القريبة من حدودها، ويرجع ذلك جزئيا إلى قربها».

وأضاف «فورد»، الذي يعمل حاليا في معهد «الشرق الأوسط» للأبحاث بواشنطن، أن «واشنطن لن تعمل مع جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وهي ضمن تحالف تلقى دعما تركيا».

وفيما يتعلق بالجماعات الإسلامية الأقل تشددا، أوضح «فورد»: «أعتقد أن الإدارة يمكنها أن تتعايش مع ذلك».

وأعلنت واشنطن وأنقرة قبل أيام، عزمهما توفير الغطاء الجوي للمعارضة السورية المسلحة واجتثاث مقاتلي «الدولة الإسلامية» سويا من القطاع الممتد على طول الحدود التركية مع سوريا مع استخدام الطائرات الحربية الأمريكية للقواعد الجوية في تركيا لشن الهجمات.

لكن يبدو أن التخطيط بدأ للتو والاتفاق على التفاصيل الهامة مثل أي جماعات المعارضة ستتلقى الدعم على الأرض قد يؤجج توترات قائمة بالفعل منذ أمد بعيد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن أسلوب التعاطي مع الأزمة السورية.

  كلمات مفتاحية

سوريا الولايات المتحدة تركيا المعارضة السورية تنظيم الدولة الإسلامية

واشنطن وأنقرة تسعيان لإقامة منطقة آمنة بشمال سوريا

محلل: محاربة تركيا «الدولة الإسلامية» غير قواعد اللعبة وجيشها ثاني أكبر قوة بالناتو

مرشح للرئاسة الأمريكية: بدون تدخل بري لن نتمكن من التأثير على «الدولة الإسلامية»

«نيويورك تايمز»: اتفاق واشنطن وأنقرة لم يتضمن «حظرا جويا» على طيران «الأسد»

«ستراتفور»: تفاهمات تركية أمريكية تمهد لقيام أنقرة بدور أكبر في عمق سوريا

الفرص محدودة أمام قيام منطقة آمنة في سوريا

بلجيكا.. أحكام بالسجن تصل إلى 20 عاما بحق 28 عضوا بـ«الشبكة السورية»

أمريكا تسمح بشن غارات جوية لحماية قوات المعارضة السورية المدربة لديها

روسيا تنتقد خطط واشنطن لتقديم غطاء جوي للمعارضة السورية المدربة لديها

واشنطن تشن غارات «دفاعا» عن المعارضة التي دربتها وتحذر «الأسد» من قتالهم

«ديلي بيست»: واشنطن قررت الاعتماد على القوات الكردية بدلا من المعارضة السورية