صحيفة مصرية معارضة تزعم تمويل الإمارات مشروع إغراق حدود غزة بالمياه

الأربعاء 23 سبتمبر 2015 11:09 ص

فيما يواصل الجيش المصري ضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب عملاقة بين قطاع غزة ومصر في محاولة لتدمير أنفاق التهريب أسفل الحدود، عبر إغراقها، تداول نشطاء مصريون تسجيلا مصورا قديما لرئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» وهو يؤكد أنه صاحب فكرة إغراق حدود رفح بالمياه لتدمير الأنفاق بين غزة ومصر، ونشرت صحيفة مصرية معارضة تقريرا يؤكد دور الإمارات في توفير التمويل اللازم لذلك.

وبدأ الجيش المصري قبل أيام، بإغراق الحدود مع غزة بالمياه ما تسبب بتدمير جزئي لبعض الأنفاق، بحسب مصادر فلسطينية، بيد أن الجيش المصري لم يعلن أي شيء عن هذه العملية.

واستنكر «سامي أبو زهري» الناطق باسم «حماس» موقف رئيس السلطة «محمود عباس»، الذي أكد رسمياً بأنه هو من نصح المسئولين المصريين بهذه الخطوة، وهو ما يعتبر « دليلاً إضافياً على دور محمود عباس في حصار غزة وخنقها»، وفق قوله.

وأكد «أبو زهري» في تصريح، الأحد، رفض حركته المطلق للمشروع المصري بإقامة برك للمياه المالحة على طول حدود قطاع غزة مع مصر؛ لما يمثله من خطورة كبيرة على المياه الجوفية وتهديد لعدد كبير من المنازل على الجهة الفلسطينية، مؤكدا أن حركته أجرت اتصالات رسمية مع مصر لوقف ضخ الجيش المصري لمياه البحر في باطن أرض مدينة رفح الحدودية.

وتزامن هذا مع نشر صحف مصرية معارضة تقارير عن تفاصيل عملية إغراق الحدود، حيث نقلت صحيفة «الشعب الجديد» عن «إبراهيم المنيعى»، رئيس اتحاد قبائل سيناء، تأكيده بدء الجيش بالفعل في حفر قناة مائية على حدود سيناء مع قطاع غزة، بطول يمتد إلى 13 كيلوا متراً، وعمق يتراوح بين 6 إلى 8 أمتار، وحفر أنفاق كبيرة جداً تمتد لكيلومترات عدة على الحدود لإغراقها بالمياه.

وقال «المنيعى» أن الجيش المصري «يعمل في هذا الموضوع بسرية تامة نظراً لأن المنطقة التي يعمل بها الجيش محظور التواجد فيها، وعليها أسلاك شائكة، وبالتالي هناك صعوبة في معرفة ما يدور داخل هذا الجانب من سيناء».

تمويل إماراتي

وقالت جريدة «الشعب الجديد» أنها حصلت على تقرير إعلامي من مصدر رفيع المستوى كان قد نشر في احدى وكالات الأنباء العراقية بتاريخ 1 فبراير/شباط 2014، يزعم أن دولة الإمارات تستعد لتمويل حفر قناة مائية على طول حدود غزة مع مصر، وأنه تم رصد ما يقرب من 350 مليون دولار لتغطية تكلفة العملية، وتعويضات لأهالي رفح الذين جري تهجيرهم وهدم منازلهم في المنطقة لإقامة هذه القناة المائية. بيد أنه تعذر التحقق من صدق مزاعم الصحيفة المعارضة المصرية حول تمويل الإمارات تكاليف هذه القناة.

وبحسب التقرير، جري تحديد موعد المرحلة الأخيرة لهذا المشروع في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري 2015 وهي تركيب توربينات ضخمة تقوم بضخ مياه البحر إلى داخل القناة المائية، وهو ما يتوافق مع ما أعلن عنه من ضخ مياه في أنابيب لهذه القناة وتدمير الانفاق عبر تشبعها بالمياه.

