قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن نحو 200 معتقل في دولة الإمارات العربية المتحدة يتعرضون للتعذيب على يد جهاز الأمن، في ظل صامت كامل من الدولة الغربية حيال ذلك، مشيرة إلى أن الإمارات تشتري صمت الغرب على انتهاكاتها ضد المعتقلين بالمصالح التجارية.

وأضافت الصحيفة أن الدول الغربية تستمر في استمرار العلاقات التجارية والتعاون الأمني مع الإمارات، حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان.

وأوضحت أنه في أعقاب الربيع العربي، صعدت الإمارات حملة الاعتقالات ضد المعارضين من المواطنين والأجانب، ووجهت لبعضهم تهم التحريض على الفتنة.

والأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات الإماراتية الأكاديمية «ناصر بن غيث»، دون توجيه أي اتهامات له، وذلك في أحدث حلقات سلسلة الاعتقالات والاحتجازات والانتهاكات التي تقوم بها الحكومة ضد معارضيها ومنتقديها.

وأوضحت «الغارديان» في تقريرها، أن معتقلى الرأي الـ«94» يعدون أبرز الذين تشير المؤسسات الحقوقية إلى أنهم يتعرضون للانتهاكات الحقوقية والتعذيب وضروب المعاملة القاسية التي كان أحدثها وضع المعتقل «خليفة النعيمي وعلي عبد الله الخاجة في الحبس الانفرادي إلى جانب قضية جديدة لا تزال قيد المحاكمة السياسية والمعروفة بخلية شباب المنارة» المتهم فيها 41 من جنسيات مختلفة بينهم إماراتيون، بتأسيس وإدارة جماعة إرهابية.

وأشارت إلى أنه «رغم السجل الحقوقي الإماراتي المثقل بكل صنوف الانتهاكات، إلا أنها تُصر على  تقديم نفسها على أنها عضو فاعل في الأسرة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، ليس  لمحاربته، وإنما لتكون مشاركتها في مسألة تهم المجتمع الدولي وغطاء يحجب انتهاكاتها الحقوقية الداخلية، وفق ما يتهمها به ناشطون إماراتيون وخليجيون».

ولفتت الصحيفة إلى قضية المواطن الكندي من أصل ليبي «سليم العرادي» المعتقل منذ 362 يوما، والذي اعتقلته السلطات الإماراتية من أحد الفنادق في أغسطس/آب الماضي، دون توجيه اتهامات وسط تقارير تفيد تعرضه للتعذيب كما حدث مع شقيقه «محمد العرادي» الذي أفرج عنه مؤخرا.

وذكرت أنه في نفس الليلة التي اعتقل فيها «سليم العرادي»، اعتقل كذلك نحو 9 ليبيين بينهم شقيقه «محمد» بتهمة الاتصال بالإخوان المسلمين في ليبيا وذلك في محاولة لاستخدامهم كأداة للضغط على الفصائل التي لا تتفق معها الإمارات في ليبيا.

وفي ذات السياق، فإن الدولة تبذل جهودا كبيرة حاليا بالتنسيق مع نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح  السيسي» للتدخل عسكريا في ليبيا ضد الثوار الليبيين المحسوبين على الإسلام الوسطي بذريعة محاربة «الدولة الإسلامية»، رغم تأكيد الثوار أن القدرات الليبية الذاتية قادرة على التصدي للجماعات المتطرفة، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوق إنسان وباحثين أن نمط الاعتقالات التعسفية والتعذيب ظهر في الإمارات منذ 2012، وهو نمط مستمر هناك حتى الآن.

وأشار حقوقيون غربيون إلى أن هناك توثيق لحالات تعذيب في الإمارات فضلا عن وجود سجن تابع لأمن الدولة، وسط توقعات باعتقال ما بين 100 إلى 200 شخص هناك منذ 2012، وكثير منهم ليس له علاقات سياسية.

واتهم حقوقيون الإمارات بأنها تحاول أن تظهر نفسها على أنها دولة حديثة وتتخفى وراء برج خليفة وبرج العرب بينما تسيء معاملة الأبرياء، وفقا للصحيفة.