قادت سوق دبي أمس موجة التراجع الكبير في أسعار أسواق المال الخليجية، حيث تراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة فاقت 7.0% وسط مخاوف من حدوث "خضة مؤلمة" في القطاع العقاري بدبي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على المستثمرين السعوديين وأثرياء المنطقة العربية.

وأغلق سوق دبي أمس على انخفاض بنسبة 7.48 نقاط، لينخفض المؤشر إلى 3432 نقطة، فيما يتوقع مستثمرون أن يواصل المؤشر تراجعه إلى 3200 نقطة خلال الأيام المقبلة. وهبط سوق دبي بذلك 700 نقطة منذ بداية التدهور. 

ورغم أن سوق دبي سوق صغير من ناحية القيمة الرأس مالية مقارنة بالسوق السعودي، إلا أنه سوق مؤثر في بقية أسواق المال العربية الأخرى، لأن العديد من الأثرياء الخليجيين يستثمرون في عقارات دبي بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر شراء حصص في شركات العقارات بدبي.

ويرى مستثمرون أن احتمالات انهيار أسعار النفطً، ستعني تراجع المستثمرين الخليجيين عن وضع أموال جديدة في عقارات دبي، وربما يلجأ المستثمرون السعوديون لبيع بعض موجوداتهم العقارية في دبي لأجل الحصول على سيولة، وحماية محافظهم الاستثمارية في السعودية.

وتوقعت مؤسسة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني، في تقرير أصدرته في يونيو/حزيران الماضي، أن تنخفض أسعار العقارات بدبي خلال الشهور المتبقية من العام الجاري وبداية العام المقبل، بنسب تتراوح بين «10 إلى 20%». 

وحسب محللين فإن هذه التقديرات لم تأخذ في الحسبان الانهيار الحالي في أسعار النفط وأزمة الاقتصاد الصيني. وهو ما يعني أن الأسعار ربما تنخفض بنسبة أكبر كثيراً من هذه التقديرات. وتشير الأرقام الأخيرة لمصلحة الأراضي بدبي، إلى انخفاض وصل إلى الثلثين في عدد الصفقات الجديدة المنفذة في العقارات السكنية.

ومنذ بداية العام يتواصل انخفاض المبيعات العقارية. في هذا الصدد تشير مؤسسة الاستشارات العقارية «فيدارأدفايزري»، إلى أن مبيعات الشقق انخفضت بنسبة 3.7% في الأسابيع الأولى من العام الجاري، لتمنح أول مؤشر على تباطؤ النمو العقاري بالإمارة، ثم تلا ذلك انخفاض مبيعات الفلل.

ويشير خبراء عقاريون في لندن إلى ثلاثة عوامل أثرت على عقارات دبي؛ وهذه العوامل هي: انهيار أسعار النفط وغياب الأثرياء الروس الذين أنعشوا عقارات دبي خلال سنوات ما بعد أزمة المال، وقوة الدولار الذي أثر على المشتريات الأوروبية والآسيوية.

وما يقلق أصحاب الاستثمارات العقارية بدبي، أن النفط يواصل التدهور.

وكان مصرف «سيتي غروب» قد قال في مذكرة لعملائه الأسبوع الماضي أن «سعر 32 دولاراً للبرميل، أصبح أمراً واقعاً».

وحذر مصرف «بانك أوف أميركا ـ ميريل لينش» الاستثماري في تقريره الأخير من احتمالات تراجع كبير في أسعار عقارات دبي، وأن تواجه الإمارة بعض الصعوبات في إعادة جدولة بعض الديون. 

ويذكر أن خام برنت، الخام القياسي البريطاني، الذي يعد الخام المرجعي لمعظم أنواع النفط العربية، تراجع بنسبة 7% في تعاملات ختام الأسبوع يوم الجمعة ليصل إلى 45.46 دولارا للبرميل، كما أنهى خام غرب تكساس تعاملات الأسبوع الماضي على خسائر بنسبة 4.8% عند 40.45 دولارا للبرميل، مسجلاً بذلك أدنى إغلاق منذ مارس/آذار 2009. 

ويذكر أن مؤشرات الأسهم الخليجية تراجعت بنسب متفاوتة يوم الأحد ، حيث واصل المستثمرون الهروب من الأسهم بحثاً عن ملاذات آمنة أخرى.