كشفت وزارة الخارجية المصرية صباح اليوم الأربعاء عن مشاركة وزير الخارجية «سامح شكري يوم الجمعة المقبل في الاجتماع الوزاري الثاني حول سوريا المقرر عقده في فيينا بمشاركة دولية وإقليمية.

وأكد المستشار «أحمد أبو زيد» المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن «شكري» سيتوجه من العاصمة الهندية نيودلهي إلى فيينا مساء غدا الخميس للمشاركة، مضيفا أنه تم الاتفاق على عقد هذا الاجتماع خلال الاجتماع الرباعي الذي عقد في فيينا أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة العربية السعودية وتركيا، حيث تم التأكيد على أهمية توسيع نطاق المشاركة في تلك الاجتماعات لتشمل الدول الإقليمية الهامة ذات التأثير في الملف السوري ومن بينها مصر.

وأوضح «أبو زيد» أن الاجتماع القادم في فيينا يكتسب أهمية خاصة لأنه سيتناول مقترحات وأفكار محددة لتفعيل العملية السياسية في سوريا، الأمر الذي ترى مصر أهميته ومحوريته لكونه يتسق مع موقفها الثابت منذ بداية الأزمة، والذي يؤكد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية وأن الحل السياسي والحوار بين الأطراف السورية هو الأساس لوضع مقررات اجتماع «جنيف1» موضع التنفيذ.

إيران تنضم للمحادثات

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأربعاء أن وزير الخارجية «محمد جواد ظريف» سيتوجه في نهاية الأسبوع إلى فيينا للمشاركة في محادثات دولية حول سوريا.

وقالت «مرضية أفخم» كما نقل عنها التلفزيون الرسمي «لقد تسلمنا الدعوة وتقرر أن وزير الخارجية سيشارك في المحادثات».

وكانت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أعلنت اليوم الأربعاء، نقلا عن وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تلقت دعوة لحضور محادثات تجرى في فيينا بعد غد الجمعة لبحث كيفية إنهاء الصراع السوري، وأنها تبحث ما إذا كانت ستشارك فيها.

ونسبت الوكالة إلى «أفخم» قولها «تحدث وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره الروسي هاتفيا أمس واليوم بشأن سوريا والقمة القادمة في فيينا، والمشاركة الإيرانية قيد البحث».

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية «سيرغي لافروف» بحث مع نظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» سير التحضير لاجتماع فيينا لبحث الوضع في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية في تعليق على الحديث الذي جاء بمبادرة من الجانب الروسي إن الوزيرين في إطار الاتصالات المستمرة بين البلدين، تبادلا وجهات النظر حول اللقاء المزمع الأسبوع الجاري في فيينا والذي سيحضره ممثلون عن جميع الدول الفاعلة في المنطقة.

وأضافت أن المشاركين سيبحثون في فيينا سبل تنسيق الجهود بما يخدم مكافحة الإرهاب والعمل على إطلاق الحوار السياسي بين السوريين في أسرع وقت ممكن.

إيران تحتفي بإشراك الغرب لها في المحادثات

إلى ذلك، وصفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا» اليوم الأربعاء انفتاح الولايات المتحدة على مشاركة إيران في محادثات حول سوريا خلال الأسبوع الجاري بأنها أول دلالة على اللجوء للمنطق من قبل الغرب في هذا الشأن.

وأكدت الوكالة الرسمية في مقال افتتاحي أن «اللجوء للمنطق أمر أساسي لحل الأزمة السورية».

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أمس الثلاثاء للمرة الأولى أن واشنطن منفتحة على المشاركة الإيرانية في اللقاءات الدبلوماسية التي ستعقد الجمعة في فيينا بشأن الأزمة.

وأشارت افتتاحية «إرنا» إلى ضرورة أن تعترف الولايات المتحدة وحلفاؤها أولا بأخطائهم في سوريا، والتي تعتبرها إيران السبب في الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، قبل أن يمكن أن تصبح إيران شريكا بكل معنى الكلمة.

المعارضة: حضور إيران يقوض الحل السياسي

في غضون ذلك، قال عضو بارز في المعارضة السورية إن مشاركة إيران في المحادثات الدبلوماسية السورية هذا الأسبوع في فيينا قد تعرقل التوصل لحل سياسي للحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.

وقالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إن الدعوة ستوجه إلى إيران الحليفة الرئيسية لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» للمشاركة في المحادثات الدولية يوم الجمعة لمناقشة سبل إنهاء الصراع.

ومن المقرر مشاركة نحو عشر دول منها روسيا التي تدعم «الأسد» والسعودية التي تدعم معارضيه، فيما لم يتضح ما إذا كانت ستشارك أي أطراف سورية.

بدوره انتقد «هشام مروة» نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» أي مشاركة لإيران في المحادثات.

وقال في مقابلة مع تلفزيون «بالنسبة لمسألة دعوة إيران بالتأكيد ستعقد المسألة أكثر، وجود إيران سيعقد مباحثات فيينا لأنها ستأتي بمشروع يحافظ على الأسد».

وأضاف «دخول الروس يقوض الحل السياسي ودخول إيران كان وما زال قادرا على تقويض الحل السياسي».

هذا وقد أعلن مصدر دبلوماسي أن وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة وروسيا وتركيا سيعقدون اجتماعا غدا الخميس في فيينا لبحث النزاع السوري وبعده سينضم إلى الوزراء الأربعة نظراؤهم من مصر وإيران والعراق ولبنان الذين دعتهم الولايات المتحدة في حال لبت هذه الدول الدعوة.

وكان أول لقاء رباعي أمريكي روسي سعودي تركي عقد الجمعة الماضي في العاصمة النمساوية لبحث آفاق تسوية النزاع في سوريا.