منذ الحملة التي أعلنها التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عقب سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، حاول التنظيم العمل على تقديم خدمات صحية للسكان الذين يخضعون لسلطته، والمحافظة على صورته أمامهم، وسد الذرائع التي تشجع على النزوح من الموصل، بحسب ما قال مصدر عشائري، عرف نفسه باسم «أبو فيصل اللهيبي» لصحيفة «القدس العربي».
وبرزت الحاجة الملحة للاهتمام بالقطاع الصحي، بعد سقوط ضحايا مدنيين؛ بسبب القصف الجوي.
وأضاف «اللهيبي»: “يتركز القصف على الأهداف التي تثير شكوك التحالف، أو التي يتم تقديم معلومات عنها من قبل المتعاونين معه، بأنها تعود لتنظيم الدولة الإسلامية، لكن معظم الضربات لا تحقق أهدافها إنما يتضرر منها سواء بالقتل، أو الإصابات، لدى السكان العاديين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون تحت سلطة تنظيم الدولة الإسلامية».
وتشكو البنى التحتية للقطاع الصحي من تراجع في تقديمها للخدمات في عموم مدن العراق، ومدينة الموصل ليست استثناءاً منها.
ومع ازدياد تعرض السكان للإصابات جراء الضربات الجوية: شرع التنظيم في برنامج لبناء العديد من المؤسسات الصحية لتلبية حاجات السكان في مركز المدينة، والمدن المجاورة، وتلافي آثار الحصار الذي تفرضه الحكومة العراقية على حركة الدخول إلى المدينة والخروج منها، سواء للأفراد أو الأغذية والوقود، أو المستلزمات الطبية والدوائية»، بحسب مصدر مطلع في ديوان الخدمات، رفض الكشف عن اسمه.
وعن أهم الإجراءات التي ينوي «الدولة الإسلامية» اتخاذها لتقديم الخدمات الطبية بالشكل الذي يسد حاجة السكان، قال المصدر المطلع: «بالتعاون مع ديوان التعليم، يقوم الفريق الهندسي في ديوان الخدمات ببناء مستشفى تعليمي كبير يتم العمل على إنجازه بأسرع وقت ممكن، وسيكون أكبر مستشفى في ولاية نينوى، وسيتم تجهيزه بأحدث الأجهزة، وكادر على درجة عالية من الخبرة، وهناك فترة زمنية محددة لإتمام المشروع، ولن تكون طويلة».
وبخصوص إنشاء مؤسسات صحية أخرى، تابع المصدر: «لقد تم افتتاح عدة معامل أدوية بدأت العمل منذ فترة، وتنتج مختلف أنواع الأدوية الشائعة والمغذيات، وتقوم بتوزيعها والتعامل بها بعد خضوعها لاختبارات عدّة، وتتصاعد وتيرة الإنتاج لتغطية كافة احتياجات مدن ولاية نينوى، وهناك مشاريع أخرى يتم التخطيط لها في عدة مناطق كمستوصفات وعيادات في كل منطقة ومراكز صحية».
ورداً على سؤال حول حقيقة التمويل لهذه المشاريع قال: «يتم تمويل هذه المشاريع من بيت مال المسلمين بالكامل، وتحت إشراف لجنة مختصة من بيت المال تقوم بالإنفاق عليها».
وختم المصدر المطلع حديثه بالقول: «هناك مشاريع في مختلف المجالات قيد الإنجاز، لكن القطاع الصحي دائما له الأولوية على ما سواه نظرا لتعرض أراضي الدولة الإسلامية وسكانها إلى ضربات جوية مستمرة تؤدي إلى سقوط المزيد من الجرحى الذين هم بحاجة إلى مثل هذه الخدمات كي لا يضطروا إلى المغادرة خارج هذه المدن لأغراض العلاج».