يعرفه أكثر من أي بلد آخر.. هكذا سيواصل بايدن نهجه تجاه العراق

الأحد 15 نوفمبر 2020 01:31 ص

في كتابه الصادر عام 2017 بعنوان "اوعدني يا أبي"، يقول "جو بايدن"، الذي سافر إلى العراق أكثر من 20 مرة كعضو بارز ورئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ثم نائبا للرئيس الأمريكي "باراك أوباما": "العراق أكثر القضايا إحباطا خلال 40 عاما من العمل في العلاقات الخارجية"، مؤكدا أن الجهود المبذولة لتعزيز "الحكم الرشيد" هناك كانت تستغرق وقتا طويلا وتستنزف الموارد وكانت مهمة شبه مستحيلة في النهاية.

لكن "بايدن" لم يستسلم للتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة في العراق في ذلك الوقت، ومن غير المرجح أن يفعل ذلك كرئيس.

وتابع في كتابه: "لم أكن مستعدا للتخلي عن المهمة"، واصفا التدخل الأمريكي في العراق بأنه "قضية نبيلة".

وبخصوص دعم "بايدن" لقرار حرب العراق عام 2003، أخطأ المعارضون السياسيون في وصفه بأنه "دعم الحرب".

لقد كان "بايدن" بجانب السيناتور الجمهوري "ريتشارد لوجار" والسيناتور الجمهوري أيضا "تشاك هاجل"، حين قدموا قبل أسابيع من قرار الحرب قرارا بديلا لإبطاء ما اعتبروه اندفاعا إلى الحرب من قبل إدارة "بوش".

وفشلت تشريعاتهم بسبب معارضة كل من الديمقراطيين الذين لا يريدون أي تدخل في العراق على الإطلاق، وأولئك في مجلس الشيوخ الذين دعموا إدارة "بوش" بشأن خوض الحرب في العراق.

وفي كتابه الصادر عام 2007 بعنوان "وعود للوفاء بها"، كتب "بايدن" أنه ارتكب خطأ في التقليل من شأن خداع وعدم كفاءة إدارة الرئيس "جورج دبليو بوش" في التخطيط لعراق ما بعد الحرب. 

واعتبر "بايدن" أن فشل "بوش" في العراق أصبح فشلا لأمريكا، لكنه ألقى بنفسه وسمعته في محاولة لتحسين سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق من خلال قيادته للجنة العلاقات الخارجية ثم كنائب للرئيس.

دبلوماسية العلاقات الشخصية

قال "هاجل" الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال إدارة "أوباما": "رغم شكوك بايدن بشأن حرب العراق لم يمنعه ذلك ​​من محاولة إعادة ضبط سياساتنا في العراق بعد افتقار إدارة بوش الكارثية للتخطيط لما بعد الحرب".

وأضاف: "كان الأمريكيون يموتون في العراق، وكان تحول العراق إلى دولة فاشلة سيكون كابوسا للسياسة الأمريكية في المنطقة.. وقد تولى بايدن المسؤولية كرئيس للجنة العلاقات الخارجية ثم نائب الرئيس ليضعنا على مسار أفضل".

وفي الوقت الذي كان فيه المعلقون في الولايات المتحدة وفي الخارج يخشون من تراجع أمريكي في الشؤون العالمية، كان التحالف المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" بمثابة شهادة على استمرار قدرة أمريكا على القيادة، والجمع بين الدبلوماسية الدولية والشراكات الإقليمية، والتنسيق السلس بين القادة المدنيين والعسكريين.

وحظي هذا الجهد بدعم من الحزبين، عبر إدارتين، وكان نجاحا غير مشروط.

ونشأت شراكة أقوى بين الولايات المتحدة والعراق بسببها، والآن يعمل "بايدن" على تكثيف التعامل مع العراق مرة أخرى، وهذه المرة كقائد أعلى.

وفي "وعود للوفاء بها"، يناقش "بايدن" أهمية السفر والعلاقات الشخصية في الشؤون الخارجية، ويظهر ذلك في سياسته تجاه العراق. وكنائب للرئيس، أجرى "بايدن" مكالمات مع القادة العراقيين في عام واحد أكثر مما فعل مع أي بلد آخر.

