غزة تدخل «أجواء الانتفاضة» وتقدم خمسة شهداء.. وشهيد سادس في الضفة

الجمعة 9 أكتوبر 2015 01:10 ص

دخل قطاع غزة، اليوم الجمعة، أجواء الانتفاضة التي بدأت تلوح في أفق الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس؛ حيث قدم خمسة شهداء في مواجهات مع قوات الاحتلال المتمركزة خلف السياج الأمني شرق القطاع.

يأتي ذلك بينما استشهد شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال التي زعمت أنه حاول طعن أحد الجنود قرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، والاستيلاء على سلاحه.

وقال المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة «حماس»، في تقرير على موقعه الإلكتروني، إن خمسة شبان استشهدوا وأصيب 45 آخرون على الأقل بينهم صحفيان، بجروح، في موجهات مع قوات الاحتلال شرق غزة.

وأوضح «أشرف القدرة»، الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الشهداء هم: «شادي حسام دولة» (20 عامًا)، و «أحمد عبد الرحيم الهرباوي» (20 عامًا)، و «عبد الوحيدي (20 عامًا) و «محمد هشام الرقب» (15 عامًا)، و «عدنان موسى أبو عليان» (22 عامًا).

وقال إن الاحتلال يتعمد القنص المباشر في الرأس والمناطق العليا من الجسم في استهدافه للمواطنين العزل في المناطق الشرقية لقطاع غزة.

ولفت «القدرة» إلى أن 45 شاباً على الأقل أصيبوا بجروح، أيضاً، بينهم اثنان في حالة الخطر وإثنان من الصحفيين؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، وجرى نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة.

وكان عشرات الشبان الفلسطينيين توجهوا، عقب صلاة الجمعة، إلى محيط الموقع، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة «حماس»، ويرددون هتافات منددة بجرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى؛ لتبادرهم قوات الاحتلال بإطلاق النار المباشر، فيما رشقها الشبان بالحجارة.

بينما حملت حركة «حماس» الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية» عن هذا التصعيد الذي أدى لسقوط خمسة شهداء وعشرات المصابين في غزة.

وقالت الحركة في تصريح رسمي للناطق باسمها «سامي أبو زهري» إن «هذه الدماء التي سالت في غزة دليلاً على أنها حاضرة في الميدان إلى جانب شعبنا المنتفض في الضفة والقدس».

ورأت «حماس» في هذه الدماء التي سالت في غزة دليلاً على أنها حاضرة في الميدان إلى جانب شعبنا المنتفض في الضفة والقدس.

وكانت مسيرة ثانية جابت شوارع مدينة غزة، بعد صلاة الجمعة، نصرةً للمسجد الأقصى وتضامنًا مع الفلسطينيين في الضفة والقدس.

وردّد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها حركة «الجهاد» الإسلامي، وشارك فيها عدد من قادة الفصائل الفلسطينية الأخرى، هتافات تندّد بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والفلسطينيين.

ورفع المشاركون في المسيرة، التي جابت شوارع مدينة غزة، صورًا للقتلى الفلسطينيين الذين نفذوا مؤخرًا عمليات طعن مستوطنين في مدن الضفة والقدس، فيما حرق آخرون علم دولة الاحتلال.

وكان «إسماعيل هنية»، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» وصف، اليوم، الأحداث في الضفة الغربية والقدس، بـ«الانتفاضة الحقيقية».

وطلب «هنية»، خلال خطبة صلاة الجمعة، التي ألقاها في مسجد «فلسطين»، غربي مدينة غزة، الدول العربية والإسلامية بتوفير شبكة أمان عربية وإسلامية لدعم هذه الانتفاضة، وإسناد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس «سياسيا» و«ماليا».

شهيد في الخليل

وعلى مقربة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، وفق ما أعلنته مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن المصادر ذاتها أن الشاب (الذي لم تكشف عن هويته) استشهد بإطلاق نار إسرائيلي عليه قرب مستوطنة «كريات أربع» في الخليل، وما يزال جيش الاحتلال يحتجز جثته.

وزعم الاحتلال أن الشاب قتل بعد محاولته تنفيذ عملية طعن ضد أحد الجنود والاستيلاء على سلاحه؛ ما دفع الجنود لإطلاق النار عليه بشكل مباشر.

وبسقوط الشهداء الأربعة اليوم، ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى 11 شهيدا، منهم خمسة، خلال تنفيذهم عمليات طعن لإسرائيليين، وستة في مواجهات مع قوات الاحتلال.

عمليات طعن فلسطينية وإسرائيلية

واستمرارا لعمليات الطعن التي ينفذها فلسطينيون غاضبون من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى، قالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية إن مهاجما فلسطينيا طعن فتي يهوديا في القدس، اليوم الجمعة.

وأوضحت الصحيفة أن الفتى أصيب بـ«إصابات طفيفة»، مضيفا أنه تم القبض على المهاجم الفلسطيني (دون أن تكشف عن هويته).

إلى ذلك، قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إن مواطنة فلسطينية (لم تكشف عن هويتها)، أصيبت بجروح ما بين «متوسطة وخطيرة»، بعد أن حاولت طعن حارس أمن إسرائيلي في مدينة «العفولة»، شمالي «إسرائيل» (الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948)، وفق وكالة «الأناضول» للأنباء.

وأوضحت «لوبا السمري»، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، في بيان صحفي، أنه «في مدخل محطة الحافلات المركزية في مدينة العفولة حاولت شابة مهاجمة حارس أمن هناك بواسطة سكين». 

