قالت الخارجية الروسية إن موسكو لم تخف قط حقيقة تزويد نظام «بشار الأسد» بمعدات عسكرية بهدف محاربة «الإرهاب».
يأتي ذلك بينما كشفت صحيفة لبنانية أن خبراء روس يعملون منذ أسابيع على توسيع بعض مدارج إقلاع وهبوط الطائرات في المناطق الساحلية في سوريا.
وأكد وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، لنظيره الأمريكي، «جون كيري»، أن بلاده لم تخف أبدا تزويدها دمشق بمعدات عسكرية «لدعمها في مكافحة الإرهاب».
ونقل موقع «روسيا اليوم» الحكومي عن «ماريا زاخاروفا»، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، القول اليوم الإثنين، تعليقا على المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين الوزيرين، أمس الأول السبت: «خلال المكالمة، استوضح كيري من لافروف بشأن الوضع المتعلق بالمساعدات الروسية للحكومة السورية لدعم الأخيرة في مكافحة الإرهاب. وأكد لافروف أن الجانب الروسي "يقدم مثل هذه المساعدات دائما ، وقدمها في السابق ، كما أنه لم يخف أبدا تزويده السلطات السورية بمعدات قتالية بغية مكافحة الإرهاب».
ولم يعرف ماذا تقصد موسكو بـ«الإرهاب»، لكن نظام «الأسد» يطلق لقب «إرهابيين» على مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون نظامه منذ قيامه بقمع ثورة شعبية اندلعت ضده في مارس/آذار 2011.
وكان «كيري» أبلغ نظيره الروسي، السبت الماضي، أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بشأن التقارير بأن موسكو تتحرك باتجاه حشد عسكري كبير في سوريا ينظر له على نطاق واسع بأنه يهدف إلى تعزيز نظام «الأسد».
وروسيا هي حليف مهم لـ«الأسد»، وتبرر قمعه للثورة الشعبية؛ ما تسبب في مقتل ربع مليون شخص.
في سياق متصل، قالت صحيفة لبنانية إن خبراء روس وصلوا سوريا قبل أسابيع يستطلعون الأوضاع في قواعد جوية، ويعملون على توسيع بعض مدارج الإقلاع والهبوط ولا سيما في الشمال، رغم أن موسكو لم تلب طلبا سوريا بعد بالحصول على طائرات هليكوبتر مقاتلة.
ونقلت صحيفة «السفير» عن مصدر سوري (لم تكشف عن هويته) قوله، اليوم الاثنين، إنه لم يكن هناك «أي تعديل جوهري» في القوات الروسية على الأرض في سوريا، وإن القوات «لا تزال تعمل في إطار الخبراء والمستشارين والمدربين».
وفي سياق آخر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية، اليوم، إن بلاده تلقت طلبا من الولايات المتحدة لمنع روسيا من استخدام المجال الجوي اليوناني في نقل مساعدات إلى سوريا.
وأضاف أن الطلب قيد البحث، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وكانت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إن اليونان رفضت الطلب الأمريكي.
ويوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إن بلاده دربت الجيش التابع لنظام «بشار الأسد»، ودعمته لوجيستيا، في أول اعتراف رسمي من موسكو بتورطها في القتال في هذا البلد العربي، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.
ومعلقا على تقارير أفادت بانتشار القوات الروسية في سوريا، أوضح «بوتين» أن مناقشة التدخل العسكري المباشر «أمر سابق لأوانه»، لكنه لا يستبعد اتخاذ مثل هذه الخطوة في المستقبل.
ومنذ فترة طويلة، تعد روسيا من أكبر موردي السلاح للنظام السوري.
وتتزايد التوقعات بأن روسيا وسعت بشكل كبير تورطها في القتال في سوريا خلال الشهور الأخيرة، ويشمل ذلك إمداد نظام «الأسد» بشحنات من الأسلحة المتطورة، وقطع الغيار للأسلحة التي بحوزته بالفعل، وزيادة أعداد المستشارين العسكريين الروس في سوريا.