«فيسك»: فشل «كاميرون» في الشرق الأوسط مستمر منذ تقرير «الإخوان» إلى زيارة «السيسي»

الثلاثاء 11 أغسطس 2015 02:08 ص

اعتبر الكاتب البريطاني المعروف «روبرت فيسك»، سياسة رئيس وزراء بلاده «ديفيد كاميرون» في منطقة الشرق الأوسط «فاشلة»، مشيرا إلى أن هذا الفشل يتوالى من التقرير الذي طلب إعداده عن جماعة «الإخوان المسلمين»، إلى دعوة الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لزيارة بريطانيا.

وقال «فيسك» في مقال له بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس الإثنين، إن «كاميرون غير مناسب للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط، إذ اشتملت سياسته المليئة بالتعثرات والتخبطات، على تقارير متأخرة، وولاءات مرتبكة».

 ومتهكما، رأى «فيسك» أن «كاميرون» هو المفضل بالنسبة له شخصيا، بخصوص العلاقات العامة، إذ إنك «لا يمكن أن تجزم مسبقا ماذا سيكون التعثر التالي له في الشرق الأوسط».

وتابع: «كاميرون، على سبيل المثال، طلب العام الماضي من السفير البريطاني السابق في السعودية السير جون جينكينز، إعداد تقرير عن جماعة الإخوان المسلمين، ممنيا نفسه بأن يتمخض التقرير عن إدانة الجماعة واعتبارها إرهابية، وكان يقول آنذاك: من المهم أن نفهم ما هي معتقداتها بشأن التطرف والتطرف العنيف».

 ومضى «فيسك» قائلا: «كاميرون، صاحب العلاقات العامة، يعلم جيدا أن المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج كانت تكره الإخوان المسلمين، الذين باتوا في مصر يصنفون على أنهم منظمة إرهابية غير مشروعة، وأن تقرير السير جون حول آثام هذه المنظمة كان يقصد منه تملق النظام في الرياض، والذي نتذكر جميعا كيف سارع كاميرون بمجرد وفاة ملكه السابق (عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية) إلى الأمر بتنكيس العلم البريطاني حدادا عليه».

 وقال «فيسك»، إن الرياح لم تأت بما اشتهى «كاميرون»، ولم يتحقق له ما أراده من التقرير، الذي وصفه بأنه «عمل في غاية الأهمية»، إذ لم يخلص التقرير إلى إلصاق تهمة الإرهاب بجماعة «الإخوان المسلمين» التي مضى على تأسيسها 87 عاما، والتي غدت الجماعة الإسلامية الأكبر نفوذا في العالم.

 ومن ملف تقرير الإخوان، إلى دعوة «السيسي» لزيارة بريطانيا، استمر «الفشل» السياسي لـ«كاميرون» في الشرق الأوسط، على حد قول «فيسك»، الذي أشار إلى أنه بدلا من تلك الدعوة، كان على رئيس الوزراء البريطاني أن «يتحدث عن القتل الجماعي لما لا يقل عن 817 من المصريين، ذكورا وإناثا، الذين تعاطفوا مع الإخوان المسلمين، وتظاهروا دعما لهم في ميدان رابعة العدوية في عام 2013، والتي يصادف بالمناسبة أن تحل الذكرى السنوية الثانية لها هذا الأسبوع (يوم الجمعة المقبل)».

وأضاف: «أو كان بإمكان كاميرون أن يناقش المذبحة التي ارتكبت بعد ذلك في محطة رمسيس (وسط القاهرة عام 2013 أيضا)، أو إحراق من يُزعم أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين وهم على قيد الحياة داخل عربة نقل تابعة للشرطة بعد ذلك بأيام».

 وتابع: «كان بإمكان كاميرون حتى أن يبرز الشهادة التي أدلى بها طبيب مصري يعمل في بريطانيا، حصلت للتو على نسخة منها، يروي تجربته حين توجه ليساعد أبناء وبنات بلده في القاهرة في اليوم الذي قتل فيه أكثر من ستين مصريا قبل شهر من مذبحة رابعة، حيث اكتشف هذا الطبيب أن كثيرا من القتلى والجرحى الذين كانوا في النزع الأخير أصيبوا في رؤوسهم بطلقات نارية، ..بعض المصابين كانت رؤوسهم مفجرة».

