كشف مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أن الولايات المتحدة وتركيا لم تتفقا بعد على هوية جماعات المعارضة السورية التي يمكن تقديم الدعم لها، حسب ما نقلت عنهم وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها.
وقال مسؤول كبير بإدارة «باراك أوباما»، مشترطا عدم نشر اسمه: «علينا أن نجلس مع الأتراك لنقرر ذلك»، مشيرا إلى أن هناك جماعات معارضة في سوريا «لن نعمل معها بالقطع».
في السياق ذاته، قال «ديريك تشوليت»، الذي كان مساعدا لوزير الدفاع في إدارة «أوباما»، إن القرارات بشأن أي جماعات تتلقى الدعم لن تكون سهلة أبدا، لافتا إلى أن الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين واشنطن وأنقرة بشأن إستراتيجية العمل بسوريا.
وأضاف «تشوليت»: «في حين تحسن تعاوننا على نحو مطرد، يبدو أن الأزمة الملحة دفعتنا إلى تعاون أوثق، وسيجري التغاضي عن خلافاتنا على الأرجح بدلا من حلها بالكامل».
وتركز واشنطن على القتال في سوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما تهتم أنقرة أكثر بالإطاحة بنظام «بشار الأسد».
وبينما توسع واشنطن من دائرة الجماعات المسلحة في سوريا، التي تعتبرها متطرفة، وترفض التعامل معها، مثل «جبهة النصرة»، لا ترى أنقرة مشكلة في التعامل مع هذه الجماعة في سبيل تحقيق هدف إسقاط «الأسد».
أيضا، تنظر تركيا بريبة إلى مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذين تمكنوا، مؤخرا، من تحقيق انتصارات على تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمالي سوريا، بمساعدة الضربات الجوية، التي تقودها الولايات المتحدة؛ حيث تتخوف تركيا من أن يكون ذلك مقدمه لإنشاء دولة كردية في شمالي سوريا؛ ما قد يشجع الأكراد لديها على خطوة مماثلة.
ولم يدرب الجيش الأمريكي حتى الآن سوى نحو 60 من مقاتلي ما يسميهم بـ«المعارضة السورية المعتدلة»، وهو عدد أقل بكثير من التوقعات، ويرجع ذلك جزئيا إلى متطلبات التدقيق الصارمة التي تستبعد على سبيل المثال المقاتلين الذين هدفهم الأساسي إسقاط «الأسد».
من جانبه، قال «روبرت فورد»، السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، إن تركيا «سيكون لها قول أكبر على الأرجح بشأن الترتيبات الأمنية في المنطقة القريبة من حدودها، ويرجع ذلك جزئيا إلى قربها».
وأضاف «فورد»، الذي يعمل حاليا في معهد «الشرق الأوسط» للأبحاث بواشنطن، أن «واشنطن لن تعمل مع جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وهي ضمن تحالف تلقى دعما تركيا».
وفيما يتعلق بالجماعات الإسلامية الأقل تشددا، أوضح «فورد»: «أعتقد أن الإدارة يمكنها أن تتعايش مع ذلك».
وأعلنت واشنطن وأنقرة قبل أيام، عزمهما توفير الغطاء الجوي للمعارضة السورية المسلحة واجتثاث مقاتلي «الدولة الإسلامية» سويا من القطاع الممتد على طول الحدود التركية مع سوريا مع استخدام الطائرات الحربية الأمريكية للقواعد الجوية في تركيا لشن الهجمات.
لكن يبدو أن التخطيط بدأ للتو والاتفاق على التفاصيل الهامة مثل أي جماعات المعارضة ستتلقى الدعم على الأرض قد يؤجج توترات قائمة بالفعل منذ أمد بعيد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن أسلوب التعاطي مع الأزمة السورية.