قال وزير الخارجية الإمريكي «جون كيري» إن بلاده «ستقف ضد سجن الإصلاحيين المسالمين، وإسكات المعارضة المشروعة، أو سن التشريعات التي تنتهك حريات العبادة والكلام والصحافة».

جاء ذلك في عدة تغريدات نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية باللغة العربية، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الأربعاء، عقب لقاء «كيري» بنظيره الإماراتي «عبد الله بن زايد» في لندن.

وأضاف «كيري»: «ستواصل أمريكا الوقوف والتحدث مع الحكومات التي تضيق الخناق على مجتمعاتها المدنية».

وتابع: «هذا تذكير قوي بأن المجتمع المدني القوي والمستقل هو نقطة انطلاق أساسية لدولة قوية ومستقلة»، مشيرا إلى أن «موضوع الأمم المتحدة هذا العام توفير حيّز للمجتمع المدني».

ورأى مراقبون أن هذه التغريدات عبارة عن رسالة موجهة بشكل مباشر لحكومة الإمارات بعد الكم الهائل من الاعتقالات التي طالت ناشطين سياسيين مدنيين وتوضيح لموقف أمريكا من هذه الممارسات غير الداعمة للحرية و النشاط المدني.

وكانت الخارجية الأمريكية قد ذكرت أن «كيري» بحث مع وزير الخارجية الإماراتي مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية والثنائية.

وتتهم الكثير من المنظمات الحقوقية والدولية الإمارات بالتنكيل بالمعارضين والناشطين السياسيين وممارسة الإخفاء القسري ضدهم وكذلك تعذيبهم.

وحتى اللحظة يقضي حبس أغلب المحكوم عليهم في قضية «الإمارات 94» مدد محكومياتهم في سجن الرزين أو المعروف بـ«غوانتنامو الإمارات»، وهو أسوأ السجون الإماراتية نظرا لسوء سمعته، إلا أن السلطات الإماراتية لم تحرك ساكنا أمام المطالب الدولية المنادية بتحسين ظروف السجناء.

وتواصل سلطات سجن الرزين ممارستها القمعية ضد سجناء الرأي والمعارضين خاصة المتهمين منهم في قضية «الإمارات 94»، إذ أنها سلطت عليهم عقوبات قاسية وحرمتهم من حقوقهم الأساسية لأبسط الأسباب. ويخضع السجناء لاضطهادات عديدة.

وعددت الهيئات التجاوزات والانتهاكات في الحبس الانفرادي في ظروف لا إنسانية بدون فراش أو غطاء، وتفتيش منتظم بدون احترام الحرمة الجسدية والكرامة الإنسانية، ومواصلة سياسات التجويع بتقديم كميات صغيرة من الأكل ومنع السجناء من شراء الطعام.

وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها عرضته أمام مجلس حقوق الإنسان عن 200 حالة تعذيب في سجون الإمارات.

ودأبت منظمات حقوق الإنسان على اتهام أجهزة الأمن الإماراتية باتباع سياسة الإخفاء القسري مع معتقلين إماراتيين ومقيمين على حد سواء.

وكشفت منظمة العفو الدولية، في بيان العام الماضي، عن مجموعة من الانتهاكات في سجون الإمارات منها تعرَّض السجناء للضرب، ووضع بعض السجناء في الزنازين الانفرادية بدون ماء وطعام كاف، ومنع العائلات من الزيارة، وعدم تزويدهم بأدوات النظافة لأشهر، وكذلك تقليص كمية الوجبات وعدم السماح لهم بشرائها ولا بشراء الطعام والماء بسبب إغلاق مخزن السجن، إضافة لفقد السجناء الكثير من وزنهم.