أعلنت واشنطن، أمس الخميس، أن الأمر يرجع للحكومة العراقية فيما إذا أرادت السماح للطائرات الروسية التي تنقل مساعدات عسكرية إلى سوريا باستخدام أجوائها.
جاء هذا خلال رد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية «جون كيربي»، أمس، على سؤال حول إذا ما كانت واشنطن ستعترض على استخدام روسيا للأجواء العراقية في نقل مساعداتها إلى نظام «بشار الأسد» في سوريا.
وقال «كيربي»: «بالنسبة للتحليق في أجواء العراق، فهي أجواء عراقية، وأجواء سيادية عراقية، يعود أمر تنسيقها إلى الحكومة العراقية».
وتقود الولايات المتحدة حملةً دوليةً للحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، تشاركها فيها أكثر من ستين دولة، منها حلف عسكري يقوم بتدريب القوات العراقية المسلحة وتوجيه ضربات جوية لأهداف تابعة للتنظيم في البلدين.
وأوضح المسؤول الأمريكي، أن مشكلتهم مع الروس لا تكمن في استخدام الأجواء العراقية ولكن «مشكلتنا (مع روسيا) هي استمرار الدعم المادي لنظام الأسد».
ومنذ فترة بدأت تقارير إعلامية تتحدث عن قيام الروس بإرسال معدات عسكرية وطائرات حربية ومقاتلين لدعم النظام السوري في حربه مع «الدولة الإسلامية» الذي صار يسيطر على أجزاء أكبر بكثير من تلك التي يسيطر عليها النظام نفسه.
وأضاف اللواء البحري في الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن، «بالنسبة لطائراتنا التي تحلق لدعم عمليات التحالف (الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية») فوق العراق، فنحن ننسق كل شيء من خلال الحكومة العراقية».
ورفضت بلغاريا مؤخراً السماح لروسيا باستخدام أجوائها في الذهاب إلى سوريا، ما وجه الأنظار إلى العراق الذي يمكن أن يصبح ممراً للمساعدات الروسية إلى «الأسد». بيد أن تحليق قوات التحالف فوق الأجواء العراقية والسورية مع احتمال وجود الطائرات الروسية في الوقت نفسه، قد يعقد الاجواء ويخلق مشاكل جمة.
وتستخدم روسيا ممر بلغاريا-اليونان أو تركيا للوصول إلى سوريا بيد أن رفض تركيا وبلغاريا قد يجبرانها على البحث عن طريق ثالث يتمثل باستخدام بحر قزوين مروراً بإيران والعراق.
وكان البيت الأبيض الأمريكي قد أعلن في وقت سابق من يوم أمس، أنه سيرحب بـ«دور روسي بناء» في جهود محاربة «الدولة الإسلامية»، حيث ذكر متحدث البيت الأبيض «جوش إيرنست»، أمس، أن بلاده «تأمل» أن يلعب الروس هذا الدور.
وأوضح «إيرنست» في الموجز الصحفي للبيت الأبيض من واشنطن «كثيراً مايكون من الصعب أن يتم تقييم واضح لنواياهم (الروس) بالتحديد، لكننا بصراحة، سنواصل اتصالاتنا المستمرة [...] ولقد كنا واضحين بخوص موقفنا عندما يتعلق الأمر بتقييمنا للأولويات في المنطقة».
وتابع موضحاً «سنعارض أي عمليات في سوريا تساعدة على تقوية النظام لتصعيد الصراع».
هذا وعلق «بيتر كوك» متحدث وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ، في الموجز اليومي للوزارة من واشنطن، أمس، قائلاً إن «البنتاغون يراقب عن كثب»، التقارير التي تتحدث عن تقديم روسيا، المساعدات إلى الحكومة السورية، واصفاً هذه القضية بأنها «غير مفيدة».