أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية، «حسن قشقاوي»، أن وزارة الخارجية تتابع بجدية مصير سفيرها السابق لدي بيروت، «غضنفر ركن أبادي» الذي فقد في حادثة التدافع بمشعر منى خلال الحج، معتبرا الحديث عن اختطافه من قبل «إسرائيل» تكهنات.
ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن «قشقاوي» قوله إن الاحتمالات التي طرحت حول مصير «ركن أبادي»، ومنها اختطافه في السعودية ونقله إلى «إسرائيل» تأتي ضمن تكهنات لا يمكن تأييدها أو رفضها بشكل كامل، مضيفا أنه شاهد عن كثب مكان وقوع الكارثة وأن الظروف هناك كانت بشكل بحيث لا يمكن اختطاف أي شخص وأن رواية الأشخاص الذين كانوا برفقة «ركن أبادي» قبل اختفائه لا تؤيد احتمال اختطافه.
من جهتها نقلت «وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية» (إرنا) عن رئيس منظمة الحج والزيارة، «سعيد أوحدي»، قوله إنه حدد هوية 17 حاجا إيرانيا مفقودا خلال حادث منى، مرجحا أن هؤلاء الحجاج هم ضمن 1450 حاجا من مختلف دول العالم دفنوا في مكة.
في حين أوردت «وكالة مهر» الإيرانية شبه الرسمية، مقالا للكاتب «محمد مهدي رحيمي»، الذي وصف «ركن أبادي» بأنه «دبلوماسي ثوري»، مضيفا أن قراءة البيان الختامي لما يعرف بـ«مراسم البراءة من المشركين» خلال الحج، أوكلت إليه.
وقال الكاتب في مقاله: «بعد مرور زهاء أسبوعين على تسجيل اسمه ضمن مفقودي كارثة منى، لم يتم العثور على أي مؤشر حول مصير سفير إيران السابق، الإيرانيون لديهم ذكريات مريرة عن مواطنين كانوا يسعون من أجل إعلاء المقاومة الإسلامية واستيفاء حقوق الشيعة في منطقة جبل عامل، وأصبح مصيرهم مجهولا منذ سنوات عديدة حيث ابتدأت هذه السلسلة بالسيد موسى الصدر وتبعه الحاج أحمد متوسليان وأصحابه واليوم أيضا الدكتور غضنفر ركن آبادي».
وقبل أيام، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني «نعيم قاسم»، إن اهتمام المرشد العام للثورة الإيرانية «علي خامنئي» بحادثة التدافع في مشعر منى مميز واستهدف وضع الأمور في نصابها، معتبرا أن هذا الموقف ليس صداما إيرانيا سعوديا، بل دعوة لتحرك السلطات السعودية، بحسب تعبيره.
وأضاف «قاسم» أن موقف «خامنئي» جاء عندما وجد التهاون السعودي ابتداء عندما حصلت الحادثة، ومرورا بعدم الاكتراث بها لعدة ساعات، ثم بعد ذلك عدم التجاوب لمعرفة مصير الحجيج الإيرانيين وكذلك باقي الحجيج، على حد قوله.
وأكد «قاسم» أن المعالجة التي جرت بعد ذلك كانت نتيجة هذا الموقف، وهو ليس موقفا لصدام إيراني سعودي، بل هو موقف لتحريك المسؤولين السعوديين ليقوموا بواجباتهم تجاه الحجيج، وأدنى الواجبات أن يحترموا ضحاياهم وأن يتجاوبوا مع السلطات المعنية في إيران لإعادة الجثامين، ومعرفة وضع المفقودين»، وفقا لتعبيره.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ادعت وجود مؤامرة مرتبطة بالحادث، وزعم كاتب إيراني يدعى «حسين الديراني» أن الحادثة خطة مرسومة من قبل أجهزة الاستخبارات السعودية بهدف إفشال الاتفاقية النووية بين إيران والدول الست الكبرى.
وادعى أن بعض المفقودين الإيرانيين، وهم شخصيات مسؤولة بينها السفير الإيراني السابق في بيروت، «غضنفر ركن أبادي»، «أسرى لدى الاستخبارات السعودية».
من جانبه قال مساعد رئيس الأركان العامة للجيش الإيراني، العميد «مسعود جزائري»، إن قواته مستعدة لتنفيذ أي مهمة بخصوص كارثة منى.
وتشهد العلاقات بين إيران الشيعية والسعودية السنية توترا سياسيا ودينيا كبيرا منذ الثورة الإسلامية في طهران في 1979.
وتدهورت هذه العلاقات بشكل كبير في السنوات الأخيرة خصوصا بسبب النزاع في سوريا واليمن حيث يتخذ البلدان موقفين متعارضين.
وقد ارتفع عدد ضحايا حادث التدافع الذي في مشعر منى إلى 1608 قتلى، بحسب حصيلة تم إعدادها استنادا إلى أرقام نشرتها 31 دولة لتصبح بذلك أفدح كارثة بشرية في تاريخ تنظيم الحج حديثا.
ومنذ الحصيلة التي أعلنتها السلطات السعودية في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يومين من المأساة، والتي أكدت مقتل 769 شخصا على الأقل، لم تصدر الرياض أي حصيلة أو أرقام أخرى لعدد القتلى والمصابين والمفقودين.