وفي 26 مايو/أيار 2010 تقدم نائب برلماني سابق، بطلب إحاطة إلى «أحمد نظيف» رئيس الوزراء المصري في عهد الرئيس السابق «مبارك»، و«أحمد أبو الغيط» وزير الخارجية الأسبق ، حول اتجاه إسرائيل إلى حفر قناة مائية على الحدود بين مصر وقطاع غزة، محذرا من أن هذا سيزيد من ملوحة مياه الآبار في شمال سيناء، وتأثيرها البيئي المدمر على الزراعة والري في شمال سيناء، ولكن جري تجاهل الطلب حينئذ.

وقال فلسطينيون لوكالة الأناضول: إن المياه التي ضخها الجيش المصري تسببت في غمر عدد كبير من الأنفاق على الحدود مع مصر، مما أدى لحدوث انهيارات جزئية في عدد من الأنفاق.

وقال عامل فلسطيني بأحد الأنفاق يُدعى «عاصف موسى»: «نعمل منذ ساعة مبكرة من فجر الجمعة على سحب المياه التي غمرت النفق خشية تعرضه للانهيار، ولكن كميات المياه التي ضخها الجيش المصري كبيرة جدا، ولن ننتهي من عملنا قبل المساء».

وأعرب «موسى» عن خشيته من أن كميات المياه الكبيرة التي ضخها الجيش المصري قد تتسبب في انهيارات أرضية بالمنطقة الحدودية، وهو ما قد يعرض حياة الفلسطينيين الذين يقطنون في تلك المنطقة للخطر، فقد تنهار منازلهم في أية لحظة.

الإمارات في مواجهة غزة وحماس

ويقول خبراء ومحللون أن هناك سوابق تاريخية عن أدوار مشبوهة للإمارات في خنق غزة، تعزز هذه المعلومات عن دورها في توفير التمويل اللازم لإغراق الانفاق ومزيد من حصار غزة أبرزها ما يلي:

أولا: تعاونها في قتل «المبحوح» على أراضيها

ففي أبريل/نيسان 2014 الماضي كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن العلاقات السرية بين الإمارات وإسرائيل عبر مكتب مصالح غير معلن يديره «أنور قرقاش» وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، وأكدت أن حسابا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر باسم «مخلص الإمارات» كشف التفاصيل الكاملة لخطوط الاتصال السرية التي يديرها «قرقاش» الذي يمتلك عددا من وسائل الإعلام لتحقيق التعاون السري مع إسرائيل.

وكشفت عن استخدام مكتب «قرقاش» لعضو الكنيسيت أحمد الطيبي كحلقة الاتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، لافتة الى أن مهام «الطيبي» تشمل ترتيب زيارات أسبوعية لرجال أعمال إسرائيليين الى دبي.

وقالت إن صفحة تويتر نجحت أيضا في تسريب أدلة جديدة حول تورط «ضاحي خلفان» في اغتيال «محمود المبحوح» القيادي في حركة حماس الذي تم تصفيته جسديا في 19 يناير/كانون الثاني 2010 بأحد فنادق دبي، وأن خلفان لم يحاول إحباط خطة الاغتيال رغم امتلاكه كافة التفاصيل والصور ومقاطع الفيديو لتحركات مجموعة تصفية «المبحوح»، ولم يفصح عنها إلا بعد سفر الفريق بالكامل خارج الإمارات.

 كما كشف تقرير نشره مركز الإمارات للدراسات والإعلام (ايماسك) عن تفاصيل حول عملية اغتيال القيادي بحركة حماس «محمود المبحوح»، تكشف عن تورط «ضاحي خلفان» في عملية الاغتيال، واستند «ايماسك» إلى مصدر إعلامي إماراتي، والذي نقل بدوره عن أحد العاملين في جهاز شرطة دبي.

ولفت المصدر إلى أن المخابرات الإماراتية علمت بنشاط «المبحوح» وسبق لها أن أوقفته، واستلم «خلفان» ملف «المبحوح» وبدأ بالتواصل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي «محمد دحلان» لكي يمده بمعلومات عن «محمود المبحوح»، وتم تسريب المعلومات عنه من عملاء في جهاز شرطة دبي إلى جهاز السي اي ايه (المخابرات الأمريكية)، الذي أوكل مهمة التحري عن «المبحوح» إلى الموساد الإسرائيلي، واستطاع الأخير عبر عملائه داخل شرطة دبي تحديد مكان المبحوح واغتياله.