وقال في الكتاب: "من المهم قراءة التقارير والاستماع إلى الخبراء. والأهم من ذلك هو القدرة على قراءة الأشخاص في السلطة. لقد كان الاستماع عن كثب إلى هؤلاء القادة نافذة رائعة على الدبلوماسية القائمة على العلاقة الشخصية الحميمة".

ويعرف "بايدن" الذي دافع في الماضي عن نهج فيدرالي لا مركزي للحكم في العراق، التحديات التي يواجهها العراق.

وبالنظر إلى استثماراته في البلاد خلال حياته المهنية، يبدو من غير المرجح أن يترك "بايدن" العراق ينجرف بعيدا في عهده.

وأشار الرئيس العراقي "برهم صالح" إلى "بايدن" باعتباره "صديقا وشريكا موثوقا به في قضية بناء عراق أفضل"، وأعرب رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" عن رغبته في العمل معه على "تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط العراق بالولايات المتحدة، بناء على القيم المشتركة للتغلب على التحديات".

وقال "هاجل": "يعرف بايدن العراق وقادته أفضل من أي شخص في الحكومة". وأضاف: "أتوقع أنه سيبقى ملتزما بالعمل مع الرئيس العراقي صالح ورئيس الوزراء الكاظمي لتعميق الشراكة الأمريكية العراقية".

الدعم الأمريكي والدولي

ويعتمد العراق على دعم الولايات المتحدة والشركاء الدوليين.

وكانت زيارة "الكاظمي" لواشنطن لإجراء الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق في أغسطس/آب بداية لـ"فصل جديد" في العلاقات الأمريكية العراقية.

وتعمل فرنسا مع الأمم المتحدة على تعزيز مفوضية الانتخابات العراقية، وهو أمر حيوي لتطبيق قانون انتخابي جديد استعدادا للانتخابات المزمع إجراؤها في يونيو/حزيران 2021.

وتعكس مجموعة الاتصال الاقتصادي العراقي، التي تأسست الشهر الماضي، وتشمل مجموعة الدول السبع، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ووزارة المالية العراقية، والبنك المركزي العراقي، ولجنة المالية، خطوة عملاقة لدعم الاقتصاد العراقي الهش.

ولا ننسى التقدم الذي تم إحرازه في العلاقات العراقية السعودية، وهي أولوية بالنسبة لـ"الكاظمي" والولايات المتحدة، بالرغم من معارضة بعض الأوساط السياسية المتحالفة مع إيران.

ولا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل تهديدا، وكذلك الميليشيات المدعومة من إيران. 

وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لقي 11 شخصا مصرعهم وأصيب 8 آخرون في تبادل لإطلاق النار بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية جنوب غرب بغداد، وهو أكبر هجوم من نوعه ينفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ شهور.

ولا يزال الاقتصاد العراقي في أزمة، ويعاني مع باقي اقتصادات المنطقة من انخفاض أسعار النفط وآثار وباء "كوفيد -19"، ما ساهم في زيادة تعاطي المخدرات وتهريبها هناك.

المصدر | المونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات العراقية الأمريكية تنظيم الدولة الإسلامية غزو العراق جو بايدن مصطفى الكاظمي العراق

مصادر: خامنئي أمر بوقف الهجمات على المصالح الأمريكية بالعراق

مايكل هيرتسوج: إيران وليس فلسطين ملف خلاف متوقع بين إسرائيل وإدارة بايدن

قيادات سنية عراقية تدعو بايدن لدعمها بالحصول على حكم ذاتي بمناطقهم

بايدن يعلن أول أعضاء إدارته الثلاثاء.. وبلينكن الأقرب للخارجية

أزمات متصاعدة.. العراق أمام مفترق طرق

ماذا يعني انسحاب القوات الأمريكية بالنسبة للعراق؟

المحادثات الأولى منذ تولي بايدن.. مراجعة الحوار الاستراتيجي مع العراق أبريل المقبل

قائد فيلق القدس ينهي لقاءات مع قادة عراقيين في بغداد

بايدن بعامه الأول.. أغضب بن سلمان وطمأن السيسي وخالف ترامب بملف الخصوم