التقي الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»، اليوم الثلاثاء، في باريس، رئيس الوزراء الكويتي الشيخ «جابر مبارك الصباح»، حيث بحث الجانبان الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية السورية.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، نشرته صحف عربية، إن «الرئيس أولاند ورئيس الوزراء الكويتي تناولا قضايا المنطقة، حيث أثنى الرئيس أولاند على الدور الذي تضطلع به الكويت في هذا الشأن ومساهمتها في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي».

وأضاف البيان أن «أولاند أشاد بالمرحلة الجديدة التي تمثلها هذه الزيارة في تعزيز الشراكة بين البلدين ، وبالاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها في العديد من المجالات، بالإضافة إلى إنشاء صندوق للقطاعين العام والخاص لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاعات الاستراتيجية».

ورحب «أولاند» بالشراكة الثنائية في المجالات الأمنية والدفاعية والتعاون الثقافي والعلمي.

من جانبها قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، إن رئيس الوزراء سلم الرئيس الفرنسي رسالة من أمير البلاد «صباح الأحمد الجابر الصباح»، تضمنت دعوته لزيارة الكويت لبحث قضايا المنطقة.

وبدأ رئيس الوزراء الكويتي، أمس الإثنين، زيارة رسمية لباريس تستغرق أربعة أيام، وتطغى عليها الملفات الاقتصادية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية «رومان نادال»، أن الزيارة «ستكون ضمن وفد رسمي رفيع إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال»، معتبرا أنها تمثل «فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة في كل المجالات».

ولفت إلى أن الزيارة التي سيلتقي خلالها «جابر» الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند» ورئيس الوزراء «مانويل فالس» ووزير الخارجية «لوران فابيوس» والمسؤولين الفرنسيين، ستخرج بـ «عدد من الاتفاقات».

وتعود العلاقات الرسمية بين الكويت وفرنسا إلى 28 أغسطس/آب 1962، فيما اعتمد السفير الفرنسي الأول في الكويت في إبريل/ نيسان 1964.

وتعززت العلاقات بين البلدين عندما أرسلت باريس 18 ألف جندي عام 1990 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وبعد التحرير أبرمت فرنسا مع الكويت اتفاقات للتعاون الأمني والدفاعي، واستمرت في تزويد الكويت معدات عسكرية خصوصاً لسلاحي البحرية والجو.

وتُعد فرنسا الشريك التجاري الثالث عشر للكويت وفقا لإحصاء عام 2014، حيث بلغ التبادل 1.250 مليار دولار وهو يميل لمصلحة الكويت بنسبة تتخطى 50%.

وبلغت الصادرات الكويتية إلى فرنسا نحو 750 مليون دولار العام الماضي، ويشكل النفط ومشتقاته نسبة 95% منها، بينما بلغت الصادرات الفرنسية إلى الكويت 500 مليون يورو.

ومن أهم الصادرات الفرنسية إلى الكويت، الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور والملابس والسيارات والمنتجات الغذائية، إلى جانب منتجات صناعة الطيران التي تعد في مقدم الصادرات خصوصا بعدما تعاقدت شركة «الخطوط الجوية الكويتية» على شراء 25 طائرة من طراز «آرباص» الفرنسية واستئجار 12 طائرة أخرى، إلى حين الانتهاء من تسليم الطائرات الجديدة.

وتستثمر الكويت نحو 6 مليار دولار، منها 1% من رأس مال «بنك بي أن بي باربيا» و500 مليون في قطاع العقارات.

في حين تستثمر مؤسسة «التأمينات الاجتماعية» نحو مليار دولار في فرنسا، وتملك شركة «نفط الكويت» 3% من أسهم شركة «سانوفي أفنتيس» أي نحو 3.5 مليار دولار.

وتعتبر فرنسا أيضاً وجهة سفر مفضلة للكويتيين، إذ زارها 50 ألفاً منهم عام 2014.