رأى الكاتب البريطاني «مارتن تشولوف» في مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، اليوم السبت، أن المملكة العربية السعودية «تقاتل في الوقت الراهن على جبهتين داخلية وخارجية وكلاهما تمثل خطرا».

وفي مقاله التي عنونه بـ «الرخاء النفطي السعودي ربما يكون في طريقه إلى الجفاف»، أوضح الكاتب أن الجبهة الخارجية، التي تقاتل عليها المملكة، تتمثل في مواجهة نفوذ إيران المتصاعد في المنطقة عبر وكلائها في اليمن والعراق وسوريا لبنان، بينما تتمثل الجبهة الداخلية في تلبية مطالب الشباب الذي قد يتجه لتنظيم «الدولة الإسلامية» إذا رأى أن الدولة لا تلبي ما يحتاجه في ظل الضغوط المادية الشديدة التي تواجهها جراء الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والكلفة المرتفعة لمواجهة النفوذ الإيراني.

وأضاف أن انخفاض أسعار النفط، الذي يعتقد أنه لن يرتفع قبل عامين، ترك آثاره على السعودية؛ حيث انخفض الاحتياطي المالي بنحو 100 مليار دولار خلال عام، ولا زالت المصاعب الاقتصادية متواصلة؛ إذ أن خبر بيع الحكومة سندات بقيمة نحو 27 مليار دولار هذا الأسبوع خير دليل على ذلك.

وبخلاف انخفاض أسعار النفط، الذي يعتمد عليه الاقتصادي السعودي بصورة كبيرة، رأى «تشولوف» أسبابا أخرى للأزمة الاقتصادية التي تواجهها الرياض.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن العائلة الحاكمة في السعودية استخدمت رأس مالها لتقود حربا على نفوذ إيران التي تستعيد عافيتها، وتفوز في معركة النفوذ عبر حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.

ولفت على وجه الخصوص إلى الكلفة العالية للحرب السعودية في اليمن، وكلفة محاولات المملكة ضم أطراف إلى تحالفها هناك.

وينقل الكاتب عن أحد مسؤولي المخابرات، لم يسمه، القول إن السعوديين يشعرون أن الأمريكيين بدلوا مواقفهم في المنطقة، لكن السعوديين إذا انصرفت أنظارهم عن الجبهة الداخلية «فسوف ينتهون».

ويخشى صناع القرار في السعودية أن يتحول الشباب، إذا رأى أن الدولة لا تقدم لهم ما يريدون، إلى التطرف وأن يجد في تنظيم «الدولة الإسلامية» بديلا.

ويرى الكاتب أن الجبهة الداخلية أصبحت مصدرا للقلق أكثر من إيران، خاصة بعد انضمام ما يصل إلى 2000 سعودي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

كما أن هناك خشية في بعض الدوائر في السعودية من أن تراجع النفوذ السعودي لصالح إيران، قد يستغله تنظيم «الدولة الإسلامية» في تحديه لشرعية الحكام في السعودية.

ويختتم الكاتب مقاله برأي لأكاديمي سعودي، لم يذكر اسمه، فحواه أن السعودية «تقاتل لأول مرة على جبهتين داخلية وخارجية وكلاهما يمثل خطرا».