واستكمل «فيسك» قصته بالقول: «وفي طريقه إلى المستشفى الذي يعمل فيه داخل القاهرة وجد هذا الطبيب جثمان رجل ملقى في الطريق، وقد تعرض لتعذيب شديد، وكانت تنتشر في مختلف أجزاء بدنه علامات تدل على التعذيب بالكهرباء، وكذلك علامات سحق ودعس لا تكاد تخلو منها بقعة من جسده وتزداد كثافة على الفخذين والردفين والظهر والبطن، كما كانت على معصميه علامات تدل على أنه كان موثقا بالحبال».

 ونقل «فيسك» عن الطبيب قوله: «كل بضعة أيام كنا نجد جثثا على قارعة الطريق ملقاة بشكل عشوائي تعرض أصحابها للتعذيب حتى الموت داخل السجون، وكان يلقى بهم في الشوارع بهدف تخويف المتظاهرين وردعهم».

 وتساءل «فيسك»: «متى أو هل سيأتي السيسي إلى لندن؟»، مضيفا بقوله: «لقد عمد الرئيس المشير(السيسي الذي كان وزيرا للدفاع عندما انقلب على محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب لمصر) قبل وقت طويل إلى وضع خصومه الإخوان المسلمين في سلة واحدة مع فصيل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الشرس الذي يقوم الآن بذبح جنوده ورجال شرطته في سيناء ويشن الهجمات على القوارب المصرية في عرض البحر».

وأشار إلى أن هناك «مؤشرات مزعجة على أن جماعة الإخوان المسلمين تعاني من انشقاقات وخلافات داخلية، فإثر ما أصيبت به من عجز على مستوى القيادة ذهب فتيانها يتساءلون ما إذا كان الأفضل لهم أن ينهجوا في التضحية بدمائهم نفس الأسلوب الذي سلكته داعش في ممارستها للعنف».

 كما تساءل «فيسك»: «ألم يكن هناك نظام عربي آخر في عام 2011 وصم معارضيه بالإرهاب، فلم يلبث بعيدا حتى حلت داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في مكانهم« (في إشارة إلى سوريا)»، قبل أن يجيب سؤاله: «نعم، ولذلك ربما يتوجب تأجيل الدعوة التي وجهت للسيسي لزيارة بريطانيا، حينها قد يتمكن كاميرون من إيجاد حفرة رمل داخل وطنه يقلل فيها من إخفاقاته وعثراته».

وسبق أن صرّحت مصادر في رئاسة الوزراء البريطانية، أن «السيسي» تلقى دعوة لزيارة بريطانيا، دون أن تفصح عن موعد الزيارة المرتقبة، في حين توقعت وسائل إعلام بريطانية، أن تتم نهاية العام الجاري.

وعقب ذلك توالت ردود الأفعال الرافضة لتوجيه الحكومة البريطانية، تلك الدعوة لـ«السيسي»، لا سيما أنها جاءت بعد أيام من الحكم على «محمد مرسي»، أول رئيس مصري منتخب، بالإعدام، وهو الرئيس الذي انقلب عليه «السيسي» وقادة الجيش في يوليو/تموز 2013.

  كلمات مفتاحية

السيسي روبرت فيسك الإخوان المسلمين ديفيد كاميرون

«رايتس ووتش»: الأمن المصري أعدم ميدانيا خارج القانون 9 أعضاء في الإخوان

متى يتوقف «كاميرون» عن تعليق فشله في إدماج الجالية المسلمة على شماعة الآخرين؟

«روبرت فيسك»: مصر بين مطرقة جنون عظمة «السيسي» وسندان «الدولة الإسلامية»

انتقادات لبريطانيا بسبب دعوة «السيسي» لزيارة لندن

«روبرت فيسك»: الشرطة البريطانية قد تلاحق مسؤولين مصريين بتهم التعذيب

«أوباما» و«كاميرون» يتباحثان حول الملف السوري وأزمة اللاجئين

مسؤولة في «هيومن رايتس» تعتبر استقبال «السيسي» في بريطانيا «فضيحة»

مصادر: تقرير «الإخوان» سيقدم للبرلمان البريطاني الخميس

«كاميرون»: بريطانيا لن تحظر «الإخوان» لكنها ستكثف مراقبة أنشطتهم

داعية إسلامي في لندن يطالب «كاميرون» بالاعتذار لوصفه بـ«المتطرف»‏