قال مصادر طبية محلية في اليمن، إن ضحايا القصف الذي شنته ميليشيات الحوثيين على أحياء في مدينة تعز وسط اليمن، خلال الـ24 ساعة الماضية (منذ مساء الأربعاء وحتى مساء الخميس)، ارتفع إلى 29 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وأضافت المصادر، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن عدد الضحايا المدنيين، أمس الخميس، ارتفع إلى 29 شخصا، بعد سقوط 7 جدد إضافة إلى 22 آخرين قتلوا يوم الأربعاء، فيما وصل عدد الجرحى إلى 140 شخصا، في هجمات هي الأدمى بالمدينة.
وفي السياق ذاته قال سكان محليون، إن عدداً من المنازل في حي «الدحي»، و«الروضة»، تعرضت للدمار والاحتراق، نتيجة قصفها بقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا التي أطلقها الحوثيون .
من جانبها عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء أمس، عن «قلقها العميق إزاء الأثر الإنساني» للقتال الشديد المتزايد في مدينة تعز، حيث القصف العشوائي للمناطق المدنية بالإضافة إلى منع الإمدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة.
وأوضح «انطوان غراند» رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في بيان أن «الوضع في تعز قاسٍ بشكل خاص بالتوازي مع الظروف المروعة الموجودة في كل أنحاء اليمن».
وقالت اللجنة الدولية، إن هناك ما يقرب من نصف المستشفيات مغلقة وأعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقي العلاج، بحسب ما ورد في البيان
وتابع قائلا «طلبنا من الأطراف المعنية أن تسمح لنا بإيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، ولكن دون جدوى حتى الآن، هذه الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح».
واتهمت مصادرعسكرية موالية لقوات الحكومة المعترف بها دوليا الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لحليفهم الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» بشن الهجوم فجر الخميس على أحياء الروضة والموشكي والتحرير في مدينة تعز.
ولاقى ذلك القصف الذي وصف بالأعنف على مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من شهرين إدانات دولية ومحلية واسعة، إذ اعتبرته منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان «جريمة بحق المدنيين».
وطالبت المنظمة الحوثيين بوقف هجماتهم على المدنيين في تعز في حين تعهدت الرئاسة اليمنية عبر برقية بعث بها الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» إلى قادة ما تعرف بـ«المقاومة الشعبية» بمعاقبة مرتكبي ما وصفتها «بالمجزرة».
ودعت رئاسة «هادي» المجتمع الدولي الى إدانة ما قالت إنه «عدوان اجرامي علي مدينة تعز»، وحمّلته مسؤولية إنقاذ المدنيين ودعته لإدراك ما سمته الرئاسة «كذب وزيف» الحوثيين وحليفهم «صالح» بعد تعهدهم للأمم المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216. وأكدت أن تحرير تعز بات أولوية ملحّة لدى الحكومة.
من جانبهم، أعلن الحوثيون أنهم سيطروا على مزيد من المواقع الاستراتيجية في محافظة تعز، وأنهم توجهوا نحو محافظات لحج وأبين في محاولة لاستعادتها من أيدي القوات الموالية للرئيس «هادي».
وردت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، فجر الخميس، بقصف مواقع عديدة للحوثيين في مدينة تعز والتلال المحيطة بها.