قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران «هاشمي رفسنجاني»، إنه من الممکن إصلاح العلاقات بين إيران والسعودية بالکامل إن توفرت الإرادة، لكن لا يمكن إنجاز هذا من جانب واحد.
وأوضح في حوار مع وكالة «شفقنا» نشرته أمس الثلاثاء، أن «إصلاح العلاقات ممکن شريطة أن تکون الرغبة من الجانبين، لکن هذا الأمر لا يتحقق مثلا إن کنا نحن جاهزين لکن لا تتوفر الظروف لدى الجانب الآخر أو أنهم لا يرغبون بذلك أو نحن لا نرغب بذلك لأسباب سياسية أو إقليمية، لکن يبدو لي أن الأمر قابل للتحقق بالکامل».
وأشار إلى حرب الثماني سنوات ودعم دول الخليج العربي للرئيس العراقي الراحل «صدام حسين» في حربه مع إيران، مشيرا إلى أنه بعد قبول طهران للقرار ٥۹۸ تولت حكومة جديدة السلطة في البلاد «وقلنا آنذاك إننا لا نريد استعداء الآخرين ونود العمل مع العالم، فمال العالم سريعا نحونا».
وتابع: «کنا في السنغال وعقدت لقاء مقتضبا مع الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي کان آنذاك وليا للعهد في السعودية، فذاب الكثير من جليد العلاقات بين البلدين، والآن الظروف والوضع ليسا بأصعب من تلك الحقبة».
ومضى «رفسنجاني» قائلا: «إن وضعا جيدا لم يحدث في السعودية حاليا، أي أن السياسة التي ينتهجها الحكام الجدد، لا تتسم بالعقلانية، ومع ذلك فإن الحرب ليست السبيل لمعالجة الأمور، والسبيل يكمن في أن ندخل في محادثات وحوار بصورة منطقية، ونطمئنهم بألايتخوفوا منا، ومن أننا لسنا نوويين عسكريين، ولا نريد استخدام سلاحنا ضد أحد».
وأردف: «اعتقد أننا نستطيع معالجة قضايانا مع العرب ببساطة، وعليهم أن يتعاطوا مع القضية بصورة صحيحة أيضا».
وكان «رفسنجاني» قال في فبراير/شباط الماضي، إن التعاون بين الرياض وطهران سينهي وجود الإرهابيين، متطلعا إلى إمكانية حل الكثير من القضايا بين البلدين بالعمل مع الملك «سلمان بن عبدالعزيز». (طالع المزيد)
وتوترت العلاقات بشكل أكبر بين السعودية وإيران في الأسابيع الأخيرة بعد حادث التدافع بمنى، الذي أودى بحياة بضعة مئات من الإيرانيين، وما أعقب ذلك من انتقادات شديدة وجهها مسؤولون إيرانيون للمملكة وصلت في بعض الأحيان للتهديد.