وأضافت: «تم إطلاق النار عليها مع إصابتها بجروح ما بين متوسطة وخطيرة، وإحالتها لتلقي العلاج وهي رهن الاعتقال».

الإسرائيليون دخلوا، أيضا، على خط تنفيذ عمليات الطعن.

إذ أصيب أربعة فلسطينيين بجروح ما بين «متوسطة وبسيطة» في عمليتي طعن نفذهما يهودي في مدينة ديمونا بمنطقة النقب، جنوبي «فلسطين المحتلة عام 1948».

وذكرت «الإذاعة الإسرائيلية العامة» أن الشرطة اعتقلت المهاجم (دون أن تكشف عن اسمه).

وبذلك تكون خمس عمليات طعن جرت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم؛ بينها ثلاثة عمليات نفذها فلسطينيون، وعمليتان نفذها إسرائيلي.

وتشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من مدينة القدس، توترا كبيرا، منذ عدة أسابيع، حيث تنشب مواجهات بين الفينة والأخرى بين شبان فلسطينيين، وقوات الأمن الإسرائيلية.

وتأتي هذه التوترات على خلفية إصرار "يهود متشددين"، على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.

إصابة 351 فلسطينيا خلال 24 ساعة

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن إجمالي عدد الإصابات في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الأراضي المحتلة بالضفة والقدس خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة.

وأوضح الهلال الأحمر في بيان له، اليوم الجمعة، أن الإصابات توزعت كالآتي: 25 بالرصاص الحي، و98 بالرصاص المطاطي، و217 بالغاز، و11 اعتداء بالضرب، حسب وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).

وأوضح أن هذه الحالات هي التي تعاملت معها طواقم الهلال الأحمر حتى الساعة 12 من ليل يوم أمس.

وذكر أن إجمالي الإصابات منذ بداية «الاعتداءات» منذ أكثر من أسبوع بلغ 1640 إصابة؛ بينها 101 بالرصاص الحي، و442 بالرصاص المطاطي، و1066 بالغاز، و31 اعتداء بالضرب المبرح.

مسيرة تضامنية في مصر ولبنان

وفي سياق الفعل الشعبية والعربية على الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، شارك مئات اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم عقب صلاة الجمعة، بمسيرة حاشدة في العاصمة بيروت «تحية لشهداء فلسطين ودعما لانتفاضة الشعب الفلسطيني»، منددين بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القدس والمسجد الأقصى «في ظل صمت عربي وإسلامي مريب»، حسب المشاركين.

وقالت وكالة «الأناضول» إن مئات المحتجين شاركوا في مسيرة خرجت من أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب في منطقة الطريق الجديدة، وتوجهت  إلى مثوى شهداء فلسطين - دوار شاتيلا ببيروت، بدعوة من «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة»، وبالتعاون مع القوى والهيئات اللبنانية والفصائل والهيئات الفلسطينية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللبنانية على وقع الشعارات المنددة بدولة الاحتلال واعتداءاتها المتكررة على القدس والمسجد الأقصى. 

أيضا، نظم معارضون للانقلاب العسكري في مصر مسيرات وسلاسل بشرية في القاهرة ومحافظات مصرية أخرى، بعد صلاة الجمعة، وكانت شعارات التضامن مع القدس والأقصى حاضرة فيها بقوة، حسب مراسلي «الأناضول».

وجاءت هذه التظاهرات استجابة لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، المؤيد لـ«محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

وخرجت التظاهرات في مناطق «حلوان»، و«المعادي»، و«مدينة نصر» بالعاصمة القاهرة، ومناطق «العياط»، و«الصف»، و«الهرم» بمحافظة الجيزة المجاورة للعاصمة.

كما شهدت محافظات الإسكندرية (شمال) وبني سويف (وسط) والسويس (شمال شرق) فعاليات احتجاجية مماثلة.

وقال شهود عيان إن قوات الأمن بالسويس قامت بمطاردة مؤيدي «محمد مرسي» ومنعتهم من استكمال المسيرة، فيما قال مصدر أمني بالسويس إنه تم إلقاء القبض علي ثلاثة من مؤيدي مرسي لاتهامهم بـ«التحريض علي العنف». 

  كلمات مفتاحية

غزة الخليل الضفة مسيرة شهداء الانتفاضة الثالثة

«هنية»: ما يجري في فلسطين «انتفاضة حقيقية» مطلوب دعمها عربيًا وإسلاميًا

على أعتاب انتفاضة.. شهيدان فلسطينيان و3 عمليات طعن واشتباكات متفرقة بالضفة

«الزهار»: المواجهات مع (إسرائيل) في الضفة قد تتحول إلى انتفاضة

رئيس بلدية القدس يدعو الإسرائيليين لحمل السلاح

استشهاد فلسطيني وإصابة فتاة برصاص الاحتلال جنوب الضفة الغربية

«حرب السكاكين»

ارتفاع حصيلة «الجمعة الغاضبة» في غزة والضفة إلى 9 شهداء

شهيدان في القدس يرفعان حصيلة الشهداء في فلسطين خلال أكتوبر إلى 18

واشنطن تعتبر عمليات طعن إسرائيليين في الأراضي المحتلة «إرهابا»

استشهاد سيدة فلسطينية وطفلتها الرضيعة في غارة إسرائيلية شرق غزة

استشهاد فلسطيني بدعوى محاولة طعن شرطي إسرائيلي في القدس

تعليمات في رام الله بوقف الأغاني الوطنية التي تمجد الانتفاضة