«سي بي سي»: كندا تتكتم على أكبر صفقة أسلحة في تاريخها للسعودية

الأحد 4 أكتوبر 2015 12:10 م

 نشر موقع مجموعة سي بي إس الكندية تقريرا حول تكتم السلطات الكندية على صفقة أسلحة إلى المملكة العربية السعودية بسبب ما وصفته بـ«السجل السيء للمملكة في مجال حقوق الإنسان».

من الصعب تعريف مصطلح «قضية رأي عام» لأنها غالبا ما تتعلق بمصالح السياسيين والصحافيين الذين يغطونها. حين تقرر الأوساط الرسمية تبني فكرة ما فإنهم يقولون إن الكنديين مهتمون بهذا الأمر. عندها ينظر الصحفيون إلى الأمر وإذا ما كان يتسبب في بيع المزيد من الجرائد، إذا توفر كلا العاملين فإن الأمر يتحول ساعتها إلى حملة أو رأي عام.

ووفقا للتقرير، فقد وقعت هذه العملية برمتها بصورة ملحوظة خلال الأسبوع الماضي. مسألة مبيعات الأسلحة الكندية إلى المملكة العربية السعودية، أصبحت قضية وماتت، كل ذلك خلال حوالي 24 ساعة فقط.

وأوردت التقرير ما قاله زعيم كتلة كيبيك، «جيلز دوسبيه»، والمهتم بكل ما يتعلق بالإسلام «المتطرف» خلال نقاش دار الخميس الماضي  موجهاً سؤاله لـ«ستيفن هاربر»، رئيس الوزراء الكندي، قائلا: «أليس من المنطقي أن نوقف مبيعاتنا من الأسلحة للسعودية والتي نمولها بمليارات الدولارات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية؟ ألا تنبعث أيدولوجية تنظيمهم من السعودية  في الأساس؟. وأشارت الصحيفة إلى ادعاء «هاربر» بأن السياسة الخارجية لحكومته بأنها أكثر مبادئية (ترتكز مبادئ) وأقل تأثراً بقوة الدولار. لا كغيرها من الحكومات الأخرى التي تأثر بعرض المال وفرص العمل كما  في لندن على حد قوله.

ويقول «دوسبيه» معلقا على ما قاله «هاربر» إن صفقة توريد ما قيمته  15 مليار دولار من العربات المدرعة للملكة العربية السعودية هي أكبر صفقة في تاريخ كندا ولكن ماذا سيحدث لو قمنا بإلغائها، أجاب «هاربر» أن الأمر سينعكس مباشرة على العمال الكنديين، ثم إن هذه الصفقة دعم «من بلادنا لحلفائنا السعوديين».

في اليوم التالي بدا هذا الموضوع ساخنا ومرشحا ليغطيه الصحافيون كحملة مع «هاربر». يبدو وكأننا نناقش قضية وطنية كاحتضان كندا لحليف عدائي يضطهد النساء ويدفع بالمال في جيوب من سبق أن أسماهم «هاربر»  بـ«الارهابيين الجهاديين» .

ضمانات

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الأمور التي يجب أن نناقشها ومنها أهمية حصول الحكومة الكندية على ضمانات من أي دولة لها سجل بانتهاكات حقوق الإنسان بعدم استخدام وإراداتها من الأسلحة ضد المدنيين. يضيف البروفيسور  «رولاند باريس» العامل في جامعة أوتاوا بأنه لا نعرف إذا ما تم الحصول على ضمانات من السعودية بهذا الشأن، ولكن لا يبدو أن كندا ستحصل على ورقة رابحة في مجال احترام حقوق الإنسان مقابل بيع الأسلحة.  كما اشرت الصحيفة إلى مطالبات السعودية بالسرية التامة في هذا الموضوع وصدور تعليمات للوزراء والمحافظين وفقا لذلك. ويشير «دوسبيه» إلى أن الفرق بين بين حليفنا السعودي وتنظيم «الدولة الإسلامية» غير واضح، وفقا لقوله.

ويضيف: بالرغم من كوننا حلفاء ضد «تنظيم الدولة»، فلا يجب التغافل عن أن السعودية قدمت دعما كبيرا لهذه المجموعات في الماضي من خلال تمويل مدارسهم ومساجدهم على مر الأعوام السابقة. ويظهر التقرير الذي أعده الكونغرس حول أحداث 11 سبتمبر/أيلول تورط عدد من كبار المسؤولين السعوديين من خلال تقديم الدعم المالي للخاطفين.

