هل انتهت «أوبك»؟

السبت 24 أكتوبر 2015 05:10 ص

قبل أيام، احتفلت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» بمرور 55 عاماً على تأسيسها. وجاء الاحتفال في وقت تمر فيه المنظمة بوقت حرج ومنعطف خطير.

وحسب تقديرات دولية، فإن الدول الأعضاء في المنظمة خسرت أكثر من 500 مليار دولار من إيراداتها، بسبب تهاوي أسعار النفط، منذ يونيو/حزيران 2014 وحتى الآن، بل إن هناك دولاً اقتربت من حالة الإفلاس، أو على الأقل تعاني من أزمات اقتصادية عنيفة، بسبب تراجع إيراداتها من النفط.

خذ مثلاً فنزويلا والعراق وليبيا والجزائر وإيران ونيجيريا. كما تعاني موازنات دول خليجية كبرى من عجز، على خلفية فقدان أسعار النفط نحو 60% من قيمتها.

ولن أتحدث هنا عن حالات من خارج أوبك، مثل روسيا وشركات النفط الصخري الأميركية.

وفي الوقت الذي تشهد فيه أسواق النفط واحدة من أعنف الأزمات، حيث إن هناك فائضاً كبيراً في معروض النفط، وهبوطاً مستمراً للأسعار، فإن الأنظار تلقي باللوم على أوبك في عدم القيام بدورها الأساسي، وهو تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء وتوحيدها، حتى تضمن استقرار الأسعار وحماية مصالح الدول المنتجة للنفط.

بل إن البعض يتساءل: هل انتهى دور أوبك؟ وهل باتت السياسة والمؤامرات هما من يسيطران عليها ويتحكمان في قراراتها؟

هناك إشارات متناقضة تجاه أوبك، الأولى ترى أن المنظمة انتهى دورها أو كاد، ويستند هذا الرأي إلى أسباب موضوعية، من أبرزها فشلها في التعامل مع واحدة من أخطر الأزمات التي تمر بها، وهي أزمة تهاوى أسعار النفط، وفشلها في التوصل إلى حل للأزمة خلال الاجتماع الذي عقد أول من أمس في فيينا.

وربما عبر عن هذا الرأي إيغور سيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية، أكبر منتج للنفط في العالم، أمس، حينما قال إن أوبك فقدت تماماً دورها كمنظم لسوق الخام.

وفي المقابل، يرى البعض أن المنظمة لا تزال تلعب الدور الأكبر في تنظيم سوق النفط العالمية.

ويدللون على ذلك بالطلبات الجديدة المقدمة من بعض الدول كالسودان وإندونيسيا للانضمام للمنظمة التي تأسست في بغداد عام 1960.

أوبك لن تختفي في المستقبل المنظور والمتوسط، لأنها تملك 40% من النفط العالمي، و81% من الاحتياطي العالمي.

 

* مصطفى عبد السلام رئيس القسم الاقتصادي بـ«العربي الجديد». 

  كلمات مفتاحية

أوبك أسعار النفط إيرادات النفط فنزويلا العراق ليبيا الجزائر إيران نيجيريا روسيا النفط الصخري

نهاية «أوبك»؟

الانخفاض الكبير: مقامرة النفط السعودية

«فورين بوليسي»: ثورة النفط الصخري تحطم قواعد اللعبة

«أوبك» تترنح!!

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

وزير الطاقة الروسي: شركاتنا مستعدة لمواجهة «أوبك»

مفارقات توقع أسعار النفط في 2016

«أوبك»: 15 مليار دولار خسائر 10 منتجين للنفط الصخري الأمريكي خلال 2015

منتجون خليجيون يرجئون صيانة حقول النفط ويتوقعون هبوط الأسعار

تقرير سري لـ«أوبك» يتوقع ضغوطا على حصتها السوقية حتى 2019

وزارة الطاقة الروسية: وفد سعودي يزور موسكو في 24 نوفمبر الجاري

«أوبك»: نمو الطلب على النفط «قادم بقوة» .. والأسعار ستتحسن قريبا

«توتال» تتوقع تدني أسعار النفط لشهور.. و«أوبك»: نتائج إيجابية في 2016