«رأي اليوم»: استعادة قوات التحالف لعدن ولحج إنجاز كبير .. لكن هل يمكن الحفاظ عليه؟

الأحد 9 أغسطس 2015 06:08 ص

نجحت عمليات الإنزال البحري التي نفذتها قوات إماراتية وسعودية خاصة في استعادة مدينة عدن، وإخراج تحالف «الحوثي-صالح» منها، وفتح المطار أمام حركة الطيران المدني والعسكري لأول مرة منذ أشهر، وتجري الاستعدادات لتشكيل جهاز شرطة للإشراف على الأمن في المدينة والقضاء على فوضى السلاح.

استعادة مدينة عدن العاصمة اليمنية الثانية يشكل إنجازا عسكريا وسياسيا بالغ الأهمية لقوات التحالف السعودي، خاصة أن قوات إضافية جرى تشكيلها من اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية، ودول خليجية أخرى، دخلت إلى اليمن عبر منطقة شرورة الحدودية السعودية، مصحوبة بمئات الدبابات والعربات المدرعة، وانخرطت فورا في المعارك إلى جانب القوات التي سيطرت على قاعدة العند الجوية، وأكملت عملية إخراج القوات الحوثية من محافظة لحج.

هذه الإنجازات العسكرية والسياسية يمكن أن تخلق أرضية صلبة للتفاوض للتوصل إلى حل سياسي، وربما هذا ما يفسر دعوة المبعوث الدولي «إسماعيل ولد الشيخ» لوفد «حوثي صالحي» للقائه في العاصمة العمانية مسقط، لبحث مبادرة يحملها، وتتكون من سبع نقاط، أبرزها وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات المتحاربة، ووضع آليات رقابة، وفق القرار الأممي رقم 2216، وتسهيل عمل جمعيات الإغاثة الإنسانية.

الدعم العسكري السعودي الإماراتي لقوات «المقاومة الشعبية» بدأ يعطي ثماره حتما في ظل وجود خلل كبير في موازين القوى لصالح هذه المقاومة، وتشديد الحصار الخانق البري والجوي والبحري الذي يمنع وصول أي معدات عسكرية للطرف الآخر في هذه الحرب، ولكن ما هو غير معروف، كيفية سير المعارك، وحجم الخسائر البشرية في الجانبين في ظل عمليات التقييم الإعلامي، واقتصار التغطية التلفزيونية على إبراز جانب واحد من الحقيقة، وهو جانب قوات التحالف ووسائل الاعلام التابعة له.

هذه الانكسارات التي لحقت بالتحالف الحوثي الصالحي في اليمن ربما تدفعه إلى العودة الى مائدة المفاوضات، والتحلي بالكثير من الواقعية، اذا ما جرى التعاطي معه كطرف يمني أساسي في السلم والحرب، بعيدا عن الإملاءات وأساليب العجرفة والتعالي، مثلما كان عليه الحال منذ بدء الأزمة اليمنية.

معلومات هذه الصحيفة تؤكد أن القوات الخاصة السعودية التي نزلت في منطقة عدن، نجحت في إخراج قوات التحالف «الحوثي-صالح» منها، تكبدت خسائر بشرية لم يتم الاعلان عنها بشكل شفاف، على غرار ما يحدث من تعاطي مع حالات الخسائر البشرية السعودية في مدينتي نجران وجيزان في جنوب المملكة، حتى لا يتم تأكيد التدخل البري السعودي رسميا في هذه الحرب.

المسؤولون الحوثيون يردون على أي أسئلة حول خسارتهم لعدن ولحج وقاعدة العند بأن الحرب «كر وفر»، وليس كل ما يقوله اعلام الطرف الآخر صحيحا، والأيام المقبلة، حسب قولهم، قد تنطوي على مفاجآت خاصة في الجبهة السعودية الجنوبية، حيث تدور معارك شرسة توقع خسائر في الطرفين، وآخرها سقوط ضابط سعودي من قوات الحرس الوطني.

الاستيلاء على عدن ولحج وقاعدة العند على أهيمته لا يعني نهاية المطاف، وغير محفوف بالمخاطر، فهناك قوى يمينة خاصة في الحراك الجنوبي لا تعترف بالرئيس «عبد ربه منصور هادي» رئيسا، وليست مرتاحة مئة بالمئة للتدخل السعودي بشقيه السياسي والعسكري، خاصة أنها مستبعدة حتى الآن من العملية السياسية في اليمن، وتعيين السيد «أبو بكر العطاس» رئيس اليمن الجنوبي سابقا مستشارا للرئيس «هادي»، قد يكون بداية الاعتراف بهذه المشكلة وأخطارها وأعراضها الجانبية، وأحد الحلول لها، ولكنه حل قد يفرخ اعتراضات وحساسيات كثيرة.

بعض الاوساط الدبلوماسية تتحدث عن توصل اللقاء الثلاثي في الدوحة بين وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وروسيا والسعودية إلى تفاهمات مفادها «سوريا لإيران واليمن للسعودية»، ولا نعرف ما اذا كانت هذه المعادلة دقيقة، وفي جميع الأحوال فإن اللاعبين «الصغار» الميدانيين قد يقبلون كل هذه المعادلات والتفاهمات إذا صحت.

إنها حرب استنزاف مادي وبشري للتحالف السعودي بالدرجة الأولى، فقد باتت السعودية سلطة «انتداب» في اليمن، ومسؤولة بالتالي عن حوالي 25 مليون يمني، وربما لسنوات قادمة في ظل انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، وتفاقم العجز في ميزانية هذا العام إلى اكثر من 150 مليار دولار.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية التحالف العربي عدن لحج الحوثي المخلوع صالح الإمارات

«المقاومة الشعبية» تسيطر على مواقع لـ«الحوثيين» في إب وسط اليمن

7 أفكار أممية لإنهاء الحرب في اليمن

الصراع في اليمن بعد تحرير عدن وتقدم المقاومة

التحالف يشرع في تأسيس نواة جهاز للشرطة في عدن

بعد عدن ولحج.. قوات «هادي» تقترب من تحرير تعز

بدء إعادة إعمار عدن والمدينة بحاجة إلى 4 مليارات دولار

مقتل 15 «حوثيا» في مأرب والمقاومة تستعيد آخر معاقلهم في زنجبار

اليمن.. «المقاومة الشعبية» تسيطر على معظم محافظات الجنوب

محافظ عدن: مدينتنا كسرت شوكة المشروع الإيراني

«الخطأ العسكري» الذي ارتكبته قوات التحالف وأدى لمقتل الجنود الإماراتيين

مقتل قائد عسكري كبير موال للمخلوع «صالح» في غارة للتحالف جنوب صنعاء