انتهاكات

واشارت الصحيفة إلى الناشط والمدون «رائف بدوي»، الذي تعرض للجلد في السعودية فقط بسبب كتاباته المنادية بحقوق الشيعة. بالرغم من كل هذا وذاك، فما زال الغرب ولاسيما كندا يصورون السعودية على أنها حليف أساسي من أجل الاستقرار في المنطقة. ووفقا للتقرير، فإنه «بالرغم من الحديث عن تحقيق هذا الاستقرار والأمن المزعوم، تمول وتدعم السعودية القاعدة وحلفاؤها ليس فقط في سوريا بل في اليمن أيضا خاصة القبائل التي تتعاطف مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية».

ويضيف التقرير: «هذا ناهيك عن الحرب في اليمن، إذ تسعى السعودية من خلالها لوقف المد الشيعي مضحية بالعديد من أرواح المدنيين. وفي البحرين، وصلت القوات السعودية بعربات مصفحة ومدرعة كتلك التي يشترونها من كندا لسحق المعارضين الشيعة  المطالبين بحقوقهم» من خلال ما يسمونه بـ«الربيع العربي».

الرقص في الصحراء

وتساءلت الصحيفة: لماذا لا يتم التعاطي مع مبيعات الأسلحة الكندية كقضية مهمة أو قضية رأي عام حتى إنه لم يتم نقاشها خلال لقاء مناقشة السياسة الخارجية الأسبوع المنصرم؟. وأجاب التقرير بالقول: «من الواضح أن قادة الحزب الرئيسي لا يريدون التكلم في هذا الشأن. فهذا «جاستن ترودو» يتهرب من السؤال خلال المناقشة.  لكن «توم مولكير» ذهب لأبعد من ذلك مؤكدا أنه يجب على كندا دراسة سجل حقوق الإنسان لأي دولة قبل الموافقة على صفقة بيع الأسلحة  ولكن تم إسكاته من قبل  شريحة واسعة من الاتحاد الصناعي المشارك في العقد أو الصفقة».

ويقول «فيرجو بيرتر»: «طلبنا من الحزب الوطني عدم إثارة القضية والتكتم عليها».

ما يقتل القضية، وفقا للتقرير، فعليا هو اعتقاد  الكنديين أن السعودية دولة معتدلة ووسطية . وبعد كل هذا تظهر صورة للرئيس الأمريكي الأسبق «جورج بوش»  يصافح فيها ملك السعودية الملك «عبد الله»  وينحني فيها «باراك أوباما» للملك قبل أربع سنوات.

لقد منح  مجلس حقوق الإنسان السعودية مكانة مهمة في المجلس، وأبدت كندا صمتا واحتراما لهذا القرار رغم أنها كانت مهاجما شرسا للمجلس في السابق، فكندا الآن تري السعودية حليفا.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية كندا مبيعات الأسلحة حقوق الإنسان

السعودية تستعرض تجربتها في «مكافحة الإرهاب» أمام مجلس حقوق الإنسان

«فاينانشيال تايمز»: السعودية تسعى لزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 27% خلال 5 سنوات

«ذى إندبندنت»: بريطانيا تبيع الأسلحة ومعدات المراقبة للدول الأكثر قمعا في العالم

«إنصاف حيدر» لـ«الغارديان»: تم الضغط علي وعلى أهلي لتطليقي من «رائف بدوي»

الإنفاق العسكري السعودي يتجاوز إنفاق الدول الكبرى

أمريكا توافق على صفقة سعودية لشراء سفن حربية بـ11.25 مليار دولار

«ديفينس وان»: السعودية تتجه لاقتناء سفن ومروحيات عسكرية أمريكية لتعزيز أمنها

وزير الدفاع الأمريكي: دول الخليج تشتري أسلحة متطورة لا تحتاجها

«فورين بوليسي»: «الكونغرس» يتجه لتشديد الرقابة على شحنات الأسلحة إلى السعودية

صفقات أسلحة بلغارية للسعودية والإمارات مع تصاعد القتال في اليمن وسوريا

ردا على احتجاجات حقوقية.. الحكومة الكندية تدافع عن صفقة سلاح مع السعودية

كندا تؤكد المضي في صفقة بيع أقوى مركبات مدرعة في العالم إلى السعودية

محاولة جديدة في كندا لعرقلة صفقة مركبات مدرعة للسعودية ‏

«بروكنغز»: لماذا من المرجح أن تلتزم كندا بصفقة الأسلحة السعودية؟

‏كندا تعلن بيع عربات عسكرية مدرعة للسعودية بـ 11 مليار دولار ⁦‪

كندا تستعد لتسليم السعودية أكبر شحنة عسكرية في تاريخها

مغردون سعوديون يطالبون بفرض التجنيد الإجباري: نحن جنود الوطن

صفقات السلاح في 2016.. السعودية تتقدم وقطر والكويت والإمارات يلاحقونها