ثانيا: تمويل حروب إسرائيل ضد غزة

وكشفت الحرب الاسرائيلية على غزة فضيحة جديدة من العيار الثقيل بعدما تبين أن الاسرائيليين كانوا قد أبلغوا ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، بالحرب التي يعتزمون شنها على قطاع غزة، وأنه رد عليهم متعهداً بتمويل العدوان.

حيث كشفت الاذاعة الاسرائيلية يوم 7 يوليو/ تموز 2014 أن اللواء «محمود التهامي» رئيس المخابرات المصرية السابق أجري مباحثات سرية مع الإسرائيليين في تل أبيب، وكشفت أنه التقى كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل وبحث معهم «التصعيد في غزة»، وقالت مواقع إلكترونية أن الرجل ليس سوى وسيط بين أبو ظبي وتل أبيب.

كما كشفت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي النقاب عن تفاصيل اللقاء الذي ضمّ وزير الخارجية الإماراتي بنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وقالت إن اللقاء بحثَ خطّة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بتمويل من الإمارات. وأكدت القناة أن أبو ظبي كانت تعلم بتفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل وقوعه.

وما يؤكد هذه المعلومات التقرير الخطير الذي نشره موقع صحيفة هافينجتون بوست الامريكي وأكد فيه أن «سفير الامارات بواشنطن صديق حميم للإسرائيليين»، وكشف التقرير الامريكي المطول الذي نُشر بعنوان «إنها مدينته» أن السفير الإماراتي يحتفظ بعلاقات ودية وثيقة مع السفير الإسرائيلي هناك، حتى أن السفير الإسرائيلي دعا «العتيبة» خلال العام الحالي لحضور خطاب «نتنياهو» حول إيران في الكونجرس، إلا أن «العتيبة» اعتذر بسبب الحساسيات السياسية في بلده.

وقال موقع «أسرار عربية» إن اتصالات سرية مكثفة جرت قبل الحرب على غزة بين إسرائيل وأبو ظبي وكان الوسيط بين الشيخ «محمد بن زايد» والاسرائيليين، كل من رئيس المخابرات المصرية اللواء «محمد فريد التهامي»، والمستشار الأمني لولي عهد أبو ظبي «محمد دحلان»، حيث ضغطت الإمارات من أجل عملية عسكرية تسحق حركة «حماس» في غزة..

فيديو يكشف إغراق الانفاق

وسبق أن كشفت صور خاصة ومقطع فيديو حصلت عليه قناة «الجزيرة» عن تسارع وتيرة العمل من قبل الجيش المصري في حفر برك مياه ضخمة على الحدود مع قطاع غزة ومدّ أنابيب ضخ مياه من البحر، وهو ما يهدد، وفق مختصين وخبراء، بانعكاسات كارثية على الأمن الغذائي والمائي لسكان المنطقة الجنوبية للقطاع.

وطالبت سلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة المنظمات الدولية والأممية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف وإلغاء تنفيذ برك المياه هذه على الحدود الجنوبية لمدينة رفح، لما تشكله من خطورة على مخزون المياه الجوفية الفلسطينية.

وجاء حفر هذه البرك بعد تدمير الجيش المصري أكثر من ألفي نفق على الحدود مع غزة، وكذلك تدمير أجزاء كبيرة من مدينة رفح المصرية، بهدف «وقف تسلل المسلحين من غزة إلى سيناء» حسبما تقول صحف مصرية.

  كلمات مفتاحية

الإمارات غزة مصر سيناء

ملوحة مياه غزة سترتفع 40 ضعفا بعد القرار المصري .. وناشطون يعتبرونه «خيانة»

الجيش المصري يبدأ عملية ضخ المياه لإغراق الحدود مع قطاع غزة

«بان كي مون» يدعو مصر و(إسرائيل) لفتح المعابر مع غزة

يجب وقف الحرب القادمة في غزة

تزايد التساؤلات في الإمارات حول دور الدولة في الصراعات الإقليمية

الجيش المصري يضخ المزيد من المياه في أنفاق غزة

تركيا تقدم منحة لتغطية نفقات الوقود للمستشفيات في غزة بقيمة 1.5 مليون دولار

جنود مصريون يقتلون فلسطينيا مضطربا نفسيا على الحدود مع غزة