كشفت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية عن زيارة إلى روسيا قام بها، مؤخرا، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، الجنرال «قاسم سليماني»، متحديا حظر سفر السفر المفروض عليه بقرار من مجلس الأمن الدولي، والذي يمنعه من مغادرة إيران.

وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، نقلت الشبكة عن مصدرين استخباريين غربيين، إنه في يوم 24 يوليو/تموز الماضي، وقبل أسبوع واحد من استجواب لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ لوزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، حول الاتفاق النووي الإيراني، وصل سليماني إلى موسكو لعقد اجتماعات مع وزير الدفاع «سيرغي شويغو» والرئيس «فلاديمير بوتين».

ووصل «سليماني» إلى موسكو قادما من طهران على متن رحلة تجارية تابعة للخطوط الإيرانية، رقمها 5130، في الساعة 6:50 بالتوقيت المحلي من يوم الجمعة الموافق 24 يوليو/ تموز، وغادرها يوم الأحد التالي الذي وافق 26 يوليو/تموز في الساعة 22:25، وذلك على متن الرحلة رقم 5120. ولم تتضح المسائل التي ناقشها «سليماني» في العاصمة الروسية.

ومنوهة إلى انتهاك روسيا للعقوبات المفروضة على «سليماني» باستقبالها له، قالت «فوكس نيوز»، إن عقوبات الأمم المتحدة لم يتم حتى الآن رفعها عن إيران وقائد «فيلق القدس»؛ حيث وضعت الأمم المتحدة الأخير في إطار قرار مجلس الأمن رقم 1747، الذي يحظر عليه السفر، ويعتبر أي بلد يستقبله متحديا للعقوبات المفروضة عليه. قبل أن تضيف: «روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، ومن المؤكد أن قادتها عندما اجتمعوا مع سليماني كانوا على علم بهذا الحظر».

الولايات المتحدة فرضت أيضا عقوبات على «سليماني».

إذ صنفت واشنطن «سليماني» بأنه «إرهابي»، وفرضت عليه عقوبات في عام 2005؛ لدوره في دعم الإرهاب.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2011، ربطت وزارة الخزانة الأمريكية «سليماني» بالمؤامرة الإيرانية الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة أثناء تواجده في مطعم شعبي بالعاصمة الأمريكية.

ووفق «فوكس نيوز»، فإن «فيلق القدس»، «يعتبر قوات خاصة، تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهو مختص بمهام خارج البلاد، ومسؤول عن دعم وكلاء الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، ويقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي».

ولفتت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن صيت «سليماني» يتزايد كـ«لاعب رئيسي في تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، رغم تأكيدات (وزير الخارجية الأمريكي جون) كيري وآخرين بأن عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية ستستمر على سليماني وفيلق القدس، بعد رفع عقوبات الأمم المتحدة كجزء من الاتفاق النووي».

وتم التقاط صور لـ«سليماني» خلال المعارك الأخيرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، وهو يقود قوات شيعية مدعومة من طهران، مقدما لها المشورة، خاصة في معركة تكريت في مارس/آذار الماضي.

وتنقل الشبكة في تقريرها عن قائد الجيش الأمريكي المنتهية ولايته الجنرال، «راي أوديرنو» قوله عن الجنرال الإيراني في مقابلة حصرية معها: «قاسم سليماني هو الذي قام بتصدير الأنشطة الخبيثة إلى أنحاء الشرق الأوسط كله، وكان لبعض الوقت المسؤول الأول عن قتل الكثير من الأمريكيين، في الحقيقة ما أود أن أقوله إني كنت هناك (الشرق الأوسط) في العامين الماضيين ولاحظت أن غالبية الضحايا جاءت من حلفائه، وليس من السنة أو من تنظيم القاعدة».

وأفادت في تقريرها بأن السيناتور «توم كوتن»، وهو ضابط مشاة في الجيش سابقا، وأحد الذين شاركوا في حرب العراق، طلب من الرئيس القادم لهيئة الأركان المشتركة الجنرال، «جوزيف دانفورد»، في جلسة تأكيد تعيينه، الإجابة عن الكيفية التي تم فيها قتل العديد من الأمريكيين على يد القوات التي تساندها طهران تحت قيادة سليماني.

ثم طالب «كوتن» من «كيري» يوم 29 يوليو/ تموز، وبعد خمسة أيام من زيارة «سليماني» إلى موسكو، بتخفيف العقوبات عن الأخير.

ورد «كيري» مؤكدا: «سليماني لن يعفى من أي عقوبات».